عدو الشعب

Kurd24

العنوان هو نفسه عنوان اختاره "هنريك ابسن" لمسرحيته ذات الفكرة والحكم الذكيين لما يكون عليه رأي الناس إذا تضادت مصالحهم الفئوية الخاطئة مع الصواب والمصالح الجمعية.

حركتنا التحررية الكردية وحزبنا الديمقراطي الكردستاني كانا (عدوا للشعب) بحسب رأي حكومات سابقة وقسم من لاعبين ظاهريين وبالخفاء ممن يتحكمون بشيء من صناعة القرار.

عندما طرحنا ونطرح التصويب والأكثر تصحيحا لما يفترض أن تكون عليه أولويات العمل لتلافي بقاء وتكرار واتساع اثر التركة الموروثة من ما قبل2003  ويصطدم طرحنا بمصالح فئوية بل و فردية لمن وجد في مقدرات العراق فرصة للتسيد، صرنا أعداء للشعب، عبر حملات تحريض يجري الإنفاق عليها إعلامياً وسياسياً بما يشوه الواقع ويزيف ما يندفع من الواقع للتاريخ.

من كان له أن اطلع أو سيطلع على نَص "ابسن" والتقاطته الذكية للتصرفات التي تبدر من فئة بشرية تفضل ربحها على خسارة الآخرين ولو وصلت لخسارة الروح، سيقارن حتما بتجربته الفردية أو نصيبه من تجربة جماعية للخسران سواء كانت دما أو تغير مسار للأسواء أو كلها أو غيرها، سيجد أن من اثروا على رؤيته ليرى المصلحين أعداء هم الأعداء الحقيقيون، لبسوا أثواباً لا تعكس حقيقة انتمائهم و تكلموا بكلام للاستهلاك السوقي و نشروا ثقافة تعمية و تجهيل لا طائل منها إلا الهاء المجموع عن الغش و التدليس اللذين عولا عليهما إطالة وقت لمراكمة اكبر كم من الفائدة دون وجه حق.

قيادة دولة

محصلة الصراع و قبله مسيرته و صيرورته هو أن الذي يدعو فعلاً وعملاً للانتباه للصواب في الحكم هو عدو للشعب، وان الذي كان يفهم و يحذر من مشاريع خلط العقيدة بالمصالح المطلوب القيام بها بتجرد لا بانحياز هو أيضاً عدو للشعب، وان الذي يطلب من المتصدين لقيادة دولة أن يفصلوا بين السلطات والذهاب لنشوء مؤسسة حكم لا مزاج حاكم هو عدو للشعب، بل أن الذي يريد للتعليم و الخدمات المجتمعية أن تكون أولوية قرار وعمل وإنجاز لا إنشاء مجاميع مرتبطة ماليا بالدولة وولاؤها لغير الدولة بل للدولة العميقة هو عدو للشعب، والأكثر إيلاماً أن تكرر أقسام من الجموع الشعبية دعاية الغامطين للحقوق و يرجموا كما رجمت الجموع منزل من همه حياة مجتمعه.

بعد قرابة عشرين سنة على تغيير النظام، من هو عدو الشعب بحق؟

أليس الذين ربطوه بمحاور أغدقت على الداخل البطالة والجريمة والإدمان وحمل السلاح في ساحات حاصلها اليتم والترمل والفجيعة للخوض في ثارات ظاهرها التاريخ وباطنها حب السلطة؟ أليسوا هم الذين لا يربطهم بواقع من يدعون الحديث باسمهم أي رابط، الذين لا تجري مسائلتهم لا عن مخالفة ولا جنحة ولا جريمة، لأنهم فوق كل اعتبار، فيما كان سلفهم تاريخيا قدوة في العدالة والمساواة؟

أليس عدو الشعب الحقيقي هو هذا الفرد وهذه الجماعة التي تسرف هذرا ولا تفعل لأركان صون السيادة وحاضر الشعب فعلا منجزا لجبر الضرر؟

إن الفرق بين عدو الشعب في مسرحية أبسن والحالة العراقية، هو أن حالتنا ليس سرا فيها الوباء الذي ينخر في المجتمع، بل أن المعلوم يصار لجعله مجهولا، فلا يجري التصريح باسم القاتل أو الخاطف أو المختلس والفاسد، في وقت لا دعاية تحريك العداوة ضد الأطراف الوطنية تنتهي وتصمت ولا ذهنية اغلب الجمهور مدربة على التصدي لمشروع التدمير الذاتي الذي اشتغل بعيد تغيير النظام ولم يزل ينخر.

 

نقلاً عن الزمان.