ناشطات أفغانيات يتحدين حركة طالبان: "لن ندع الخوف يسيطر علينا"

صورة ملتقطة في 15 كانون الثاني/يناير 2022 تظهر نساء أفغانيات يكتبن على لافتات استعدادا لمسيرة لحقوق المرأة في كابول- الصورة لفرانس 24
صورة ملتقطة في 15 كانون الثاني/يناير 2022 تظهر نساء أفغانيات يكتبن على لافتات استعدادا لمسيرة لحقوق المرأة في كابول- الصورة لفرانس 24

أربيل (كوردستان 24)-  بحذر وبخطى سريعة، تدخل مجموعة من النساء الواحدة تلو الأخرى إلى شقة صغيرة في كابول للتحضير سراُ لنشاط مقبل. برغم معرفتهن أنهن يعرضنّ حياتهنّ للخطر، لكنهن يعتقدنّ أن مقاومتهنّ لحركة طالبان تستحق المخاطرة.

في البداية، لم يكن عددهن يتخطى 15، لكنهن بتن اليوم بضع عشرات يرفضن عودة عقارب الساعة الى الوراء بينهن عاملات سابقات في منظمات غير حكومية وطالبات ومعلمات وحتى ربات منزل.

تخطط الناشطات لتظاهرات مناهضة لطالبان حينا، أو لرسم غرافيتي في الشارع يطالب بـ"الحرية" التي تقلصت مع عودة الحركة إلى السلطة في منتصف آب/أغسطس، حينا آخر.

يعرفنّ جيداً مخاطر نشاطهن، وقد بدا ذلك واضحاً بعد اختفاء اثنتين من رفيقاتهن قبل أسبوعين إثر ما وصفنه بمداهمات ليلية إلى منازلهن.

خلال الأشهر الماضية، قلة فقط شاركنّ في التظاهرات العلنية خشية التعرض لتهديدات أو للاعتقال.

وتقول شابة عشرينية طلبت عدم الكشف عن اسمها لوكالة فرانس برس، "قلت لنفسي لمَ لا أكون واحدة منهنّ بدل أن أجلس في المنزل وأفكر في الأمور التي خسرناها؟"، مضيفة "الأفضل أن أقف وأقاتل من أجل حقوقي، حقوق أمي وشقيقاتي".

وحكمت طالبان أفغانستان بين 1996 و2001، قبل أن يطيح بها غزو أميركي. وقمعت خلال فترة حكمها الحريات وحجبت الحداثة عن البلاد. وأكثر من عانى في حينه هنّ النساء اللواتي مُنعن من ارتياد المدارس والجامعات، ومن مزاولة العمل، ومن الخروج وحدهن الى الشارع. كما أُجبرن على ارتداء البرقع.

لكن في العقدين الأخيرين، وبرغم مواجهتهن الدائمة لمجتمع محافظ وذكوري إلى حدّ كبير، تمتعت الأفغانيات بمساحة حرية أوسع، وبات في وسعهنّ العمل والدراسة واختيار اللباس، ووصل بعضهن إلى مناصب في الدولة.

في 15 آب/أغسطس، عادت حركة طالبان إلى الحكم بعدما دحرت القوات الحكومية على الأرض بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد. وخلال الأشهر الماضية، فرضت الحركة قيوداً على حريات النساء، منها الفصل بين الجنسين في مكان العمل ما أعاق عودة كثيرات إلى عملهنّ، ومُنعت النساء من الخروج في رحلات طويلة من دوم محرم، ووُزّعت لافتات تشجّع على ارتداء البرقع أو النقاب.