اختفاء عراقي عاد من امريكا الى بغداد

قال مسؤولون قانونيون إن مصير أحد المواطنين العراقيين الذين رُحلوا قسراً الى بغداد اصبح "مجهولا" بعد تقارير زعمت أن مسؤولي الهجرة في الولايات المتحدة يجبرون بعض المحتجزين العراقيين على العودة الى ديارهم.

اربيل (كوردستان 24)- قال مسؤولون قانونيون إن مصير أحد المواطنين العراقيين الذين رُحلوا قسراً الى بغداد اصبح "مجهولا" بعد تقارير زعمت أن مسؤولي الهجرة في الولايات المتحدة يجبرون بعض المحتجزين العراقيين على العودة الى ديارهم.

وتفيد الأنباء بأن القاضي الفيدرالي أكد وجود ادلة تشير الى أن مسؤولي الهجرة كانوا يهددون المحتجزين العراقيين في سجن ميشيغان ويضغطون عليهم للموافقة على العودة.

وقالت مصادر مطلعة لكوردستان 24 إن أحد العراقيين رُحّل بالفعل من الولايات المتحدة الى العاصمة العراقية غير أن مصيره "لا يزال مجهولا".

وبحسب ميريام أوكرمان، وهي محامية بارزة في نقابة الحريات المدنية الأمريكية في ميشيغان، فأنه تم ترحيل المواطن العراقي الخمسيني منير يوسف الصبيحاني بعدما قضى سنوات عديدة في الولايات المتحدة، مشيرة الى أن عملية الترحيل تمت بشكل "غير طوعي".

منير يوسف الصبيحاني يبلغ من العمر 51 عاما واعتقل في أيار مايو ثم رحل للعراق واختفى قبل اسبوع تقريبا
منير يوسف الصبيحاني يبلغ من العمر 51 عاما واعتقل في أيار مايو ثم رحل للعراق واختفى قبل اسبوع تقريبا

وقالت أوكرمان "هذا يمثل انتهاكاً مباشراً لأمر القاضي غولدسميث" الذي قرر في الصيف الماضي وقف ترحيل المحتجزين المشمولين بالدعاوى القضائية لاتحاد الحريات المدنية الأمريكي.

ويبلغ عدد العراقيين المحتجزين في سجون ميشيغان 1400 مواطن بتهم مختلفة بعضها يتصل بجرائم جنائية او اعمال عنف اجتماعية.

وأضافت أوكرمان أن "العراق طلب سابقاً من المبعدين التوقيع على استمارة تفيد أنهم مستعدون للعودة إلى العراق، على أن لا يقبلوا إعادتهم إلى الوطن بشكل قسري".

وأشارت الى أن مسؤولي الهجرة نقلوا 40 معتقلاً من أحد السجون واجروا مقابلات معهم وطلبوا منهم التوقيع على استمارات العودة او سيمضون سنوات في السجن.

ويقول مسؤولو الهجرة إن المرحلين المحتملين كانوا من الرجال الذين أدينوا بتهمة الاعتداء العنيف وتهم المخدرات وغيرها من الجرائم الخطيرة.

وزعم اتحاد الحريات المدنية الأمريكي أن المحتجزين يُعاقبون بالحبس الانفرادي "لأسباب ملفقة أو غير موجودة على الإطلاق" للضغط عليهم للتوقيع على استمارات العودة.

وقالت أوكرمان "من المفترض ألا يتم ترحيل أي محتجز ممن لا يريدون العودة دون إذن من القاضي، حتى لو أصدر العراق وثائق سفر".

ويندرج بعض المحتجزين في صنوف عديدة من بينها تلك التي تشير الى ان حياتهم ستكون معرضة لخطر الاضطهاد او التعذيب او القتل اذا عادوا الى بلادهم.

وأغلب هؤلاء المحتجزين هم منهم من المسيحيين أو المسلمين السنة أو الكورد.

وتزعم الحكومة الأمريكية أن الصبيحاني أراد العودة، لكن أوكرمان قالت إنه عندما تمت مقابلته، ابلغ اتحاد الحريات المدنية الأمريكي، بأنه يخشى العودة الى العراق.

ومنذ الأسبوع الماضي، قامت نقابة الحريات المدنية الأمريكية "ببذل جهود مضنية للحصول على معلومات الاتصال للوصول إلى الصبيحاني في العراق".

وقالت أوكرمان "نحن قلقون للغاية بشأن سلامته، ولا نعرف كيف نصل إليه".  

ولن تقبل الحكومة العراقية الأفراد الذين يريدون العودة إلى الوطن إلا اذا كانوا يريدون ذلك بالفعل، غير ان أوكرمان قالت إن "الولايات المتحدة قد ضغطت على العراق لقبول المرحلين".

وتابعت "أصدر العراق وثائق سفر لستة افراد رفضوا التوقيع على وثيقة العودة قائلين إنهم لا يريدون الرجوع، وحتى الآن لم يتم ترحيلهم بعد".