"البنادق الصدئة".. تستعيد مآسي إنسانية على هامش الحرب العراقية الإيرانية

رواية "البنادق الصدِئة" للروائي الكوردي العراقي عبدالقادر سعيد
رواية "البنادق الصدِئة" للروائي الكوردي العراقي عبدالقادر سعيد

أربيل (كوردستان 24)- صدر حديثاً عن منشورات رامينا في لندن رواية "البنادق الصدِئة" للروائي الكوردي العراقي عبدالقادر سعيد، ترجمة ياسين حسين.

تحكي الرواية قصة شابّ كورديّ يُقاد بشكل قسريّ إلى الجيش ويلقَى به على الجبهة في الحرب العراقية الإيرانية، حيث يقع في الأسر ويتعرض للقهر.

يصوّر الروائي كيف أنّ العاشق يحلّق بخيالاته من ظلام السجن إلى فضاءات العشق اللامنتهية، يسوح فيها بأحلامه التي تكون زاده للبقاء على قيد الحياة.

وتكون الكتابة للحبيبة البعيدة متنفّسه للتواصل مع العالم الخارجيّ، لكنّه لا يحظى بفرصة قراءة الردود على رسائله.

لا يقبل صديق العاشق عمر أن تنتهي الحكاية بذلك الشكل المأساويّ، يتدخّل ليتقمّص دوره ليبقي جذوة عشقه الروحية متّقدة كشعلة تجمّل وحشة السجن، وتمنحه كوّة للبقاء على قيد الأمل.

في الجانب الآخر، تكون هناك حياة الحبيبة سارا التي تقطع الأمل من عودة حبيبها الأسير الذي لا تسمع عنه شيئاً، ويسجّل كضحية من ضحايا الحرب.

فترضخ لضرورات الاستمرار والحياة وتقترن بآخر، لكنّ الصدمة التي تفاجئها تتمثّل باستلامها رسالة من عمر، حينذاك تتناهبها الشكوك وتخرجها عن عالمها الواقعي لتعيش الحلم والكابوس معاً.

ينتصر الروائي في عمله لأحلام العشاق الذين طحنتهم رحى الحروب وألقت بهم في مجاهل النسيان، لذلك يرتحل في أعماق أبطاله ويلتقط تلك الجماليات التي لم تستطع الحرب وظروف الأسر والقهر انتزاعها من أرواحهم، ينتصر لإنسانية الإنسان في كلّ زمان ومكان.

وكما يقول الروائي على لسان شخصيته، "لكن العشق لا يُفسّر.. ولا يستطيع أي عالم على وجه الأرض تفسيره، العشق لا يُكتب كالكلمات، وإن كُتب، فإنه سيُكتب بعدة أحرف ميتة فقط لا غير".

"العشق هو فنٌ، يصل إليه المرء في أسمى حالاته الإنسانية.. حين يصل العاشق لمعشوقته، يُصبح كالندى المتساقط على أوراق شقائق النعمان".

الروائي عبدالقادر سعيد
الروائي عبدالقادر سعيد

يؤكّد الروائي في روايته على أنّ دقّات القلوب النابضة بحبّ الحياة تطغى على الضجيج الذي تثيره البنادق في معمعة الحرب والحياة.

صمم غلاف الرواية التي تأتي في 132 صفحة من القطع الوسط، الشاعر والفنان ياسين حسين ولوحة الغلاف للفنان الكوردي السوري نهاد كولى.

  • عن المؤلف:

عبدالقادر سعید: مواليد 1957، كاتب وروائي كوردي من مدينة السليمانية بإقليم كوردستان، له خمس روايات وأكثر من عشرة دواوين شعرية.

كما ولديه كتابات في العديد من الدوريات والصحف الكوردية، تُرجمت أعماله إلى اللغات العربية والفارسية والألمانية والإنكليزية.

  • عن المترجم:

ياسين حسين: مواليد عامودا 1969- سوريا. بدأ الكتابة باللغة الكوردية والعربية منذ التسعينيات، ونشر كتاباته في الصحف الكوردية والعربية والمواقع الالكترونية في سوريا وخارجها.

يعمل مديراً لقسم الطباعة والأبحاث في معهد التراث الكوردي منذ عام 2010. وقام بمراجعة عشرات الكتب فيها.

هاجر إلى إقليم كوردستان منذ عام 2005، ومارس مهنة الإعلام هناك، وعمل في العديد من القنوات التلفزيونية والإذاعية.

عمل نائباً لرئيس تحرير جريدة (الأمل) الصادرة باللغة العربية في مدينة السليمانية، وترأس القسم الثقافي فيها. له العديد من المؤلفات الشعرية والسردية إضافة إلى عشرات الترجمات بين العربية والكوردية.

غلاف رواية
غلاف رواية "البنادق الصدئة"