التعليم بين بغداد وكوردستان… مدارس متهالكة وأخرى حديثة قبل بدء العام الدراسي الجديد

أربيل (كوردستان24)- مع اقتراب العام الدراسي الجديد في العراق، ما تزال الكثير من المدارس في بغداد تعمل بثلاث فترات يومياً، بحيث لا تتجاوز مدة الدروس لكل طالب ثلاث ساعات. ويأتي ذلك نتيجة قلة المباني المدرسية وقدم معظمها، لاسيما في حي الحرية، حيث يشكل خطر الانهيار تهديداً دائماً للتلاميذ والمعلمين.
يقول المواطن جاسم رضا: "هذه المدرسة بُنيت قبل 40 أو 50 عاماً، وهي متهالكة جداً، ومع ذلك تُقام فيها ثلاث فترات يومياً. التعليم سيء للغاية، والطلاب لا يعرفون لماذا يأتون إلى المدرسة، لكنهم مضطرون بسبب قربها من منازلهم."
أما المواطن مصطفى السعدي فيوضح أن ما يُعرف بـ"شارع المدارس" يعاني اكتظاظاً غير مسبوق، حيث تقام أربع فترات في بعض المدارس، وهو ما ينعكس سلباً على مستوى التعليم والتحصيل الدراسي.
الأرقام الرسمية تكشف حجم الأزمة: أكثر من 12 مليون طالب يدرسون في العراق، بينهم 1.2 مليون طالب جديد العام الماضي. ورغم وجود 28 ألف مدرسة مسجلة لدى وزارة التربية، لا يتجاوز عدد المباني المدرسية الفعلية 18 ألفاً فقط، فيما يواجه أكثر من 1000 مبنى خطر الانهيار، وتوجد نحو 1000 مدرسة أخرى داخل "كرفانات" مؤقتة، إضافة إلى 100 مدرسة مبنية من الطين.


كوردستان… خطط جديدة للقضاء على نظام الفترات الثلاث
في المقابل، يبدو المشهد مختلفاً في إقليم كوردستان، حيث تتواصل الجهود لبناء مدارس حديثة وتجديد القديمة منها. ورغم أن الحكومة الاتحادية العراقية تعهدت، ضمن اتفاق مع الصين، ببناء مدارس جديدة، إلا أن حكومة الإقليم تؤكد أن بغداد لم تنفذ حتى الآن أية مشاريع مدرسية في كوردستان.
وتشير التقارير إلى أن "الحكومة الاتحادية لم تبنِ قاعة دراسية واحدة في الإقليم، بينما حكومة كوردستان وحدها هي التي تواصل البناء والتجديد".
ففي أربيل، يجري العمل على مدرسة جديدة بمساحة 4000 متر مربع تضم 12 فصلاً دراسياً وقاعة كبيرة وحديقة وملعب، ومن المقرر أن تستوعب 300 طالب بعد ستة أشهر.
مدير عام تربية أربيل لقمان سعيد أوضح أن المديرية "بنت 55 مدرسة جديدة، وهناك 13 مدرسة أخرى جاهزة لهذا العام، إلى جانب إضافة 103 قاعات لتخفيف الضغط على المدارس". كما تم ترميم 300 مدرسة، مما ساعد على خفض المدارس ذات الفترات الثلاث من 139 إلى 11 مدرسة فقط، مع خطة مستقبلية لتحويلها تدريجياً إلى فترة واحدة.


أرقام متقدمة في البنية التحتية

حتى الآن، وصل عدد المدارس في إقليم كوردستان إلى 6800 مبنى، بينها 214 مدرسة جديدة و629 قاعة دراسية إضافية، إلى جانب ترميم 1680 مدرسة. كما تم تسجيل أكثر من 1.8 مليون طالب للعام الدراسي الجديد.
إلى جانب ذلك، تعمل وزارة التربية في الإقليم على تنفيذ مشروع "روناكي" (الإضاءة)، الذي يوفّر الكهرباء الوطنية للمدارس على مدار 24 ساعة، مع خطط مستقبلية لاستخدام السبورات الذكية وأجهزة عرض البيانات في الفصول.


بين الواقع والطموح
وبينما يدخل العراق عاماً دراسياً جديداً، يبقى التحدي الأكبر في بغداد والمناطق الأخرى هو تكدس الطلاب داخل مدارس متهالكة وكرفانات مؤقتة، مقابل تجربة أكثر تنظيماً في كوردستان، حيث يسعى الإقليم إلى القضاء نهائياً على نظام الفترات المتعددة وتوفير بيئة تعليمية حديثة تلبي احتياجات الأجيال القادمة. 


تقرير : ديلان بارزان– بغداد
آراز فاروق – اربيل -كوردستان24

 
 
Fly Erbil Advertisment