"لا نريد ست رايات".. "اتفاق سنجار" يحيي أمل النازحين: نريد العيش تحت علمين

أحيى الاتفاق المُبرم بين أربيل وبغداد لإعادة الحياة طبيعتها في سنجار، أمل نازحي المدينة القاطنين في المخيمات بالعودة إلى أرض أجدادهم.

أربيل (كوردستان 24)- أحيى الاتفاق المُبرم بين أربيل وبغداد لإعادة الحياة طبيعتها في سنجار، أمل نازحي المدينة القاطنين في المخيمات بالعودة إلى أرض أجدادهم بعد أن تشردوا منها خلال هجوم داعش وظلوا مشردين حتى في أعقاب طرده قبل نحو خمسة أعوام.

وتحولت مدينة سنجار، موطن الإيزيديين، إلى نقطة جذب للمجاميع المسلحة التي كانت العامل الرئيسي في عزوف النازحين عن العودة إلى مساكنهم. وكان إخراج المجاميع المعروفة براياتها وولاءاتها المتعددة على رأس مطالب السكان والنازحين على السواء.

وفي خطوة تهدف لإنهاء حالة عدم الاستقرار في سنجار، أبرمت الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان اتفاقاً لتطبيع الأوضاع في المدينة، وبما يشمل إخراج مسلحي حزب العمال وحلفائه وانتخاب إدارة محلية والشروع بإيصال الخدمات وإدارة الأمن بآلية تنسيق مشترك.

ورحب نازحو سنجار في مخيمات دهوك باتفاق تطبيع الأوضاع في مدينتهم، وقالوا إنهم عزفوا عن العودة لديارهم طيلة الفترة الماضية لأنه ليس بوسعهم العيش تحت رحمة مجاميع برايات متعددة، وطالبوا بالشروع في تطبيق الاتفاق بأسرع ما يمكن للبدء في بناء حياتهم من جديد.

وتحتاج مدينة سنجار إلى الأموال بشدة لبناء ما دمره تنظيم داعش وما تضرر بفعل المعارك التي انتهت بتحريرها في أواخر عام 2015 على يد البيشمركة قبل أن تسيطر عليها القوات العراقية أسمياً في النصف الثاني من تشرين الأول أكتوبر في أعقاب الاستفتاء.

وعلق حسين خدر، وهو نازح من سنجار يقطن في مخيم بمحافظة دهوك، على اتفاق تطبيع الأوضاع في مسقط رأسه قائلا "نحن سعداء جداً... نريد إخراج الحكومة الحالية غير الشرعية، وألا يُرفع (في المدينة) سوى العلم الاتحادي وعلم الإقليم ولا نريد أي علم آخر".

وحظي "اتفاق سنجار" بترحيب محلي وعربي وعالمي، ولا سيما من الأردن ومصر والأمم المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وتقول نازحة إيزيدية واسمها منار إلياس لكوردستان 24 "نريد أن ينتهي كل شيء.. نريد العودة إلى منازلنا.. نريد أن نكمل ما تبقى من حياتنا هناك".

وسنجار هي واحدة من بين المناطق المتنازع عليها بين إقليم كوردستان وبغداد وتحتاج الى ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار لإعادة تأهيل بنيتها التحتية.

ويرى وجهاء نازحون من المدينة أن المساعي الرامية لتطبيع الأوضاع في سنجار تحظى باحترام الجميع، وأعربوا عن أملهم في عودة قوات البيشمركة إلى المدينة.

وقال عبد الهادي السنجاري، وهو شخصية اجتماعية معروفة "إن حكومة إقليم كوردستان بذلت كل ما في وسعها لتقديم المساعدة... نحن نريد أن تعود بيشمركة إقليم كوردستان إلى سنجار، وأن يُرفع علم كوردستان".

وتابع "لا نريد أن يكون لدينا خمسة أو ستة أعلام"، في إشارة واضحة إلى الجماعات المسلحة التي تمركزت في سنجار منذ عام 2016.

وقال السنجاري متحدثاً لكوردستان 24 إنه يتعين أن تتولى البيشمركة والجيش العراقي الأمن في سنجار، وأن يتم تعويض السكان عن الخسائر التي لحقت بهم وحولت منازلهم إلى أطلال.

وعاش سكان سنجار فصلين من النزوح أولهما حين هاجم داعش مدينتهم في آب أغسطس 2014، والثاني في أعقاب أحداث أكتوبر 2017، وهو ما زاد من تفاقم الوضع.

وعلى الرغم من المآسي، يأمل النازحون أن يحقق لهم "اتفاق سنجار" حلم العودة إلى ديارهم وينهي مسلسل التشرد ليلم شملهم من جديد.

 

من جكدار جمال