تحالفان يتنازعان على "الكتلة الكبرى".. والأنظار تتجه الى البرلمان

أعلن تحالفان عراقيان متنافسان تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر عدداً في خطوة من شأنها أن تمكنهما من التنازع على تشكيل الحكومة.

اربيل (كوردستان 24)- أعلن تحالفان عراقيان متنافسان تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر عدداً في خطوة من شأنها أن تمكنهما من التنازع على تشكيل الحكومة بعد اشهر من خلافات فجرتها الانتخابات البرلمانية التي جرت في أيار مايو وشابتها مزاعم تزوير وتلاعب.

وأظهرت وثائق اطلعت عليها كوردستان 24 أن 17 كياناً وقع على تشكيل الكتلة الاكبر في البرلمان، وضمت بالدرجة الاساس ائتلاف سائرون الفائز في الانتخابات بقيادة مقتدى الصدر فضلا عن ائتلاف النصر الذي يقوده حيدر العبادي وائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي.

وبلغ عدد مقاعد التحالف، الذي يقوده سائرون 177 مقعداً. وقال متحدثون إن عددا من نواب التحالف المضاد انشق وانضم الى التحالف الذي يحظى بتأييد امريكي.

وانضم رئيس تحالف القرار اسامة النجيفي الى تحالف الصدر - العبادي بعد قليل من محادثات هاتفية اجراها مع وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو.

وينتمي اسامة النجيفي الى المحور الوطني السني الذي شهد بدوره انشقاقات في اللحظات الأخيرة فيما فضل جزء منه الذهاب الى التحالف الذي تدعمه ايران.

وفي المقابل أعلن التحالف الذي يقوده هادي العامري ويضم حليفه زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، تشكيل الكتلة الكبرى.

وضمت الكتلة الكبرى 149 مقعدا بحسب ما قال مسؤولون على صلة بالمفاوضات لكوردستان 24 لكنهم طلبوا عدم الاشارة الى اسمائهم.

وقال المالكي للصحفيين بعد اجتماع في بغداد مساء الأحد "تم تشكيل الكتلة الاكبر بعد مفاوضات طويلة... تحالف البناء هو من سيشكل الحكومة".

وضم هذا التحالف فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي اقاله العبادي بعد انشقاقه عن ائتلافه.

واجرى وفد كوردي يمثل الحزبين الرئيسين الديمقراطي والوطني الكوردستانيين سلسلة مفاوضات في بغداد لاسيما مع تحالف الفتح بزعامة العامري. وقال الوفد إن الكورد سيحسمون قرارهم بعد اعلان الكتلة الكبرى رسمياً.

ويتعين اعلان الكتلة الكبرى في البرلمان على أن تصادق عليها المحكمة العليا في العراق.

وقال العامري "سعينا منذ البداية لتشكيل الكتلة الاكبر التي تضم السنة والشيعة والكورد".

وقال المسؤولون إن عدداً من نواب التحالف الذي يجمع الصدر والعبادي والنجيفي وعلاوي انشق وانضم الى تحالف العامري - المالكي.

وينظر الى العامري والمالكي على انهما ابرز حليفين لطهران في العراق بينما ترى واشنطن في العبادي مرشحها المفضل لرئاسة الوزراء.

ويطرح الصدر نفسه على أنه رجل وطني يرفض الوجود الامريكي والإيراني على السواء في العراق ويطمح ان يكون القرار عراقياً.

ويتعين أن تحصل الكتلة الكبرى على 165 صوتاً على الاقل كي تنجح في التصويت بالأغلبية على القرارات والمرشحين ومنهم رئيس الوزراء الجديد.

ومن المقرر أن يعقد البرلمان اولى جلساته اليوم الاثنين لانتخاب رئيس له ونائبين بالأغلبية على أن يتم انتخاب رئيس للبلاد في غضون 30 يوماً.

ولم يحسم الحزبان الكورديان الرئيسيان قراراهما بعد في الانضمام إلى أي من التحالفين. ويرهن الكورد ذلك بتنفيذ جملة شروط.

وفي حال انضمام الكورد الى التحالف الذي يقوده العامري فأن من شأن ذلك أن يقلب الموازين ويحسم الكتلة الكبرى لصالحه في البرلمان.

وليس من الواضح ما اذا كان البرلمان سينجح في انتخاب رئيس جديد في جلسة اليوم لكن اجتماع النواب لأداء القسم ربما سيبرز ملامح الكتلة الأكبر عدداً.

وقال القيادي في التحالف المدعوم من ايران قيس الخزعلي على حسابه في تويتر "لا تستعجلوا ولا تفرحوا فإن من يضحك اخيرا يضحك كثيرا وانتظروا أنجلاء الغبار وانتهاء التشويش ولن يصح إلا الصحيح".

ويقود الخزعلي جماعة عصائب اهل الحق المسلحة وهي واحدة من ابرز فصائل الحشد الشعبي الذي لعب دورا في الحرب ضد داعش.

ورعى الخزعلي، الذي تربطه صلات وثيقة بطهران، مظاهرات في بغداد للتنديد بـ"التدخل الامريكي" في مفاوضات تشكيل الحكومة.

ورفع المتظاهرون صورا للمبعوث الرئاسي الامريكي بريت ماكغورك وقالوا إن من يجلس معه "خائن" كما احرقوا كذلك صورا للرئيس دونالد ترامب.

وتتنافس طهران وواشنطن بشدة على تشكيل حكومة عراقية حليفة لهما. وعقد ماكغورك اجتماعات مع معظم القوى العراقية بما فيها تحالف الفتح الذي يضم قادة الحشد الشعبي.

وتوترت العلاقات الامريكية الايرانية بشكل كبير منذ أن انسحب ترامب من الاتفاق النووي الايراني. وفرضت واشنطن بعد ذلك عقوبات اقتصادية.

وأعلن العبادي الالتزام بتلك العقوبات الامر الذي دفع طهران للسعي بكامل ثقلها لتحييده.