استهداف الأبراج… وجع جديد في غزة

أربيل (كوردستان 24)- لم يكن سكان برجي مشتهى في غرب غزة والسوسي شرق المدينة يتوقعون أن تفقد منازلهم في لحظة خاطفة، لكن الطائرات الحربية الإسرائيلية حولتهما إلى ركام، لتتساقط الطوابق فوق بعضها في مشهد مروّع عمّق جراح المدنيين وزاد من مشاعر الخوف والقلق في مدينة تترقب اجتياحاً يلوح في الأفق.

انهار برج مشتهى تحت ضربات الطائرات الإسرائيلية، فتشردت الأسر التي عاشت سنوات بين جدرانه، لتجد نفسها بلا مأوى، تحدق بألم إلى حجارة متناثرة كانت يوماً ما سقفاً يؤويها.

في محيط البرجين، ملأت صرخات الأطفال والنساء المكان، فيما هرع المواطنون إلى الشوارع بحثاً عن النجاة. بعضهم حمل أوراقه الثبوتية القليلة، وآخرون خرجوا دون أن يتمكنوا من إنقاذ شيء، والصدمة مرسومة على وجوه غطاها الغبار والدخان.   

وسط الأنقاض، وقف رجال يفتشون بأيديهم العارية عن بقايا أمل، بينما جلست أمهات يبكين بصمت على مصير مجهول ينتظر أبناءهن. تحولت الشوارع المحيطة إلى لوحة من الرعب والاضطراب.

يقول أحمد عبد الرحمن – نازح : "خرجنا كما نحن، لم نستطع أن نأخذ شيئاً… فقط أردنا النجاة"، فيما وصفت نازحة أخرى المشهد بالقول: "صرنا بلا مأوى، أطفالنا في الشوارع، لا نعرف إلى أين سنذهب".

يرى كثير من السكان أن قصف الأبراج رسالة واضحة باقتراب اجتياح شامل لغزة، وهو احتمال يثقل القلوب ويثير الرعب بين الأهالي، خاصة مع صدور أوامر إخلاء جديدة في أحياء عدة من المدينة.

من بين الركام والدخان، يظل صوت الناس في غزة أقوى من الصمت، يروي قصص الخوف والنجاة، وينتظر بقلق ما سيحمله الغد من مصير مجهول في ظل التلويح باجتياح بري وواسع للقطاع.

تقرير: بهاء طوباسي –كوردستان24 - غزة

 
 
 
Fly Erbil Advertisment