البرلمان الألماني يلتئم للاعتراف "بالإبادة الجماعية" بحق الإيزيديين

واجتاح تنظيم داعش قضاء سنجار معقل الإيزيديين في الثالث من شهر آب أغسطس من عام 2014، حيث ارتكب أفظع الجرائم بحقهم
البرلمان الألماني يلتئم للاعتراف "بالإبادة الجماعية" بحق الإيزيديين
البرلمان الألماني يلتئم للاعتراف "بالإبادة الجماعية" بحق الإيزيديين

أربيل (كوردستان 24)- كان من المقرر أن يعقد البرلمان الألماني في الـ 17 من هذا الشهر جلسةً لإصدار قرارٍ يعترف فيه أن ما جرى بحق الإيزيديين كان عملية "إبادة جماعية"، لكن لأسبابٍ عدة تم تأجيل الجلسة المقررة إلى يوم الـ 26 من الشهر نفسه.

وقال أحد أعضاء الوفد المقرر مشاركته في جلسة البرلمان لكوردستان 24، إن "الجلسة المقررة ستعقد في نهاية الشهر الجاري، وتم تجهيز كل الأرقام والبيانات التي تؤكد أن ما حدث بحق الإيزيديين كان إبادة جماعية".

وأضاف أن "ملف الإبادة الجماعية يعد من الملفات المُلحة والضرورية في البرلمان الألماني، ولا سيما من قبل الحزب الديمقراطي الحر الذي يدعم بدوره هذا الملف".

وأفادت مصادر مطلعة لكوردستان 24، أن "وفداً من المكون الإيزيدي سيزور ألمانيا بهدف المشاركة في الجلسة المقررة، وسيكون من ضمن الوفد ناجيات من الإبادة الجماعية ستشاركن كشواهد على الحادثة".

كما أن جزءاً آخر من الجلسة سيُخصص لمناقشة "كيفية معالجة الأطفال الذين تم تحريرهم من يد تنظيم داعش".

واجتاح تنظيم داعش قضاء سنجار معقل الإيزيديين في الثالث من شهر آب أغسطس من عام 2014، حيث ارتكب أفظع الجرائم بحقهم فقتل الرجال وخطف آلاف النساء، فيما اضطر عشرات الآلاف من ‌أبناء المنطقة إلى النزوح عن ديارهم إلى مخيماتٍ في إقليم كوردستان.

ورغم أن قوات البيشمركة تمكنت من طرد تنظيم داعش من سنجار في 2015، إلا أن آلاف النازحين الإيزيديين لا زالوا يخشون العودة إلى مناطقهم بسبب المخاوف الأمنية وانتشار ميليشياتٍ في سنجار، إضافة الى الخراب وسوء الخدمات التي تعاني منها المنطقة.

وتوصلت الحكومة العراقية مع إقليم كوردستان في تشرين الأول أكتوبر 2020 إلى اتفاق يهدف لإعادة الاستقرار والنازحين إلى سنجار عبر إنهاء كافة القوات غير الشرعية في المدينة ونشر قوات اتحادية نظامية.

وعلى الرغم من مرور 8 سنوات، فإن الوضع في سنجار لم يتطور في كلّ النواحي منذ تحريرها عام 2015، وفق ما يؤكد مراقبون، في وقت لا تزال عمليات البحث عن مفقودين وعن مقابر يعتقد بأنّها تضم رفاتهم تتواصل، بينما ما تزال المباني والمنازل مدمّرة وخالية من السكان الذين يقطنون منذ أعوام في مخيمات النازحين.

ولم تبدأ عمليات إعادة الإعمار في سنجار رغم مرور كل هذه السنوات بسبب الصراعات السياسية والاقليمية والتوترات الأمنية، في وقت لا يزال آلاف الإيزيديين في عداد المخطوفين والمفقودين، ومصائرهم مجهولة.

وبين 550 ألف إيزيدي كانوا يسكنون سنجار ومناطق أخرى قبل هجوم تنظيم داعش، ترك نحو مئة ألف منهم البلاد، فيما لجأ آخرون إلى إقليم كوردستان.

وفي عام 2019، صوّت برلمان كوردستان على اعتبار ما تعرض له الإيزيديون إبادة جماعية، وقرر اعتبار الثالث من كل آب يوماً لإحياء المناسبة المأساوية.

وأقر مجلس النواب العراقي في وقت سابق قانون الناجيات الخاص بالإيزيديات المخطوفات والذي من أهم بنوده منحهن امتيازات مالية ومعنوية لتسهيل إعادة اندماجهن في المجتمع، إلا أن رجال دين إيزيديين أكدوا أن القانون لم يدخل حيّز التنفيذ حتى الآن.

ويطالب الإيزيديون بالتنسيق بين حكومة إقليم كوردستان وبغداد لتهيئة بيئة ملائمة لعودة النازحين وإعمار المدينة والنهوض بالخدمات وتوفير فرص العمل لسكان المنطقة وإنهاء التوترات الأمنية والقضاء على خلايا تنظيم داعش التي لا تزال تتحرك في المنطقة.