إيران تتعهد بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية بشأن تفتيش منشآتها النووية

أربيل (كوردستان24)- قدمت إيران السبت تطمينات واسعة النطاق إلى وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بأنها ستكون متعاونة في تحقيق متعثر منذ فترة طويلة بشأن جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في مواقع غير معلنة فضلا عن إعادة تركيب أجهزة المراقبة التي أزيلت. وكان المدير العام للوكالة رافايل غروسي قال السبت إنه أجرى "مباحثات بناءة" مع مسؤولين إيرانيين في طهران التي يزورها بعد أيام من الإعلان عن العثور على جزيئات يورانيوم مخصبة بمستوى يقترب من النسبة اللازمة لإنتاج قنبلة نووية. 

وستسمح إيران أيضا بإعادة تركيب أجهزة المراقبة الإضافية التي كان قد تم وضعها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 ولكنها أزيلت العام الماضي مع انهيار الاتفاق في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 في عهد الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.

وكان غروسي أكد السبت أن مباحثاته مع مسؤولين إيرانيين في طهران كانت "بناءة".

وزار المسؤول طهران بعد أيام من الإعلان عن العثور على جزيئات يورانيوم مخصبة بمستوى يقترب من النسبة اللازمة لإنتاج قنبلة نووية.

وتأتي زيارة غروسي التي تستمر يومين، مع سعي المنظمة التي تتخذ فيينا مقرا، إلى تعاون إضافي من إيران بشأن انشطتها النووية.

وأكد غروسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أنه "مع المباحثات البناءة التي نجريها الآن (...) أنا على يقين بأننا سنمهد الطريق لاتفاقات مهمة".

والتقى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضا، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومسؤولين آخرين.

وقال رئيسي خلال الاجتماع إن "التعاون طريق ذو اتجاهين ... ويمكن أن يستمر على أساس الحفاظ على استقلالية الوكالة وحقوق الشعب الإيراني"، بحسب ما أعلن المساعد السياسي لرئيس مكتب الرئاسة الإيرانية محمد جمشيدي في تغريدة على تويتر.

وفي السياق، كان قد كشف مصدر دبلوماسي إن غروسي سيلتقي رئيسي "لإعادة إطلاق الحوار" حول النشاط النووي الإيراني، و"إعادة العلاقات إلى أعلى مستوياتها".

وأضاف أن غروسي أوضح أنه "مستعد لزيارة طهران فقط إذا تلقى دعوة للتحدث مع الرئيس".

هذا، وبحسب تقرير غير معد للنشر للوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء، اكتشفت جزئيات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83,7 في المئة، أي أقل بقليل من 90 في المئة اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية، في مصنع فوردو الواقع تحت الأرض على مسافة مئة كيلومتر جنوب العاصمة طهران.

وبررت إيران التي تنفي رغبتها في حيازة سلاح نووي، الأمر بالإشارة إلى "تقلبات لا إرادية" أثناء عملية التخصيب، مؤكدة في الوقت ذاته "عدم قيامها بأي محاولة للتخصيب بما يتجاوز 60 في المئة".

وجاء هذا الاكتشاف بعدما عدلت إيران طريقة الوصل بين مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، دون إخطار الوكالة الذرية.

واستقبل غروسي في المطار الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، ومن المقرر أن يلتقي مدير المنظمة محمد إسلامي، قبل أن يعقد الاثنان مؤتمرا صحافيا مشتركا صباح السبت.

وقال المصدر الدبلوماسي، إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيحاول خلال الزيارة تأمين "مزيد من الوصول إلى موقع فوردو ومزيد من عمليات التفتيش".

وكانت فرنسا، إحدى الدول الموقعة لاتفاق العام 2015 الذي تعهد رفع العقوبات الدولية عن إيران مقابل الحد من نشاطاتها النووية، وصفت الخميس "التطورات غير المسبوقة" بأنها "مقلقة للغاية".

وتأتي زيارة غروسي في حين وصلت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق التاريخي المعروف رسميا بخطة العمل الشاملة المشتركة إلى طريق مسدود.

وكانت القيود المنصوص عليها في الاتفاق، بما في ذلك عتبة التخصيب البالغة 3,67 %، تهدف إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي.

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في العام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات على إيران، ما دفع طهران إلى التراجع تدريجا عن التزاماتها.

وبدأت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق في العام 2021، لكنها متوقفة منذ العام الماضي.