هل يستغلُّ الأسد كارثة الزلزال لإعادة العلاقات مع الخصوم؟

الرئيس السوري بشار الأسد
الرئيس السوري بشار الأسد

أربيل (كوردستان 24)- اتصالاتٌ ومساعداتٌ من قادة دول عربية، تلقّاها الرئيس السوري بشار الأسد منذ اليوم الأول من وقوع زلزال السادس من شباط الذي ضرب مدناً في شمال غربي البلاد وتركيا.

وتسبّب الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات بمقتل أكثر من 16 ألف شخص في تركيا وسوريا، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف في سوريا.



قادة وملوك دول عربية عدة سارعوا إلى التواصل مع الأسد وإبداء تضامنهم مع محنة الشعب السوري الذي أنهكته سنوات الحرب الطويلة، قبل أن تحط طائرات المساعدات تباعاً في مطارات دمشق وحلب واللاذقية.

تضامنٌ قد يجد فيه الرئيس السوري بشار الأسد "فرصة" لتسريع عملية تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي، وفق وكالة فرانس برس.

الباحث في معهد "نيولاينز" نيك هيراس، يرى أن "المأساة المروعة التي عصفت بسوريا وتركيا هي فرصة واضحة للأسد من أجل محاولة دفع عملية تطبيع نظامه مع بقية العالم العربي، والتي إن كانت تسير ببطء لكنّها تتقدم".



لكن الأزمة الإنسانية، وفق هيراس، "لن تبرأ نظامه أمام الدول الغربية"، ويعتقد أن لدى الأسد "فرصة كبيرة لمحاولة تحويل هذه المأساة إلى قناة واضحة ومفتوحة أمام مشاركة ديبلوماسية مستدامة".

في المقابل، يقول الباحث في مركز سنتشري انترناشونال، آرون لوند، "إنها رسائل روتينية سيقدّمها هؤلاء القادة لأي رئيس دولة بعد حصول كارثة طبيعية كبرى".

ويضيف "علينا أن ننتظر ونرى... هل سيكون هناك المزيد من هذه الاتصالات وهل ستستمر إلى ما بعد الأزمة الحالية؟"، بحسب فرانس برس.

لكن يبدو أن ذلك لا يحول دون أن "يحاول الأسد أن يستغلّ اللحظة"، خصوصاً أن الكارثة قد تقلّص المساحة بين دمشق ودول تتردّد حتى الآن في تطبيع علاقاتها معها.



بعيداً عن العالم العربي، يبدو أن جهود سوريا لفكّ عزلتها على الساحة الدولية تصطدم بحائط مسدود، خاصةً بعد أن أكدت واشنطن أنها تعمل مع منظمات غير حكومية محلية في سوريا لمساعدة ضحايا الزلزال. 

وتفرض دول غربية على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية صارمة على سوريا منذ اندلاع النزاع عام 2011.

لكن سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ أكد استعداد بلاده للعمل "مع كل من يرغب بتقديم المساعدة للسوريين".



جاء ذلك، تزامناً مع إعلان وزير الخارجية فيصل المقداد "تقديم كل التسهيلات المطلوبة للمنظمات الأممية في سبيل تقديم المساعدات الإنسانية" إلى بلاده في أعقاب الزلزال الذي يفوق قدرة السلطات على احتوائه.

وطالب رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري خالد حبوباتي من دمشق دول الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن بلاده.

وناشد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أن تقدّم في ظل "الوضع الصعب الذي نعيشه (...) مساعدات إلى الشعب السوري".



وتقدّمت سوريا رسمياً بطلب مساعدة من الاتحاد الأوروبي، وفق ما أعلن الأربعاء المفوض الأوروبي يانيز ليناركيتش الذي قال:

إن المفوضية الأوروبية "تشجّع" الدول الأعضاء على الاستجابة لطلب سوريا للحصول على معدات طبية وأغذية.

وشدّد على ضرورة المراقبة للتأكد من أن أي مساعدات "لن يتم استخدامها لأغراض أخرى" من قبل حكومة دمشق الخاضعة للعقوبات.