أول ظهور للقائد الجديد لـ "مغاوير الثورة".. ماذا يحصل في قاعدة التنف العسكرية؟

أعلن التحالف الدولي تعيين القاسم على رأس جيش مغاوير الثورة خلفاً للعميد مهند الطلاع، لكن المجلس العسكري للمغاوير سارع إلى إعلان رفضه تعيين القاسم
صورة متداولة لقاعدة التنف العسكرية
صورة متداولة لقاعدة التنف العسكرية

أربيل (كوردستان24)- قال القائد الجديد لجيش مغاوير الثورة العقيد فريد القاسم نتطلع للعمل مع الجميع لإنشاء سوريا المستقبل، ونحافظ على علاقاتنا الجيدة مع الجيران، في أول ظهور له بعد تعيينه من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية التي عزلت في وقت سابق العميد مهند الطلاع من قيادة فصيل جيش المغاوير.

وأعلن التحالف الدولي يوم الأحد تعيين القاسم على رأس جيش مغاوير الثورة خلفاً للعميد مهند الطلاع، لكن المجلس العسكري في هذا الفصيل سارع إلى إعلان رفضه إقالة الطلاع وتعيين القاسم مكانه، وقال المجلس في بيان مصوّر مساء الأحد "إنه يرفض أي تدخل خارجي في تعيين قيادتنا الثورية في المنطقة، معتبراً أن القاسم لا ينتمي إلى صفوف فصيل مغاوير الثورة".

 

رفض القائد الجديد

وكشف بيان نشر على موقع تويتر عن جيش مغاوير الثورة المتحالف مع قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش داخل قاعدة التنف عن "خلافات بين الطرفين السوري والامريكي بعد تعيين القائد الجديد فريد القاسم قائداً لجيش المغاوير".

وأضاف البيان "كنا ملتزمين وما زلنا ملتزمين بالاهداف المعلنة للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ولكننا نعلن أيضاَ رفضنا بشكل قاطع ونهائي التدخل من قبل أي طرف مهما كان في تحديد وتعيين قياداتنا الثورية"، مضيفاً "إننا بهذا نرفض محاولة فرض فريد القاسم قائداً للجيش لأسباب عديدة، أبسطها انه ليس من ضباطنا أو منتسبينا، وندعو القيادة العامة للتحالف الدولي للتدخل بشكل مباشر لتجنب التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تنشأ نتيجة هذا القرار الغير مسؤول".

تغريدة لجيش مغاوير الثورة رفضوا فيه تعيين القاسم
تغريدة لجيش مغاوير الثورة رفضوا فيه تعيين القاسم

 

التوتر الأمني والاحتجاجات

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن قوات التحالف "طوقت قاعدة التنف ضمن منطقة الـ55 كيلومتراً عند مثلث الحدود السورية مع العراق والأردن، وأمرت عبر مكبرات الصوت بمغادرة العناصر الموجودة ضمن القاعدة التي لا تنتمي الى صفوف التحالف سيراً على الاقدام ومن دون سلاح وسط تحليق لطائرات التحالف الدولي في الأجواء".

وأضاف المرصد السوري لحقوق الانسان "ان الاحتجاجات الرافضة لقرارات قوات التحالف الدولي بخصوص قيادة مغاوير الثورة مستمرة منذ أيام وشارك فيها عشرات المدنيين والعسكريين من الفصيل المسلح الذي يتمركز في قاعدة التنف عند الحدود السورية العراقية الأردنية، ضمن ما يعرف بمنطقة الـ55 كيلومتراً في البادية السورية"، موضحاً في الوقت ذاته "انه في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات الرافضة لتعيين القاسم لقيادة الفصيل، فإن هناك في الجهة المقابلة قسماً كبيراً يؤيد تعيينه وبرفض بقاء مهند الطلاع على رأس قيادة مغاوير الثورة".

ئ

 

الخلافات بين الطرفين السوري والتحالف الدولي

وقال مصدر مقرب من أحد قيادات جيش مغاوير الثورة للجزيرة بأن "بيان جيش المغاوير يعد حلقة أخيرة بعد سلسلة خلافات كان اخرها إقالة قيادة التحالف الدولي العميد مهند الطلاع قائد الفصيل العامل في المنطقة 55 كيلومتر التي تحمي قاعدة التنف والمنطقة المحيطة بها واستبداله بفريد القاسم المقرب من قيادة التحالف".

وأشار المصدر إلى "أن إقالة قائد الفصيل جاءت بعد خلافاته مع التحالف بشأن رفض مهند الطلاع مخططا لإتباع جيش المغاوير بقيادة سوريا الديمقراطية (قسد)، والأمر الآخر هو تراخي التحالف في حماية مواقع الفصيل المنتشرة في المنطقة 55 بعد تعرضها عدة مرات لقصف من قوات النظام وروسيا وفصائل موالية لإيران".

وأضاف أن قرار استبدال الطلّاع حصل قبل أيام خلال إجازة كان فيها بتركيا لزيارة عائلته، وجاء في إطار عزم التحالف الدولي إحداث تغييرات في طبيعة القوات المنتشرة في سوريا، لا سيما نيته دمج القوات المنتشرة في التنف وإلحاقها بقيادة قسد وفق قوله.

ولفت المصدر إلى وجود حالة من التوتر داخل القاعدة العسكرية بسبب رفض قيادات وعناصر من الفصيل إقالة قائدهم وتعيين القائد الجديد من قبل الأميركيين، وأيضا تلويح الجانب الأميركي بعقوبات أو التضييق المالي عليهم جراء هذا الموقف، ولم يتسن التأكد مما أورده المصدر المقرب من قيادة جيش المغاوير من مصدر مستقل، أو الحصول على تعقيب فوري من الجانب الأميركي.

 

قاعدة التنف العسكرية

قاعدة التنف العسكرية تأسست فعليا عام 2016 عند تقاطع الحدود السورية مع الأردن والعراق وتتبع إداريا لحمص المحافظة الأكبر في سوريا، ويشير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في تقرير له إلى أنها تضم ما بين 100 إلى 200 من العسكريين الأميركيين، إلا أن تقارير أخرى تشير إلى أعداد أكبر، إضافة إلى وجود لجنود بريطانيين ومن دول أخرى مشاركة بالتحالف.

وتُستخدم القاعدة وفق التقرير نفسه نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية لمواصلة العمليات ضد تنظيم الدولة، وإعاقة أنشطة وكلاء إيران في سوريا، وتعد في الوقت نفسه ورقة نفوذ في المفاوضات القائمة منذ فترة طويلة حول مستقبل سوريا.

قبل العام 2016 كانت المنطقة المحيطة بالقاعدة خاضعة لسيطرة داعش قبل طرده منها على يد قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، ومنذ ذلك الحين استخدمتها الولايات المتحدة كقاعدة تدريب لجماعات من المعارضة السورية.

موقع قاعدة التنف العسكرية، الحدود السورية العراقية الاردنية
موقع قاعدة التنف العسكرية، الحدود السورية العراقية الاردنية

 

الموقع الجغرافي وأهميته

وتقع القاعدة على واحد من الطرق السريعة الرئيسية بين بغداد ودمشق، وهو المسؤول وفق ما تقوله واشنطن عن نقل إمدادات الأسلحة من إيران إلى سوريا ومقاتلي حزب الله اللبناني، كما يحيط بالقاعدة حرم أو منطقة عازلة نصف قطرها يبلغ 55 كيلومترا تشكلت في إطار تفاهم أميركي روسي عام 2016.

وقد مكّنت هذه المنطقة القوات الأميركية والدول المتحالفة معها من تقويض عمليات داعش، ومنعت دخول المليشيات الإيرانية، وفق تقرير معهد واشنطن، كما كان لها أثر ثانوي في استقطاب آلاف النازحين السوريين في مخيم الركبان الذي يبعد فقط بضعة أميال عن القاعدة على الجانب السوري من الحدود، وحمايتهم من هجمات قوات النظام.

المصدر: وكالات