قرار للعبادي يعزز الجبهة الكوردية واربيل تنتظر اقتناص الفرصة

أسهم قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عزل فالح الفياض من مستشارية الامن الوطني ورئاسة هيئة الحشد الشعبي وجهاز الامن الوطني.

اربيل (كوردستان 24)- أسهم قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عزل فالح الفياض من مستشارية الامن الوطني ورئاسة هيئة الحشد الشعبي وجهاز الامن الوطني، في عرقلة جهود الولايات المتحدة إزاء مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة في العراق.

ويقول العبادي إن اقالة الفياض جاءت بسبب انخراطه في العمل السياسي والحزبي بما "يتعارض مع المهام الامنية الحساسة التي يتولاها".

وجاءت الإطاحة بالرجل المقرب من إيران بعدما قرر الانضمام الى تحالف الفتح منشقاً فيما يبدو عن الائتلاف الذي يقوده العبادي في اطار سباق تشكيل الحكومة.

ويقول مسؤولون إن "الشرخ" الذي يشهده ائتلاف النصر بقيادة العبادي سيعزز على الارجح الجبهة الكوردية وبخاصة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة مسعود بارزاني.

وتتنافس واشنطن وطهران بشدة حول تشكيل الحكومة العراقية المقبلة رغم أن الامر بدا في وقت مبكر من هذا الاسبوع وكأن الولايات المتحدة حسمت اللعبة لصالحها.

وأمر العبادي بعزل الفياض عن مناصبه يوم الخميس فيما يبدو انه مؤشر على عمق الخلاف بين الرجلين اللذين خاضا الانتخابات في تحالف موحد.

وحصد الفياض الذي يقود تحالف (عطاء) مقعدين في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 من أيار مايو الماضي وشابتها مزاعم بالتلاعب والتزوير.

وقبل إقالة الفياض، كانت القوى التي تدعمها الولايات المتحدة تفتقر إلى العدد الكافي من الاصوات لتأمين اغلبية دون دعم الكورد والسنة فيما فاقم الازمة الانقسام داخل تحالف العبادي.

وأحرز الحزب الديمقراطي الكوردستاني المرتبة الاولى في اقليم كوردستان والخامسة في عموم العراق في الانتخابات وذلك بحصوله على 25 مقعداً، بما يجعله لاعبا رئيسيا في الساحة السياسية العراقية.

وعلى مدى الايام الماضية استضاف بارزاني في اربيل سلسلة اجتماعات للعديد من الافراد والكيانات العراقية فضلا عن شخصيات امريكية للحصول على دعمه.

ويوم الاربعاء تحدث وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو الى بارزاني عبر الهاتف وبحث معه آخر التطورات بشأن تشكيل الحكومة.

ويبدو أن المحادثات بين الجانبين لم تثمر عن أي نتائج رغم أن المكالمة الهاتفية جرت حتى قبل أن يصبح خلاف العبادي مع الفياض علنياً.

وأدت اقالة الفياض الى تلقي العراق مكالمات هاتفية من جانب بومبيو الذي تحدث مع العبادي وكذلك مع زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي.

ويأتي هذا بينما يحاول المبعوث الرئاسي الامريكي بريت ماكغورك اقناع الكورد او على الاقل الحزب الديمقراطي للانضمام الى التحالف الرباعي الذي يضم ائتلاف العبادي.

وأدى انشقاق الفياض إلى مزيد من الزيارات إلى أربيل. والتقى ماكغورك بارزاني في عاصمة الاقليم خمس مرات على الاقل منذ انتخابات أيار مايو.

ويوم امس زار وفد بزعامة اياد علاوي المتحالف مع العبادي، اربيل والتقى خلالها بارزاني لبحث تشكيل الحكومة. ولا تبدو هناك أي مؤشرات على وجود اتفاق وشيك.

وبحسب وزارة الخارجية الامريكية فان بومبيو ناقش مع علاوي آخر "التطورات السياسية في العراق والعلاقات بين بغداد وأربيل".

ولا يعرف ما اذا كانت زيارة علاوي الى اربيل تحمل رسالة من بومبيو او العكس.

وللحزب الديمقراطي الكوردستاني موقف مختلف عما تسعى اليه الولايات المتحدة، وفقا لما قاله مصدر مطلع على صلة بالحزب الديمقراطي الكوردستاني.

وقال المصدر لكوردستان 24 "الكورد منفتحون أمام جميع المرشحين لمنصب رئيس الوزراء في بغداد" لكن الأمريكيين "يريدون العبادي ولا أحد آخر".

وأضاف أنه لا مشكلة في العبادي ولكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني "لا يعر له أي اهتمام ولن يقف حجر عثرة امام اعادة ترشيحه" لفترة ثانية.

ومضى للقول "احداث كركوك لا تزال عالقة في أذهانهم" مشيرا الى ان العبادي لن يقدم للكورد أي ضمانات مكتوبة عن شروطهم.

ولدى بارزاني شروط عديدة من شأنها أن تعزز مصالح إقليم كوردستان، ومنها اعادة حصة الكورد من الموازنة الى سابق عهدها، فضلا عن اعادة نشر البيشمركة في المناطق المتنازع عليها، وتطبيق المادة 140 الدستورية الخاصة بتلك المناطق ومنها كركوك.

وقال أحد مستشاري اياد علاوي لكوردستان 24 "لا يمكن تجاهل مسعود" بارزاني الذي شغل منصب رئيس الاقليم لنحو 12 عاما.

وتجري الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية مفاوضات ومشاورات مكثفة لإعلان الكتلة الكبرى التي ستتولى تشكيل الحكومة الجديدة. وسيعقد البرلمان اولى جلساته يوم غد الاثنين لانتخاب رئيس له ونائبين على أن يتم انتخاب رئيس للبلاد في غضون 30 يوما.

ويلعب الكورد دورا حاسما في تشكيل الحكومة لكنهم لم يحسموا قراراهم في الانضمام الى أي من الكتل المتنافسة لتشكيل الكتلة الكبرى. ولم تضع الاحزاب الكوردية أي خطوط حمراء في بغداد لكنها قالت إن انضمامها لأي تحالف مرهون بتنفيذ 27 شرطا.