الكاظمي: أزمةَ الثقة الحالية تُحلُ باستعادة الثقة أولاً

أن هذه الحكومة فعلت الكثير لحل الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية

أربيل (كوردستان 24)- قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إن مفتاح الحل هو جلوس الجميع على طاولة الحوار الوطني والمصارحة والمكاشفة بأن أزمةَ الثقة الحالية تُحلُ باستعادة الثقة أولاً، ومن ثم الذهاب إلى الاتفاق على الإصلاحات الضرورية التي يحتاجها شعبُنا في كل المستويات والصعد.

وقال الكاظمي اليوم السبت خلال المؤتمر الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة "اليوم أود التحدث عن الوضع الراهن الذي يهم مستقبل جميع العراقيين، وعلى رأسهم أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وزوجاتنا واللواتي هن أكثر تضرراً من أي أزمة أو صراع حصل سابقاً على أرض الوطن، و كم من أرملة ويتيمة وأخت فاقدة لإخوانها وأم فاقدة لأبنائها لدينا اليوم في العراق؟ هذا السؤال كم من نساء فقدن من أجل الوطن، هؤلاء ضحايا نتاج سياسات خاطئة اتخذتها بعض القيادات في الماضي، ونتيجة فقدان العقلانية والحكمة والصبر في القرارات، ونتيجة غياب صوت الحوار والنقاش السليم".

وأضاف "إن الوقوف مجدداً لتكريم المرأة عموماً والمرأة العراقية المضحية المخلصة الصبورة على وجه الخصوص هو مدعاة اعتزاز وافتخار، وأن الدور الذي أدته المرأة الأم والأخت والبنت في الواقع العراقي كان على الدوام دور صبر وتحمّل للضغوط والأزمات وكان دور إسهام فاعل في بناء كيان المجتمع وتقديم كل التضحيات لتحصين الأسرة والوطن".

وأشار الكاظمي "إن الأزمات السياسية في العراق من غير المعقول أن تكون بلا حلول، وإن هناك دائماً طرقاً لنختارها، فإما طريق الأزمة والفوضى والصراع السياسي وتهديد السلم الاجتماعي، وإما طريق الاستقرار والأمن والبناء والازدهار".

وقال الكاظمي "اليوم هناك من يحاول أن يعيد لغة اليأس والإحباط بين العراقيين، ودورنا ومسؤوليتنا التأريخية أن نقول لشعبنا: إن أزمات العراق ليست بلا حلول. بالأمس كان الحل أن يتعاون الجميع مع الحكومة والقوى الأمنية والإجراءات الاقتصادية، واليوم الحل هو أن يتراجع الجميع من القوى المختلفة فيما بينها أمام مصلحة العراق، وأن يكون الجميع مستعداً لتقديم التنازلات؛ حتى لا نضيّع الوطن في صراعات وتحديات سياسية واللحظة التي لا سمح الله وإن حدث فيها الصدام، فإن إطلاقات الرصاص لن تتوقف وتبقى لسنين".

وأشار إلى "ان العراقيين في كل مكان يدركون أن من يخوض الاختلاف السياسي من الطبيعي أن يحمل الآخرين المسؤولية ولا يحملها لنفسه.. ولهذا أقول إن الجميع يتحمل المسؤولية عن التوصل إلى الحلول الممكنة لهذه الأزمة، بعيداً عن لغة التخوين والتسقيط والاتهامات والتشكيك وتوتير الاجواء واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للاعتداء على كرامة الناس والشخصيات الوطنية".

وتابع قائلاً "مفتاح الحل هو جلوس الجميع على طاولة الحوار الوطني والمصارحة والمكاشفة بأن أزمةَ الثقة الحالية تُحلُ باستعادة الثقة أولاً، ومن ثم الذهاب إلى الاتفاق على الإصلاحات الضرورية التي يحتاجها شعبُنا في كل المستويات والصعد، وأن نرمم الثقة بين الإخوة الذين تصدعت الثقة بينهم ليس أمراً ميؤوساً منه أيضاً، بل هو ممكن ومتاح اليوم إذا ما تذكر الجميع الأواصر العميقة التي تجمعنا جميعاً، والمسؤولية الوطنية والتأريخية التي نتحملها جميعاً هي مفتاح الحل".

وأكد "أن هذه الحكومة فعلت الكثير لحل الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية، أو إيجاد طريق للحل، وقدمنا مؤخراً مبادرة الحوار الوطني التي رحبت بها كل القوى السياسية، ونحن نعتقد أنها الطريق السليم لحل هذه الأزمة، الحوار هو الحل. وسنبذل كل الجهود لتفعيلها وتطويرها".

وأضاف رئيس الوزراء "ما يهمنا اليوم هو أن يستأنف العراق مساره الديمقراطي الطبيعي وأن يحفظ دم العراقيين وأمنهم وسلمهم، وأن نقلل تأثير الخلافات السياسية السلبي على حياة الأسرة العراقية، وأن نصون المسؤولية الوطنية التي تكفلنا بها، ونسلمها إلى من يأتي بعدنا بشرف وأمانة، مرةً أخرى أحيي المرأة العراقية التي علمتنا الحكمة والصبر والتحمل وعزة النفس.. ونحييها أمّاً وأختاً وزوجةً وهي توصينا الوطن غالي وعزيز".