الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا نستطيع ضمان أن البرنامج النووي الإيراني سلمي

تسعى الوكالة للحصول من إيران على أجوبة حول وجود مواد نووية في ثلاثة مواقع غير مصرّح عنها

أربيل (كوردستان 24)- أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تستطيع ضمان أن البرنامج النووي الإيراني سلمي، مبينة أنه لم يحصل أي تقدم في مسألة المواقع غير المعلنة المشتبه بأنها شهدت أنشطة غير مصرح عنها.

وقال المدير العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافييل غروسي في تقرير للوكالة "انه يشعر بقلق متزايد في وقت لم يُحرز أي تقدم في ملف آثار اليورانيوم المخصّب التي عُثر عليها في أماكن مختلفة العام الماضي".

ودعا غروسي الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى "التزام موجباتها القانونية في توضيح المسائل العالقة بشأن المواقع الثلاثة والتعاون في أسرع وقت ممكن".

وتسعى الوكالة للحصول من إيران على أجوبة حول وجود مواد نووية في ثلاثة مواقع غير مصرّح عنها، وأدت هذه المسألة الى قرار ينتقد ايران خلال لقاء مجلس محافظي الوكالة في حزيران/يوليو.

و أدانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير آخر قراراً أعلنته إيران في حزيران الماضي يقضي بوقف عمل عدد من كاميرات المراقبة، متحدثة عن عواقب تؤثر على القدرة على التحقق من الطابع المدني للبرنامج النووي.

ووفق تقديرات في مستند منفصل فإن ايران وإضافة الى تقييد وصول الوكالة الأممية الى المواقع واصلت في الأشهر الأخيرة إنتاج اليورانيوم المخصب.

من جهتها طالبت إيران التي تصر على أن برنامجها النووي سلمي يوم الثلاثاء بأن تغلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملف المواقع غير المعلنة، للسماح بإنجاز تفاهم في مباحثات إحياء الاتفاق النووي مع الأطراف التي لا تزال منضوية فيه، بينما تشارك الولايات المتحدة فيها بشكل غير مباشر.

وقد استؤنفت المحادثات في نيسان/أبريل 2021 في فيينا لإحياء الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين القوى العظمى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا) وإيران والذي انسحبت منه واشنطن بعد ثلاثة أعوام في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وبعد انسحابها من الاتفاق في 2018 أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية مشددة على ايران.

من جهتها بدأت طهران التخلي عن التزاماتها الواردة في الاتفاق بشأن برنامجها النووي بما يشمل مخزونها من اليورانيوم المخصب.

وباتت الجمهورية الإسلامية تملك 55,6 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% في مقابل 43,1% في السابق، وهذه النسبة تقترب أكثر من عتبة 90% اللازمة لتصنيع القنبلة الذرية.

وقال دبلوماسي مقيم في فيينا إنه بالنظر إلى التقدم الذي أحرزته إيران في التخصيب فقد تحتاج الآن على الأرجح ثلاثة إلى أربعة أسابيع للوصول إلى الكمية الكبيرة اللازمة لصنع سلاح نووي.

لكن يؤكد خبراء أن إيران تحتاج إلى اتخاذ خطوات أخرى كثيرة الى جانب تخصيب اليورانيوم، لصنع سلاح تجريبي وأنه ليس من الواضح ما إذا كانت إيران أحرزت تقدما كبيرا في هذه المجالات الأخرى.

في حال إحياء اتفاق عام 2015 واستئناف إيران التعاون الكامل مع عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكدت الوكالة أنها "ستكون مضطرة لتطبيق تدابير وقائية إضافية وسيتوجب على ايران تقديم سجلات شاملة ودقيقة للوكالة" من أجل سد الثغرات في معلوماتها.

المصدر: فرانس برس