الناصرية.. مدينة غنية يئنَ سكانها تحت وطأة الفقر

على الرغم من غنى مدينة الناصرية بالثروة النفطية إلا أن سكانها يئنون تحت وطأة الفقر ويعانون من سوء الخدمات والبنية التحتية.
kurdistan24.net

أربيل (كوردستان 24)- على الرغم من غنى مدينة الناصرية بالثروة النفطية إلا أن سكانها يئنون تحت وطأة الفقر ويعانون من سوء الخدمات والبنية التحتية.

وتعد مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار بجنوب البلاد والتي تشهد أوضاعا غير مستقرة واحتجاجات مستمرة ضد النخبة السياسية الحاكمة.

وتشهد محافظة ذي قار منذ عشرة اعوام احتجاجات مستمرة بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية والبطالة والفساد المستشري وسوء الخدمات.

وقُتل في الآونة الأخيرة عشرون ناشطا مدنيا كما أن عددا من ناشطي الاحتجاجات لا يزالون مفقودين.

ولعب الناشطون دور المحرك الرئيسي للاحتجاجات المناهضة للنخبة السياسية الحاكمة في البلاد وللأحزاب التي تفرض قبضة حديدية على مدن الجنوب.

ويقول سجاد عباس وهو مواطن من الناصرية لكوردستان 24 "نحن محسوبون على البشر ولكن ليست لدينا اي حقوق".

ولا تحمل شعارات الناشطين سقفاً مرتفعاً من المطالب بقدر ما هي مطالبات لتحسين الحياة المعيشية وتوفير الخدمات الأساسية وخلق فرص عمل لجيش من الخريجين العاطلين عن العمل في مدينة غنية لكنها ترزح في أسوأ أوضاعها المأساوية.

ويضيف عباس "تأمل أوضاعنا لا خدمات ولا فرص عمل فلماذا نعاني من هذه الاوضاع في بلد غني مثل العراق؟ الناس تعبت وقد ضحت بالكثير في الاحتجاجات".

ويقول المدير العام لشرطة الناصرية اللواء عودة سالم عبود لكوردستان 24 "مطالب المتظاهرين محقة وكل متظاهر يتم اعتقاله نقوم بإطلاق سراحه إن لم يكن قد خرق القانون".

ويبلغ الانتاج النفطي للناصرية 100 الف برميل يوميا لكن وبحسب احصاءات وزارة التخطيط فإن نسبة الفقر بلغت أعلى من 40 بالمئة.

وفي 25 تشرين الأول أكتوبر الماضي، تجمع العديد من العراقيين في الساحات العامة بمحافظات عدة بما في ذلك البصرة، إحياءً للذكرى الأولى للاحتجاجات التي باتت تعرف بـ"ثورة تشرين" والتي تفجرت للتعبير عن رفض الفساد والنخبة السياسية الحاكمة في البلاد منذ 17 عاماً.

واستمرت الاحتجاجات أشهراً عديدة للمطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين في مواجهات دموية مع قوات الأمن. وتكللت في نهاية المطاف بإسقاط الحكومة التي كان يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

وبعد الإطاحة بعبد المهدي، انتخب البرلمان مصطفى الكاظمي لقيادة الحكومة في مرحلة انتقالية تمهد لانتخابات مبكرة في ظل وضع اقتصادي صعب وسط أزمة صحية في أعقاب تفشي فيروس كورونا وانهيار أسعار النفط عالمياً وارتفاع العجز المالي للبلاد.

وقد بلغ السيل الزبى بالعراقيين الذين يعيشون في أوضاع متدهورة بعد أعوام من هزيمة تنظيم داعش رغم ما تملكه بلادهم من ثروة نفطية هائلة. ولم تمتد يد الإصلاح إلى البنية التحتية التي حاق بها الخراب، كما أصبحت الوظائف نادرة في ظل فساد متنامٍ.

ويقول الكثير من المحتجين في أحاديث متفرقة لكوردستان 24، إن مظاهراتهم لن تتوقف وإنهم ماضون في هذا الطريق حتى التغيير الشامل.

شارك في التغطية سوران كامران - تحرير سوار احمد