بمشاركة مسرور بارزاني.. إنطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي 2023

يعقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع كبار القادة والزعماء العالميين

أربيل (كوردستان24)- غالبا ما يهيمن الموضوع نفسه على دورتين متتاليتين في المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، إلا أن الحرب في أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية الكارثية بعثرت الاولويات وتصدرت عشرات اهتمامات عشرات القادة المشاركين في الدورة الـ53 للمنتدى.

ويعود آخر اجتماع حضره قادة المنتدى الاقتصادي العالمي حضورياً في منتجع التزلج في الجبال السويسرية إلى كانون الثاني يناير 2020، وفي تلك الأثناء كان هناك مرض غامض بدا يظهر في الصين مثيرا المخاوف، غير أن اهتمام العالم كان منصبّا أكثر في المنتدى على المواجهة الكلامية بين الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب والناشطة من أجل المناخ غريتا تونبرغ، وتغيرت حال العالم منذ ذلك الحين، فتفشى وباء كوفيد-19 على نطاق واسع محدثاً صدمة للاقتصاد العالمي، ووصل جو بايدن إلى البيت الأبيض بعدما فشل ترامب في الفوز بولاية ثانية، وتعطلت السلسلة اللوجستية العالمية فيما التضخم يزداد، وغزت روسيا أوكرانيا.

رئيس حكومة إقليم كوردستان العراق مسرور بارزاني يشارك هذا العام ايضا في المنتدى الاقتصادي العالمي2023 في دافوس، حيث سيعقد خلال أعمال المنتدى، سلسلة اجتماعات مع القادة السياسيين ورجال الأعمال، يتناول فيها جملة ملفات يتصدرها التنويع الاقتصادي، والخدمات المصرفية، بالإضافة إلى مناقشة إيجاد أسواق جديدة لمنتجات كوردستان الزراعية، والفرص المتاحة للتجارة الإقليمية عبر إقليم كوردستان.

كما تسلط المناقشات الضوء على الاستثمار في المعادن والنفط والغاز والطاقة المتجددة، إلى جانب بحث المستجدات الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة، والتغيّر المناخي ومكافحة الجفاف، فضلاً عن النتائج التي تمخضت عن منتدى دافوس في دورة العام الماضي.

وفي اليوم الأول من أعمال دافوس، وهو الأول الذي ينعقد حضورياً في موعده المعتاد منذ بداية جائحة كوفيد - 19، رسم خبراء المنتدى صورة متشائمة للاقتصاد العالمي، مشيرين إلى دور التضخم والسياسات التقشفية وتأثير الأزمات الجيوسياسية، في المقابل توقع هؤلاء أن يشهد عام 2023 تراجع الضغوط على أسعار الغذاء والطاقة، في مؤشر على انحسار تدريجي للتضخم، ثلثي الخبراء توقعوا دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود هذا العام، وأن جلّهم أجمع على أن آفاق النمو محدودة، خصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة، أما بالنسبة للصين، فقد اختلف الخبراء حول مستويات النمو التي سيسجلها العملاق الآسيوي عقب تحرير اقتصاده من قيود كورونا الصارمة.

وإلى جانب ضعف مستويات النمو، حذّر التقرير من تداعيات التضخم. ورأى كبار الاقتصاديين تبايناً كبيراً عبر المناطق، إذ توقع 5% منهم فقط ارتفاع التضخم في الصين، مقابل 57% في أوروبا. وبعد عام على اعتماد البنوك المركزية سياسات مالية منسقة تقوم على رفع أسعار الفائدة، قال كبار الاقتصاديين إنهم يتوقعون استمرار هذا النهج في معظم أنحاء العالم هذا العام.

وقالت سعدية زهيدي، وهي مديرة تنفيذية في المنتدى الاقتصادي العالمي "مع توقع ثلثي كبار الاقتصاديين حدوث ركود عالمي في عام 2023، فإن الاقتصاد العالمي في وضع غير مستقر".

وأضافت زهيدي "أن مستويات التضخم المرتفع، وانحسار معدلات النمو، وارتفاع الديون، تقلل من حوافز الاستثمارات اللازمة للعودة إلى نمو (إيجابي) وتحسين مستويات المعيشة لأكثر الفئات ضعفاً حول العالم، ويجب أن ينظر القادة إلى ما وراء أزمات اليوم للاستثمار في الغذاء والطاقة، والتعليم وتنمية المهارات، وخلق فرص العمل، والأسواق ذات الإمكانات العالية في المستقبل".

ولفت التقرير الى بعض التطورات الايجابية المتوقعة في 2023، فأشار الى "انحسار تأثير اضطرابات سلاسل التوريد العالمية على النشاط التجاري، وإلى اقتراب أزمتَي غلاء المعيشة والطاقة من ذروتها. بالإضافة إلى ذلك، سلّط المشاركون في الاستطلاع الضوء على عدد من بواعث التفاؤل، بما يشمل قوة الموارد المالية للأسر، وتراجع الضغوط التضخمية واستمرار مرونة سوق العمل".

يُذكر أن عدد المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دورته الـ 53 هو 2700 يمثلون 130 دولة، وسيكون في المنتدى 450 جلسة مخصصة لبحث التحديات المشتركة تحت شعار "التعاون في عالم منقسم"، وسيسهم 5000 جندي في تأمين أعمال المنتدى، فيما تجمع عشرات المتظاهرين للتنديد بالمنتدى وللمطالبة بمكافحة تغير المناخ.