"ميدانه ليس إقليم كوردستان".. مراقبون: "العمال" لم يجلب سوى الويلات

قال مراقبون سياسيون، إن حزب العمال الكوردستاني بات معضلة كبيرة بالنسبة لإقليم كوردستان بسبب الويلات التي جلبها إلى المنطقة.

أربيل (كوردستان 24)- قال مراقبون سياسيون، إن حزب العمال الكوردستاني بات معضلة كبيرة بالنسبة لإقليم كوردستان بسبب الويلات التي جلبها إلى المنطقة، وأشاروا إلى أن الإقليم ليس ميداناً للحزب الذي لا يزال يتمترس في العديد من القرى مما أجبر سكانها على التشرد.

وألحق وجود العمال الكوردستاني ضرراً بالغاً بنحو 4500 قرية على طول الشريط الحدودي في إقليم كوردستان بعدما حولها إلى ساحة صراع دموي مسلح مع تركيا. ولم تستطع حكومة إقليم كوردستان من إيصال الخدمات إلى تلك القرى بسبب القصف المستمر.

ويرفض إقليم كوردستان أن تكون أراضيه، ضمن السيادة العراقية، منطلقاً لشن الهجمات على الدول المجاورة. وسبق أن طالب قادة الإقليم حزب العمال بإخلاء تلك القرى والسماح لسكانها العيش بسلام، لكن الحزب لا يزال يرفض تلك الدعوات وأي مساع للسلام.

ويقول المراقبون إن حزب العمال تسبب في إخلاء آلاف القرى الحدودية التي غادر سكانها ولم يتمكنوا بعدها من العودة وإعادة بناء قراهم.

ومن بين أجزاء كوردستان كافة، وضع حزب العمال ثقله العسكري والحزبي داخل إقليم كوردستان، الكيان الدستوري الذي يملك مؤسسات رسمية تحظى باعتراف المجتمع الدولي. وتسببت تحركات الحزب العمالي على الحدود الحرج الكبير المتكرر لقادة الإقليم.

ويقول المراقب السياسي مدحت سليمان لكوردستان 24 إن الحزب العمال الكوردستاني يملك أجنحة متعددة تختلف عن بعضها الآخر أيدلوجياً.

وتابع "الجناح القومي من حزب العمال الكوردستاني معتدل... لكن الجناح اليساري يتألف من علويين وأرمن ويساريين أتراك متطرفين، وهو ما أصبح مشكلة كبيرة للقضية الكوردية في شمال كوردستان (كوردستان تركيا) فضلاً عن إقليم كوردستان وروجافا".

وأشار سليمان إلى أن استقبال الجيش التركي في إقليم كوردستان وروجافا "بالورود" نتيجة حتمية لممارسات حزب العمال الكوردستاني.

وأردف قائلا "ميدان حزب العمال في شمال كوردستان. عليه أن يغادر إلى هناك ويناضل"، في إشارة إلى المناطق الكوردية الواقعة في جنوب شرقي تركيا.

وتوغل الجيش التركي في المناطق الجبلية الحدودية من إقليم كوردستان في إطار عمليات عسكرية يتم فيها استخدام مختلف أنواع الأسلحة.

وغالباً ما يسقط مدنيين بسبب المواجهات العسكرية تارة برصاص حزب العمال الكوردستاني وتارة أخرى بالقصف المدفعي والجوي التركي.

وقال المراقب السياسي وعد مزوري لكوردستان 24 "أي شخص ينظر إلى ما حققه حزب العمال الكوردستاني، فإنه يدرك تماماً أنه، عدا الخسائر التي لحقت بالمدنيين، فإن هذا الحزب لم يحقق أي شيء يذكر بالنسبة لكوردستان".

ومؤخراً، قال السياسي الكوردي البارز عثمان أوجلان في مقابلة مع كوردستان 24، إن من الضروري أن يوقف حزب العمال حربه "بدون أي قيد أو شرط".

وأشار أوجلان إلى أن صراعه المتواصل منذ أربعة عقود لم يحقق سوى الخسائر والأضرار الجسيمة للسكان الآمنين في المناطق الحدودية.

ويتخذ حزب العمال من جبال قنديل وما حولها منطلقاً له لشن هجمات على القوات التركية منذ سنوات، لكن سكان القرى يقولون إن تلك المواجهات لم تجلب لهم سوى الويلات.

وقُتل أكثر من 40 ألف شخص منذ أن حمل حزب العمال الكوردستاني السلاح ضد الدولة التركية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.