الرشوة ترهق قطاع التعليم في العراق.. وتربية الرصافة2 في الصدارة

تربية الرصافة2 الأكثر تعاطياً بالرشوة
تربية الرصافة2 الأكثر تعاطياً بالرشوة

أربيل (كوردستان 24)- باتت مسألة الرشوة ترهق قطاع التربية والتعليم بالعراق، والتي تنتشر في معظم المديريات، خاصةً تربية الرصافة2 المتصدرة في تعاطي الـرشوة بنسبة تتجاوز 58 في المئة.

وقالت هيئة النزاهة الاتحادية، إنها "أوصت (..) بإعادة ارتباط مُديريَّات التربية في بغداد والمحافظات بوزارة التربية، وتوسيع قاعدة بناء المدارس، لإنهاء العمل بالدوام الثلاثيّ".

وأضافت: "فضلاً عن إعداد معايير مناسبةٍ لتولي المناصب الإداريَّة في مفاصل مُديريَّات التربية"، مُشيرةً إلى وجود "شكوى الملاكات التدريسيَّة من سوء المعاملة والتعامل غير اللائق وتأخير إنجاز المعاملات".

طباعة الكتب وفق الحاجة:

وذكرت الهيئة في بيانٍ لها،أن "الفريق المركزيَّ للهيئة والفرق المساندة له والفرق المُؤلَّفة في مُديريَّات ومكاتب التحقيق في بغداد والمحافظات (..) أكَّدت على ضرورة طباعة المناهج الدراسيَّة بكميَّاتٍ تتناسب مع أعداد التلاميذ وتوزيعها بين المدارس قبل بدء العام الدراسي".

ولفتت إلى "عدم تسلُّم الكتب المنهجيَّة إلى المدارس لعددٍ من المواد حتى منتصف العام الدراسي، والعمل على تسوية الملاكات التدريسيَّـة بشكلٍ عادلٍ ومُتوازنٍ".

وشدَّدت الهيئة في بيانها الذي تابعته كوردستان 24، على" ضرورة قيام مُديريَّة الإشراف التربويّ بتدوير المشرفين ومُتابعتهم وتقييم عملهم بعد ورود العديد من الشكاوى عن تجاوز قسمٍ منهم لواجباتهم الوظيفيَّة وتعسُّفهم في استخدام السلطة والصلاحية الممنوحة لهم".

داعيةً إلى" إجراء تقييم دقيق للمشرفين، وإبعاد العناصر غير الكفوءة، وتعديل الوصف الوظيفيِّ لهم، وإعادة النظر في التقديم إلى الإشراف من حيث عدد سنوات الخدمة".

وبحسب البيان، "لا يُسمَحُ حالياً بالتقديم للإشراف التربويّ لمن تجاوز الدرجتين الوظيفيَّتين الخامسة والرابعة للإشراف الاختصاصي، دون الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى الخبرة المُتراكمة".

نسبٌ متفاوتة في تعاطي الرشوة:

في غضون ذلك، كشفت هيئة النزاهة أن نتائج استبانة قياس مُدركات الرشوة في بغداد والمحافظات أكدت على وجود ارتفاعٍ في نسب (دفع الرشوة أو تعاطيها)".

وقالت: "بلغ المُعدَّل العام لمستوى تعاطي الرشوة (إدراك) في عموم العراق (18,10%)، ومستوى دفع الرشوة (قياس) بلغ (6,40%)، وفي بغداد بلغ مُعدَّل تعاطي الرشوة في مُديريَّاتها الست (27,10%) ومُعدَّل دفع الرشوة بلغ (15,30%)".

وأضافت: "سجَّلت مُديريَّة تربية الرصافة/2 أعلى نسبة في تعاطي الـرشوة بلـغت (58,40%)، تلـتها تربـية الرصافة/1، والكرخ /3 بنسبة (21,80%)".

فيما "كانت النسبة الأعلى في دفع الرشوة في تربية الرصافة/ 2 بنسبة (37,90%) تلتها الكرخ/1 (10,80%) والرصافة /1 بلغت ( 10%)".

الأقل تعاطياً بالرشوة:

بينما "سجَّلت مُديريَّة تربية الرصافة/3 أقلَّ نسبة في بغداد في تعاطي ودفع الرشوة، وبلغت على التوالي (17,20%و6,40%)".

وأكَّدت أن"(37%) من الملاكات التعليميَّة والتدريسيَّة تعمُّد المُوظَّف المُختصّ تأخير إنجاز المعاملة؛ لغرض دفع الرشوة، وعدَّ (56%) من المراجعين ضعف الرقابة من أسباب تعاطي الرشوة".

في وقتٍ "أشار (23%) إلى الابتزاز من قبل المُوظَّف، وصرَّح (62,60%) ممَّن دفع الرشوة فعلاً أنَّ ذلك تمَّ عن طريق وسيطٍ، فيما دفع (33%) منهم الرشوة للمُوظَّف بطريقةٍ مباشرةٍ".

 وأوضح البيان، أن أعلى نسبة تعاطي الرشوة كانت في "مُديريَّة تربية القادسيَّة والتي بلغت (43,60,%) تلتها تربية كركوك بنسبة (23,40%) ثم البصرة (21,46%)".

أما بالنسبة لدفع الرشوة "كانت القادسيَّة هي الأعلى أيضاً بنسبة بلغت (10,40%) تلتها تربيتا البصرة وكركوك بنسب ( 6,13%) و(4,30%) على التوالي".

من جانبها، سجَّلت مُديريَّة تربية المثنى "أقلَّ نسبة في تعاطي ودفع الرشوة وبلغت (6,90% و1,80%) توالياً".

ما هي الأسباب؟

ولفتت النزاهة الاتحادية إلى "استبعاد نتائج مُديريَّة تربية الأنبار؛ لوجود خللٍ في منهجيَّة البحث في اختيار العيّنة المُستهدفة وقلة عددها".

واعتبرت الهيئة  أنَّ التغيير المُستمر للمناهج الدراسيَّة خلال مُدَّةٍ زمنيَّةٍ متقاربةٍ، وتغيير نظام الدراسة بين "الكورسات" والنظام السنوي "سبَّب خللاً في العمليَّة التدريسيَّـة وأثَّر في مستوى الطلبة".

وقالت "أبدى عددٌ كبيرٌ من الملاكات التدريسيَّة ملاحظاتٍ على مضمون بعض الكتب المنهجيَّة المعتمدة، ومنها مادة العلوم للصف الأول المُتوسّط المُوزَّع مضمونه بين ثلاث موادّ علميَّةٍ ويقتضي تدريسه ثلاثة مُدرِّسين مُختصِّين".

كما "رصدت الفرق الميدانيَّة حصول تجاوزاتٍ على مساحات المدارس دون تدخل مُديريَّة التربية المعنيَّة بإزالة التجاوز".

"على سبيل المثال تمَّ استقطاع جناح كامل يضمُّ (14) صفاً دراسياً من إحدى مدارس البنين المُتوسِّطة التي يبلغ عدد طلابها (1300) طالب، وتقديمه للاستثمار كمدرسةٍ أهليَّـة".