أكثر من مئة قتيل في فيضانات بشرق الكونغو الديمقراطية

وسبق أن دمرت قرية بوشونغو خصوصاً العام 2014 جراء أمطار غزيرة خلفت عشرات المفقودين.

أربيل (كوردستان 24)- بعد يومين من أمطار فتاكة في رواندا، تعرضت جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة مساء الخميس لفيضانات خلفت أكثر من مئة قتيل في إقليم جنوب كيفو بشرق البلاد، بحسب حصيلة لا تزال غير نهائية الجمعة.

وقال مسؤول في المنطقة المتضررة لفرانس برس إن "الحصيلة غير النهائية بلغت مئة قتيل"، فيما تحدث نائب لإذاعة محلية عن نحو 150 قتيلاً وعدد كبير من المفقودين.

وغرقت قرى في منطقة كاليهي، غرب بحيرة كيفو التي تشكل الحدود بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، حين ارتفع منسوب بحيرات إلى حد كبير، وفق ما أورد أرشيميد كارهيبوا مساعد حاكم المنطقة.

والقرى الأكثر تضرراً هي شابوندو وبوشونغو ونياموكوبي حيث تواصلت عصر الجمعة عمليات البحث عن مفقودين.

وأضاف كارهيبوا أن الأمطار جرفت مئات المنازل وأتت على حقول، "حتى أن المياه فاجأت باعة وزبائنهم في الأسواق".

وقال اينسنت موبيندا مقرر المجتمع المدني في المنطقة لفرانس برس إن "الأمطار بدأت قرابة الساعة 17,00 وما لبثت البحيرة أن جرفت القرويين، لقد خسرت والدي ووالدتي وأحد عشر طفلاً كانوا في منزلي".

وأشار النائب عن كاليهي فيتال موهيني لإذاعة محلية إلى "أضرار مدمرة، بشرية ومادية"، قبل أن يعلن أن الحصيلة غير النهائية هي 72 قتيلاً في شابوندو و31 في بوشونغو و45 في نياموكوبي.

وبعد الظهر، أفاد أحد عناصر فرق الإسعاف لفرانس برس رافضاً كشف هويته أنه تم العثور على 68 جثة، مضيفاً أن "عمليات البحث بين الأنقاض مستمرة".

وأضاف مساعد حاكم المنطقة "إنها المرة الرابعة التي تتسبب بها البحيرات نفسها بأضرار مماثلة (...) لا تمر عشرة أعوام من دون أن تحدث أضراراً هائلة".

وسبق أن دمرت قرية بوشونغو خصوصاً العام 2014 جراء أمطار غزيرة خلفت عشرات المفقودين.

"إزالة الغابات"

وذكّر كارهيبوا بأنه بعد الكوارث الأخيرة، "أجريت دراسات وطلب من الناس الذين يقيمون على طول البحيرات الانتقال" من أماكنهم.

وأوضح أن هذه الأضرار ناتجة في جزء منها عن "عملية طبيعية بمعزل عن إرادة الإنسان"، لكنها أيضاً مرتبطة "بإزالة الغابات التي تساهم في التبدل المناخي".

وأضاف "نوجه نداء استغاثة إلى أصحاب النيات الطيبة ولتلقي مساعدات إنسانية عاجلة"، خصوصاً بهدف مواراة الجثث.

وليل الثلاثاء-الأربعاء، أسفرت فيضانات وانزلاقات للتربة نجمت عن أمطار موسمية غزيرة عن مصرع ما لا يقل عن 130 شخصاً في شمال رواندا وغربها وجنوبها، في إحدى أسوأ الكوارث التي شهدتها البلاد في الأعوام الأخيرة.

ويشهد شرق إفريقيا بانتظام فيضانات خلال مواسم الأمطار. ويتوقع خبراء المناخ أن تزداد شدتها ووتيرتها بسبب التبدل المناخي.

بداية نيسان أبريل، خلف انزلاق للتربة نتج من الأمطار أكثر من عشرين قتيلاً في إقليم شمال كيفو الكونغولي المجاور لنظيره جنوب كيفو.

كذلك، سجلت فيضانات أقل شدة في بقية أنحاء الكونغو الديمقراطية، البلد المترامي الذي يمتد نحو الغرب حتى ساحل المحيط الأطلسي.

في كيكويت على سبيل المثال، كبرى مدن إقليم كويلو (غرب)، أسفر أخيراً فيضان نجم عن ارتفاع منسوب بحيرة كويلو عن مصرع شخصين، وفق المجتمع المدني، فضلاً عن أضرار مادية في الميناء حيث غرقت أطنان من الذرة.

وفي كانون الأول ديسمبر الفائت، قضى أكثر من 120 شخصاً في العاصمة كينشاسا بسبب فيضانات وانزلاقات للتربة نجمت أيضاً عن أمطار غزيرة.