الانتخابات الرئاسية التركية.. سباق مصيري محموم ومعركة حامية الوطيس

أربيل (كوردستان24)- توجه الناخبون الأتراك صباح اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية، والانتخابات البرلمانية بدورتها الثامنة والعشرين، والتي تعدّ سباقا مصيريا محموما، ومعركة حامية الوطيس بين الأطراف المتنافسة.

 واصطف الناخبون في طوابير طويلة تشكلت قبل فتح أبواب مراكز الاقتراع عند الساعة الثامنة صباحا في اسطنبول وأنقرة.

ووفق وكالة الأناضول، تنتشر في عموم البلاد أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع، حيث يدلي نحو 60 مليون و600 ألف ناخب بأصواتهم، من ضمنهم نحو 4 ملايين و900 ألف ناخب يشاركون لأول مرة،  لاختيار رئيس البلاد لفترة تمتد خمس سنوات، إلى جانب اختيار أعضاء البرلمان. 

وتجري الانتخابات في أجواء من الاستقطاب الحاد بين المرشحين الرئيسيين إردوغان (69 عامًا) وخصمه كمال كيليجدار أوغلو (74 عامًا) الذي يقود حزبا ديموقراطيا اجتماعيا وعلمانيا.

ولن يقرر التصويت فحسب من يقود تركيا، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، ولكن أيضا طريقة الحكم، وإلى أين يتجه اقتصاد البلاد وسط أزمة غلاء معيشة عميقة، وشكل سياستها الخارجية التي اتخذت منعطفات غير متوقعة.

واشارت أحدث استطلاعات الرأي إلى منافسة حادة بين المتنافسَين مع تقدم طفيف لزعيم المعارضة التي تتمثل بجبهة موحدة للمرة الأولى.

ويختار الناخبون في هذه الانتخابات أيضا برلمانا جديدا، ومن المحتمل أن يكون هناك سباق متقارب بين تحالف الشعب الذي يتألف من حزب العدالة والتنمية المحافظ ذي الأصول الإسلامية بزعامة إردوغان، وحزب الحركة القومية اليميني وآخرين، وتحالف الأمة بزعامة كيليجدار أوغلو، المكون من ستة أحزاب معارضة، بما في ذلك حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه، مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة.

ويقود كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة ائتلافًا من ستة أحزاب متنوعة من اليمين القومي إلى يسار الوسط الليبرالي.

ب

كما حصل على دعم حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للكورد ويعتبر القوة السياسية الثالثة في البلاد.

وخلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في 2018، فاز إردوغان من الدورة الأولى بعد حصوله على أكثر من 52,5 بالمئة من الأصوات. لذلك، سيشكل احتمال تنظيم دورة ثانية في 28 أيار/مايو في اقتراع انتكاسة له.

ووعد إردوغان باحترام حكم صناديق الاقتراع الذي يراقبه مئات الآلاف من مؤيدي الجانبين.

وتجري الانتخابات هذه المرة في بلد انهكته أزمة اقتصادية مع انخفاض قيمة عملته بمقدار النصف تقريبا خلال عامين وتجاوز نسبة التضخم 85 بالمئة في الخريف.

من جهة أخرى أدت صدمة زلزال السادس من شباط/فبراير الذي أدى إلى انهيار عشرات الآلاف من المباني وتسبب بمقتل خمسين ألف شخص على الأقل وبتشريد أكثر من ثلاثة ملايين آخرين، إلى تشكيك في قوة الرئيس الذي يمتلك كل الصلاحيات.

وتجري الانتخابات وسط متابعة دقيقة من الخارج لما قد يشكل "ربيعا تركيا"، إذ إن هذا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) يتمتع بموقع فريد بين أوروبا والشرق الأوسط ولاعب دبلوماسي رئيسي.

وسيصوت أردوغان وكيليجدار أوغلو ظهر الأحد، الأول في اسطنبول والثاني في أنقرة. وسينتظران إعلان النتيجة في العاصمة.

ومن المتوقع صدور التقديرات الرسمية الأولى بعد أربع ساعات.