من أوار الحرب إلى جحيم الزلزال.. مسعفو سوريا في أصعب اختبار

صور لمشفى مدمر - صورة: رويترز
صور لمشفى مدمر - صورة: رويترز

أربيل (كوردستان 24)- واجه إبراهيم زيدان، الذي يعمل ممرضاً قرب الخطوط الأمامية للحرب السورية، لحظات يأس كثيرة كان من بينها تلك اللحظة التي وجد فيها نفسه وسط أنقاض مستشفى دمره القصف.

لكنه قال إن الزلزال، الذي ضرب المنطقة في السادس من الشهر الجاري، كان أصعب تحد يواجهه المسعفون في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة إذ أنه فرض ضغوطاً على المرافق الصحية التي تعاني بالفعل بسبب الصراع المستمر منذ أكثر من عقد.

وفي ليلة الكارثة، أشرَفَ زيدان على إجلاء الأطفال من المستشفى الذي كان يعمل به في بلدة الدانا. وأظهرت لقطات مصورة من المستشفى تساقط أجزاء من المبنى واهتزاز المعدات لحظة الزلزال.

وتحدث زيدان (33 عاماً) عن محاولات نقل الأطفال الذين كانوا بالعناية المركزة في سيارة إلى مستشفيات أخرى، وقال "كان لدينا أطفال على أجهزة الأكسجين، وبالتالي لم نستطع توفير (العلاج) لهم أو إيجاد مكان متاح لأن كل المستشفيات كانت ممتلئة".

وأضاف في مقابلة أُجريت معه في مستشفى ببلدة قاح حيث يعمل منذ وقوع الزلزال "موضوع الزلزال كان أصعب شيء... كل شيء فُقد في المشفى من كهرباء وأكسجين وتدفئة للأطفال".

وتقول الأمم المتحدة إن أنباء وردت عن مقتل أكثر من 4500 شخص وإصابة 8300 في شمال غرب سوريا جراء الزلزال. ووقعت أغلب الإصابات في هذا الجزء من سوريا التي تمزقها الحرب الطاحنة منذ عام 2011.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في وقت سابق إن المستشفيات في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة تعرضت لقصف متكرر في الحرب، مشيراً إلى تعرض أكثر من 60 منشأة طبية للقصف على مدى ستة أشهر في منطقة إدلب في عام 2019، فيما يبدو أن القوات الموالية للحكومة استهدفتها عن عمد، على حد قوله حينذاك.

وعمل زيدان في السابق في مستشفى كان يعمل من داخل كهف في منطقة كفر زيتا في شمال غرب سوريا.

وتعرض المستشفى، الذي كان يعرف باسم "مستشفى الكهف" للقصف مراراً. وقال زيدان إنه ترك المستشفى في 2018 حين كانت القوات الحكومية على وشك الاستيلاء على المنطقة، في حين تنفي الحكومة السورية ضرب أهداف مدنية مثل المستشفيات.

وأقيم مستشفى الدانا على أنقاض منشأة صحية أخرى تعرضت للقصف في الصراع السوري.

وقال المنسق الطبي أيمن الحسين إن المستشفى كان يعمل بمعدات وموظفين نقلوا من المستشفى في مدينة الأتارب، الذي تعرض لأضرار بالغة في عام 2020 خلال حملة عسكرية حكومية.

وذكر الحسين "اللحظات الأولى بعد الزلزال كانت كارثية لأنه كان مكتظا بالمرضى والعاملين في المجال الطبي... نُقل جميع المرضى إلى مستشفيات قريبة".

وأصبح المستشفى في الدانا خاليا منذ وقوع الزلزال.

وكُتبت عبارتا "غير آمن" و"غير صالح للعمل" باللون الأحمر بجوار المدخل، وتشير الجدران المتصدعة وأكوام الركام إلى قوة الزلزال.

وأردف "هناك جدران يجب إزالتها بالكامل... معدات كثيرة معطلة، وخاصة في غرفة العمليات".

وأضاف أن المستشفى، الذي تدعمه الجمعية الطبية السورية الأمريكية، كان حتى وقوع الزلزال يخدم منطقة يبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف شخص وتتم فيه ولادة حوالي 750 طفلاً شهرياً.

وقال الحسين إن التحدي الأكبر هو توقف المستشفى عن العمل لمدة شهر لإجراء الإصلاحات مما "سيؤدي إلى زيادة الضغط على المستشفيات المحيطة".