القتال يتجدد في قره باغ والدول الفاعلة تدعو الطرفين إلى الحوار وضبط النفس
أربيل (كوردستان24)- أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية أن اشتباكات تجري صباح اليوم الثلاثاء على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، مؤكدةً أن "قوات باكو المدعومة بالمدفعية والطائرات المسيرة، تسعى إلى التقدم داخل الأراضي الأرمينية".
وقالت الوزارة في بيان نقلته وسائل إعلام أرمينية، إن "المعارك" تدور في عددٍ من النقاط على الحدود مع ما وصفته "بالـ(عدو)"، مشيرةً إلى أن "القوات الأذربيجانية تستهدف البنى العسكرية والمدنية".
واندلعت اشتباكات واسعة النطاق في وقتٍ متأخر من مساء الاثنين بين يريفان وباكو، أدت إلى مقتل 49 جندياً أرمينياً حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، فيما يتبادل الطرفان اللوم بشأن الطرف المبادر بإطلاق النيران.
من جهتها اتّهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان القوات الأرمينية بشنّ "أعمال تخريبية واسعة النطاق قرب مقاطعات داشكسان وكلباجار ولاشين الحدودية"، مشيرةً إلى "أنّ مواقع جيشها تعرّضت للقصف، ولا سيّما بقذائف الهاون".
وأضافت أنّ "القصف الأرميني أسفر عن خسائر في صفوف العسكريين الأذربيجانيين"، من دون أن تُحدد الوزارة عددهم.
وقالت وسائل إعلام محلية أرمينية، إن رئيس الحكومة نيكول باشينيان أجرى محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، لمطالبتهم بالرد على ما وصفه "بالعدوان" الأذربيجاني.
وأضافت أن باشينيان دعا في المحادثات المنفصلة "بردّ مناسب من المجتمع الدولي" بينما تتواصل المواجهات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.
من جهته دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، "أرمينيا إلى التوقف عن استفزازاتها ضد أذربيجان"، مطالباً يريفان "بالتركيز على مفاوضات السلام والتعاون مع باكو".
كما دعت "الخارجية الإيرانية كلاً من أرمينيا وأذربيجان إلى ضبط النفس، وأكدت رفضها إجراء أي تغيير في الحدود الجغرافية بين البلدين".
ويخوض البلدان صراعاً منذ عقود حول منطقة "ناغورني قرة باغ" التي كانت تضم تاريخياً أغلبية من السكان الأرمن لكنها كانت جزءاً قانونياً من أذربيجان في ظل حكم السوفيات.
وبعد عقود من الجمود، استعادت أذربيجان فجأةً أجزاءً كبيرة من هذه المنطقة في حملة عسكرية مدعومةً من تركيا عام 2020، مما أجبر أرمينيا على تقديم تنازلاتٍ إقليميةٍ كبيرة.
وأسفرت الحرب الأخيرة في عام 2020 إلى مقتل نحو 6500 شخص، وانتهت بهدنة تمّ التوصل إليها بوساطةٍ من الاتحاد الأوروبي وروسيا.