واشنطن تحذر وتعد "مفاجأة من العيار الثقيل" للعراقيين
أربيل (كوردستان 24)- ذكر تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حذر العراق من أن بلاده ستغلق سفارتها في بغداد ما لم تتحرك الحكومة العراقية لوقف الهجمات الصاروخية للميليشيات العراقية المدعومة من إيران على مجمع السفارة.
وبحسب التقرير فإن طلب بومبيو يمثل معضلة بالنسبة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي كان أحد المرشحين المفضلين لدى إدارة ترامب. ويريد الزعيم العراقي كبح جماح الجماعات التي تعمل بالوكالة عن إيران ولكن ليس على حساب "الانتحار السياسي".
ويرى كاتب التقرير أن إغلاق السفارة سيدفع إيران وحلفاءها للإعلان عن "انتصار دعائي كبير"، لكنه قد يكون مقدمة لشن ضربات جوية على تلك الجماعات.
ويقول الكاتب ديفيد إغناطيوس إن العراق قد يكون الساحة التي تنفجر فهيا المواجهة الأمريكية في الأسابيع القليلة المقبلة مما قد يفجر "مفاجأة أكتوبر" قبل الانتخابات الأمريكية.
وكانت إيران حذرة بشأن استفزاز إدارة ترامب في الوقت الراهن، لكنها فضلت العمل في ساحة المعركة داخل العراق حيث بوسعها التملص.
ولفت الكاتب في واشنطن بوست إلى أن بومبيو جعل "تلك الحملة السرية أكثر صعوبة"، وهو ما زاد من احتمال نشوب صراع مفتوح في العراق.
ويضيف إغناطيوس "تشكل المواجهة في العراق مخاطر محتملة في كل اتجاه: إذا قتلت هجمات الميليشيات المدعومة من إيران أمريكيين، فمن المرجح أن تقوم إدارة ترامب بهجوم مضاد".
ومضى يقول "وإذا قام الكاظمي بضرب الميليشيات الشيعية، كما يطالب بومبيو، فقد ترد إيران بقوة، وقد ينهار نظامه الهش من الداخل بينما يريد بومبيو تقوية العمود الفقري للكاظمي".
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية "نعتقد أن الكاظمي يريد أن يفعل الشيء الصحيح، لكن سيتعين عليه فعل المزيد على نحو أسرع".
وتابع "ثمة خطر جلي على حياة الأمريكيين إذا استمرت هذه الهجمات".
وتصاعدت أعمال عنف الميليشيات المدعومة من إيران في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من وعود الكاظمي المتكرر بقطع دابر تلك الجماعات.
وفي هذا الشهر، شنت تلك الفصائل 25 هجوماً على قوافل تحمل إمدادات إلى منشآت أمريكية أو تابعة للتحالف، أو على المنطقة الخضراء حيث تقع السفارة الأمريكية أو على مطار بغداد، بينما تم إحصاء 24 هجوماً استهدف المنشآت نفسها خلال آب الماضي.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد أدان استهداف البعثات الدبلوماسية واتهم "الميليشيات الوقحة" المنخرطة في الحشد الشعبي بشن تلك الهجمات والاغتيالات، ودعا إلى تشكيل لجنة "للتحقيق في الانتهاكات الأمنية التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية".
ورحب الكاظمي على الفور باقتراح الصدر، وقال على تويتر "نؤكد أن يد القانون فوق يد الخارجين عليه... وان تحالف الفساد والسلاح المنفلت لا مكان له في العراق".
كان ترامب قد استقبل الكاظمي، في البيت الأبيض الشهر الماضي، وهو الرجل الذي ينظر إليه الأمريكيون على أنه الزعيم العراقي الواعد منذ سنوات بسبب عدم ارتباطه بالأحزاب السياسية الطائفية الفاسدة، كما حاول الابتعاد عن طهران، بحسب واشنطن بوست.