الرئيس بارزاني: الشعب الكوردستاني لم ولن ينتقم لكنه لن ينسى الجرائم المرتكبة بحقه

المناضلون الفيليون ساهموا بجدارة في تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني وساهموا في قيادة ثورة أيلول
الرئيس مسعود بارزاني
الرئيس مسعود بارزاني

أربيل (كوردستان 24)- قال الرئيس مسعود بارزاني إن الكورد الفيليين ساهموا بكل جدارة في تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني وساهموا في قيادة ثورة أيلول.

جاء ذلك، في كلمةٍ للرئيس بارزاني خلال مشاركته في المؤتمر العلمي الدولي حول الإبادة الجماعية بحق الكورد الفيليين، والذي تستضيفه مدينة أربيل.

وفيما يأتي نص كلمة الرئيس مسعود بارزاني:

بسم الله الرحمن الرحيم

بدايةً أود أن أرحب بالحضور الكريم وأتمنى لهذا المؤتمر النجاح التام، المؤتمر العلمي الدولي للإبادة الجماعية ضد شعب كوردستان وهذا المؤتمر مختص بالإبادة الجماعية للكورد الفيليين.

إن الكورد الفيليين هم جزءٌ أساس لا يتجزأ من الشعب الكوردي وقاوموا ببسالة جميع المحاولات التي جرت ضدهم لصهرهم وبالرغم من كل هذه المحاولات حافظوا على هويتهم وثقافتهم وبالرغم من تعرضهم لاضطهادٍ مزدوج.

المناضلون الفيليون ساهموا بجدارة في تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني وساهموا في قيادة ثورة أيلول، وكثير من الحاضرين يعرفون بأن القيادات العليا كان يشغلها مناضلون فيليون، كسكرتير الحزب ورئيسة نساء اتحاد كوردستان ورئيس اتحاد طلبة كوردستان وغيرها من المناصب المهمة، وحظي الفيليون بثقة واحترام البرزاني وذلك لتفانيهم وإخلاصهم في عملهم وانتمائهم.

لقد تعرض الفيليون لمعاناة كبيرة وكارثة كبيرة، حاول النظام بشتى الوسائل ثنيهم عن مواقفهم الوطنية القومية وحاولوا سلخهم عن قوميتهم، لكن كل الأساليب فشلت.

فلجأوا إلى وسائل وأساليب وحشية، منها الإبعاد القسري بحجة أنهم أجانب ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة، والأنكى من كل ذلك، الرقم الذي لا شكّ فيه هو 12 ألف شاب وربما العدد أكبر بكثير لكن هذا مؤكد.

من سن 18 إلى 30 سنة، جرى تصفيتهم بشكلٍ وحشي ولا أحد يعلم لحد الآن أين دفنوا وبالتأكيد في عام 1981 جرت تجارب كيماوية في منطقة عكاشات على 300  شاب فيلي، وبعد ذلك جرت نفس العملية على نحو 150  شاب من البرزانيين الذين تم تصفيتهم أيضاً.

مأساة والإبادة الجماعية للفيليين هي حلقة في سلسلة من الجرائم التي ارتكبت بحق شعب كوردستان وكلنا شاهدنا ما تعرض له الإيزيديون من كارثة من إبادة جماعية فاقت كل التصورات.

إن شعبنا لن ينسى هذه الجرائم، لكنه ترفّع عندما أتته الفرصة، إنه لم ولن ينتقم لكنه لن ينسى هذه الجرائم.

أيها الإخوة أيتها الأخوات

الخطابات والكلمات لا تكفي، بل يجب  البحث عن كل السبل لمنع تكرار مثل هذه الجرائم  في المستقبل، وبالنسبة لكل ضحايا الإبادة الجماعية في كوردستان وخاصةً الكورد الفيليون؛ يجب تعويضهم تعويضاً عادلاً مادياً ومعنوياً وإعادة كافة الحقوق إليهم.

وهنا اقترح تأسيس مركز في أربيل لمتابعة كافة شؤون الفيليين ويكون بمثابة المرجع للفيليين.

وأخيراً أقول:

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.