في رحلتهم الأخيرة.. عراقيون وسوريون يعودون من تركيا في "أكياس سوداء"

جثث سوريين في أكياس سوداء
جثث سوريين في أكياس سوداء

أربيل (كوردستان 24)- فرت رحاب طلال وأسرتها من مدينة الموصل قبل ست سنوات عندما كان يسيطر عليها تنظيم داعش، بحثا عن مأوى في تركيا، لكن سبعة من أفراد أسرتها بينهم رضيع عمره أسبوع لقوا حتفهم إثر انهيار منزل والديها بسبب الزلزال.

وعندما علمت طلال أن الزلزال ضرب المنطقة التي يعيش فيها والداها وأفراد آخرون من أسرتها في محافظة أديامان بتركيا هرعت إلى هناك لكنها لم تجد سوى الدمار.

وتروي طلال، التي تعيش في محافظة تركية أخرى، كيف أنها لم تتمكن من العثور على المبنى، وقالت "سويت المنطقة بأكملها بالأرض".

وارتفع إجمالي عدد القتلى في تركيا وسوريا جراء الزلزال الذي وقع يوم الاثنين إلى أكثر من 11 ألفاً اليوم الأربعاء، وفق آخر إحصائية أعدّها مراسلو كوردستان 24 نقلاً عن السلطات التركية والسورية.

وقالت طلال إن سبعة من أفراد أسرتها المكونة من 13 فردا لقوا حتفهم، ولا تزال جثامين والدها وشقيقيها وأربعة من أبناء وبنات إخوتها على الأرض أمام المبنى المنهار.

وأضاف "انتفخت الجثامين، وهذا هو اليوم الثالث، ولا تزال الجثامين في الشارع، ولم ينقلها أحد، إذا لم يدفنوهم هنا، فإننا نرغب في نقلها إلى العراق".

وفر آلاف اللاجئين من العراق إلى تركيا خلال العملية التي دعمتها الولايات المتحدة وشاركت فيها البيشمركة ومختلف صنوف القوات العراقية لطرد عناصر تنظيم داعش.

وظهر تنظيم داعش في العراق وسوريا عام 2014 وقتل أفراده آلاف الأشخاص بسبب تفسيرهم المتشدد لأحكام الشريعة الإسلامية. وانتهى الحكم الوحشي للتنظيم في الموصل عام 2017 على أيدي البيشمركة والقوات العراقية وقوات التحالف.

وقالت طلال "غادرنا العراق لأننا كنا نبحث عن السلام والأمان. تركنا كارثة هناك (العراق) لنواجه كارثة أخرى هنا... هربنا من الحروب لنموت في زلزال".

وفي سوريا، وصلت أكياس جثث سوداء تحمل لاجئين سوريين لقوا حتفهم في الزلزال الذي هز تركيا إلى الحدود في سيارات أجرة وعربات أو مكدسين على شاحنات مسطحة تمهيداً لنقلهم لمثواهم الأخير في وطنهم الذي مزقته الحرب.

ويحمل أقارب الضحايا أوراقاً صادرة عن السلطات المحلية تسمح بعبور الجثث بدون الأقارب الأحياء إلى محافظة حلب عبر معبر جيلفي جوزو الحدودي التركي المغلق أمام حركة المرور العادية منذ بدء الصراع في سوريا قبل 12 عاماً.

وعلى الجانب الآخر من الحدود، سيأخذ بعض الأقارب الجثث لدفنها.

وجثم حسين غندورة داخل شاحنة ووضع وجنته على واحد من خمسة أكياس سوداء بداخله جثة ابنه محمد (16 عاماً).