واشنطن تندد مجدداً بمجزرة الفرحاتية في صلاح الدين وتطالب بغداد بتحرك فوري

أدانت الولايات المتحدة مجدداً بالمذبحة التي وقعت في محافظة صلاح الدين قبل يومين، وطالبت بغداد بفرض سيطرتها على "الجماعات المارقة".

واشنطن (كوردستان 24)- أدانت الولايات المتحدة مجدداً، بالمذبحة التي وقعت في محافظة صلاح الدين قبل يومين، وطالبت بغداد بالسيطرة الفورية على "الجماعات المارقة".

وهذا ثاني تنديد للولايات المتحدة بعد مقتل ثمانية عراقيين من بين 12 شخصاً كانوا قد خُطفوا في منطقة الفرحاتية التابعة لقضاء بلد في محافظة صلاح الدين. ولا يزال مصير الأربعة الآخرين مجهولاً. ومن بين الضحايا مدنيون بأعمار مختلفة بينهم شبان مراهقون.

وتزامنت هذه المذبحة- حيث يتهم ذوو الضحايا "عصائب أهل الحق" بتنفيذها- مع هجوم شنه أنصار الحشد الشعبي يوم السبت على مقر فرع الحزب الديمقراطي الكوردستاني وإضرام النار فيه وتدنيس علم كوردستان وترديد هتافات مناهضة للرموز الكوردية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس في بيان "تدين الولايات المتحدة بشدة المذبحة التي ارتكبتها الميليشيات المدعومة من إيران بحق المدنيين الأبرياء في محافظة (صلاح الدين)".

وأضافت "حدث ذلك في غضون ساعات من هجوم شنته الميليشيات المدعومة من إيران على مكتب فرع الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد".

وخلال الهجوم على مقر الديمقراطي الكوردستاني لم تتدخل القوات العراقية لصد المقتحمين، وهو ما أثار جدلاً عن طبيعة أداء تلك القوات ومهنيتها.

وكانت الخارجية الأمريكية قد أدانت في بيانها الأول "مذبحة الفرحاتية" وحرق مقر الديمقراطي الكوردستاني، وأنحت باللائمة على الجماعات المدعومة من إيران.

وقالت في بيانها الأول الذي صدر الأحد إن "الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها الميليشيات المدعومة إيرانياً تعمل على تأجيج التوترات العرقية والطائفية وتقويض الديمقراطية". وأشارت إلى أن تلك الجماعات "تعمل خارج سيطرة الحكومة العراقية".

ووقعت مذبحة صلاح الدين في وقت لاحق من يوم السبت وذلك "خلال ساعات" من الهجوم على مبنى مكتب الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حسبما أشارت الخارجية الأمريكية.  

وبعد أن عثرت قوات الأمن العراقية على ثماني جثث من بين المختطفين الـ12 في صلاح الدين، أدانت القيادة الكوردية تلك المذبحة على الفور.

وألقى مسؤولون محليون، بمن فيهم ذوو الضحايا، باللائمة على عصائب أهل الحق، التي تعد واحدة من أكثر الفصائل التي تحظى بدعم إيراني قوي.

وقالت أورتاغوس إن على حكومة بغداد "بسط سيطرتها بصورة فورية على الميليشيات المدعومة من إيران"، مشيرة إلى أن تلك الفصائل تستهدف العراقيين والأجانب وتهاجم الأقليات الدينية والعراقية "بلا قانون" وتعتدي على المتظاهرين ومقار الأحزاب والبعثات الدبلوماسية.

وتابعت "يجب تقديم مرتكبي هذا العنف إلى العدالة"، وأردفت قائلة "إن ممارسات هذه الجماعات تمنع المجتمع الدولي من مساعدة العراق وتقود العراق نحو العنف الطائفي وعدم الاستقرار".

موقف أمريكي مشدد

ورداً على هجمات الفصائل على أهداف الولايات المتحدة والتحالف، أصدر وزير الخارجية مايك بومبيو مؤخراً تهديداً غير مسبوق للحكومة العراقية وتلك الجماعات.

وحذر بومبيو كلاً من الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، من أنه يتعين على الحكومة وقف الهجمات وإلا ستغلق الولايات المتحدة السفارة في بغداد وتشن هجوماً واسعاً على الميليشيات ومنها عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله.

وبعد التهديد العنيف، ردت تلك الجماعات بوقف إطلاق النار لمدة 40 يوماً، وقالت إن "الهدنة" مشروطة بجدولة سحب الأمريكيين.

وعانت فصائل مدعومة إيرانياً من نكسة أخرى بعد أن توصلت الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان يوم الجمعة إلى اتفاق بشأن خطة لتنسيق الأمن والإدارة في سنجار، وهي المدينة التي باتت الميليشيات المنفلتة وحزب العمال الكوردستاني يهيمنان عليها.

وشكّل هذا الاتفاق ضربة لكل من الفصائل المدعومة إيرانياً وحزب العمال الكوردستاني. ورد حزب العمال باغتيال مسؤول حدودي في محافظة دهوك.

ويُعتقد أن تكون هجمات السبت التي شنتها الميليشيات في صلاح الدين وعلى مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني رداً محتملاً على النكسة الأخيرة.

 

من لوري ميلروي