القنصل التركي في أربيل: إقليم كوردستان كان سبّاقاً في إغاثة متضرري الزلزال.. والشعب التركي لن ينسى ذلك أبداً

محمد مولود ياقوت
القنصل التركي لدى إقليم كوردستان محمد مولود ياقوت
القنصل التركي لدى إقليم كوردستان محمد مولود ياقوت

أربيل (كوردستان 24)- أكد القنصل التركي لدى إقليم كوردستان محمد مولود ياقوت، اليوم الأحد، أن إقليم كوردستان كان سبّاقاً في إغاثة متضرري الزلزال في تركيا، مشيراً إلى أن الشعب التركي وفيٌّ ومخلص ولن ينسى هذا الموقف أبداً.

وقال محمد مولود ياقوت في مقابلة مع كوردستان 24، "بداية أشكركم على تقديم التعازي، فتركيا تمر بوقت عصيب للغاية، فقد أطلق على الزلزال اسم كارثة القرن في تاريخ جمهوريتنا، وحسبما أفاد العلماء فإن وقوع زلزالين كبيرين في نفس المنطقة وبنفس التوقيت أمر نادر الحدوث".

وأضاف "صحيح أن الزلزال ضرب مساحة تقدر بـ 500 كيلومتر، لكنه أثر على 10 مدن يبلغ تعداد سكانها 13.5 مليون نسمة، وتوقيت الزلزال كان في ساعات الفجر الباكرة عندما كان الناس نائمين، ولسوء الحظ هذا أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح".

وأشار إلى أنه "وقع آخر زلزال كبير في بلادنا في عام 1939 في ولاية أرزينجان، وأسفر عن مقتل 33 ألف مواطن، والآن مع الأسف فأرقام هذا الزلزال تجاوزته بشكل كبير، وعدد الجرحى كذلك تجاوز الآلاف"، مضيفاً "أسأل الله أن يرحم الموتى وأن يعجِّل بشفاء الجرحى والمصابين".

وشدد على أنه "فيما يتعلق بالأضرار المادية، فقد انهار 19 ألف مبنى في 10 ولايات، وتعرض أكثر من 50 ألف مبنى لأضرار جسيمة أو متوسطة، ولا يمكن لمواطنينا العودة إلى منازلهم والعيش فيها".

وأكد أن "رئيس جمهوريتنا حدد تاريخ إعادة بناء مساكن جديدة لضحايا الزلزال بفترة لا تتجاوز العام، ولهذا الغرض بدأ العمل وبدأت وزارة البيئة والبلديات بالبحث عن موقع مناسب للمباشرة بالبناء".

ولفت إلى أن "تركيا تقع في منطقة نشطة زلزالياً، وبها 3 خطوط صدع زلزالية رئيسية، تقع في شرق وشمال وغرب الأناضول، وهذا كان زلزالاً طبيعياً حسب آراء العلماء والمختصين".

وبشأن المساعدات العاجلة التي أرسلتها حكومة إقليم كوردستان إلى تركيا قال محمد مولود ياقوت، "بداية، هذا أمر يتطلبه حق الجيرة، حيث يساعد الجيران بعضهم البعض في الأوقات العصيبة، وعندنا في تركيا نقول سيأتي يوم ويحتاج الجار إلى رماد جاره".

وأضاف أن "الأصدقاء الحقيقيين تظهر معادنهم في أوقات الشدة، وبعد وقوع الزلزال وصلت المساعدات إلى تركيا من جميع أنحاء العالم، من فرق الإنقاذ إلى فرق المساعدات الصحية والإنسانية، وقد هرعت العديد من دول العالم إلى تقديم يد العون لنا".

وشدد على أن "حكومة إقليم كوردستان كانت سباقة في إغاثة متضرري الزلزال، وشعب الإقليم اعتبروه واجباً إنسانياً"، مشيراً إلى أن "حكومة الإقليم والمؤسسات الرسمية والمحافظات والأقضية ومنظمات المجتمع المدني بذلوا كل ما في وسعهم لإغاثة متضرري الزلزال في تركيا".

وعبّر عن تقديره لشعب كوردستان "لأدائه صلاة الغائب في يوم الجمعة على قتلى الزلزال"، مؤكداً أن "الشعب التركي وفيٌّ ومخلص ولن ينسى هذا الموقف أبداً".

وأشار إلى أن "رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني زار المناطق المنكوبة، وعبّر عن تضامنه مع متضرري الزلزال، وألقى خطاباً ذا مغزى كبير، عندما قال إن مصابكم هو مصابنا، وهذا موضع تقدير كبير بالنسبة إلينا".

وشدد على أنه "لدينا علاقات مباشرة مع حكومة إقليم كوردستان في مجالات السياحة والتعليم والصحة والتجارة والأمن".

وأكد أنه "تجمعنا مع الإقليم كذلك أعمال ومحادثات مشتركة وهامة"، مضيفاً "وسنواصل العمل على تطوير محادثاتنا وعملنا المشترك أكثر في المستقبل".

وعبّر عن إعجابه وتقديره لموقفين لشعب إقليم كوردستان "الأول عندما تبرعت امرأة مسنة متقاعدة عن راتبها لإغاثة متضرري الزلزال، والثاني لطفلة صغيرة عمرها 7 أعوام اسمها دينا أتت إلى موقع جمع التبرعات لتقديم المساعدة".

ولفت إلى أنه "كنا نعلم أن شعب إقليم كوردستان يحمل في قلبه وداً كبيراً تجاه تركيا، لكن كارثة الزلزال وآثارها المؤلمة أثبتت ذلك من جديد".

وختم القنصل التركي في أربيل حديثه "مرة أخرى أود أن أتقدم بجزيل الشكر إلى شعب وحكومة إقليم كوردستان ومنظمات المجتمع المدني على إسراعهم في إغاثة متضرري الزلزال وإطلاقهم حملة لجمع المساعدات لهم".