بلينكن يؤكد لدول الخليج أن واشنطن لا تزال "منخرطة بعمق" في الشراكات معهم

وأشار إلى أن دول "مجلس التعاون الخليجي هي جوهر رؤيتنا لشرق أوسط أكثر استقراراً وأماناً وازدهاراً".
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

أربيل (كوردستان 24)- أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمام وزراء خليجيين في الرياض الأربعاء، أن بلاده لا تزال ملتزمة تجاه شركائها في منطقة الخليج، في وقت تشهد التحالفات الإقليمية تغييرات سريعة تتمحور حول التقارب الأخير بين السعودية وإيران.

وجاء كلام بلينكن خلال اجتماع وزاري في الرياض مع كبار دبلوماسيي دول مجلس التعاون الخليجي، بعد لقائه نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقال بلينكن في مستهلّ الاجتماع حول الشراكة الاستراتيجية بين الخليج وواشنطن إن "الولايات المتحدة موجودة في هذه المنطقة لتقول إننا لا نزال منخرطين بعمق في الشراكة معكم جميعاً".

وأشار إلى أن دول "مجلس التعاون الخليجي هي جوهر رؤيتنا لشرق أوسط أكثر استقراراً وأماناً وازدهاراً".

وكان بلينكن قد وصل الثلاثاء إلى السعودية في زيارة تستمرّ ثلاثة أيام، على خلفية تقارب تاريخي بين السعودية ودولتين خصمتين للولايات المتحدة هما إيران وسوريا مما أطلق تغييراً في الوضع الجيوسياسي في المنطقة.

وهي الأولى التي يقوم بها للمملكة منذ أن قرّرت السعودية في آذار مارس الماضي استئناف العلاقات الدبلوماسية مع خصمها اللدود، الجمهورية الإسلامية التي تخضع لعقوبات غربية بسبب أنشطتها النووية وانخراطها في صراعات إقليمية.

قدّمت الولايات المتحدة دعماً متحفظاً للاتفاق الذي أبرم برعاية الصين، القوة الدبلوماسية الصاعدة في الشرق الأوسط.

ومنذ ذلك الحين، أعادت السعودية العلاقات مع سوريا حليفة طهران، وكثفت مساعيها للسلام في اليمن حيث قادت منذ سنوات تحالفاً عسكرياً ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

وقبيل وصول بلينكن الثلاثاء، أعادت إيران، الخصم اللدود للولايات المتحدة، فتح سفارتها في الرياض.

وفي سياق انفتاح الرياض على أخصام واشنطن، استقبل ولي العهد الاثنين الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

في السنوات الأخيرة، توتّرت العلاقات الأمريكية السعودية بسبب قتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، ورفض أكبر مصدّر نفط في العالم المساهمة في تخفيف ارتفاع أسعار الطاقة بعد الحرب في أوكرانيا.

"مصمّمون"

وفي ختام الاجتماع الذي انعقد في مقر مجلس التعاون الخليجي في الرياض، أعلنت الخارجية السعودية في بيان أن الوزراء المشاركين بحثوا "تكثيف العمل الخليجي الأمريكي والتنسيق المشترك في العديد من القضايا الإقليمية والدولية".

وكان على جدول أعمال الاجتماع، القضايا الإقليمية الرئيسية، بما في ذلك الصراعات في اليمن والسودان وسوريا والأراضي الفلسطينية، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري.

ولفت بلينكن في كلمته أمام الوزراء إلى "أننا نعمل معاً للتوصل إلى... حلّ للنزاع في اليمن" و"لمواصلة التصدّي لسلوك إيران المزعزع للاستقرار"، بما في ذلك احتجازها مؤخراً ناقلات نفط في مياه الخليج.

وفي الشأن السوري، قال "إننا مصمّمون على إيجاد حلّ سياسي في سوريا يحافظ على وحدتها وسيادتها ويلبي تطلعات شعبها".

أما في ما يخصّ العلاقات مع إسرائيل، فأكد "أننا نتعاون مع دول في المنطقة لتوسيع وتعميق تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وقبيل الاجتماع الوزاري، عقد بلينكن لقاءً مع نظيره السعودي. وقال المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان إن الوزيرَين "مصممّان على مواصلة العمل معاً لمكافحة الإرهاب ودعم الجهود لتحقيق سلام دائم في اليمن وتعزيز الاستقرار والأمن وخفض التصعيد والتكامل في المنطقة". وأضاف "تعهد الجانبان بمواصلة تعاونهما القوي لإنهاء القتال في السودان".

وسيترأّس بلينكن مع نظيره بن فرحان الخميس في الرياض أيضاً اجتماعاً للدول الأعضاء في التحالف الدولي ضدّ تنظيم داعش الذي أنشئ عام 2014 ويضم عشرات الدول.

"محادثات صريحة"

في اليوم الأول من زيارته للمملكة، قال مسؤول أمريكي طالباً عدم كشف هويته إن بلينكن وولي العهد السعودي أجريا "محادثات صريحة"، موضحاً أن وزير الخارجية أثار مع الأمير محمد بن سلمان قضية حقوق الإنسان "بشكل عام وفيما يتعلق بقضايا محددة".

وأضاف أن الاجتماع الذي بدأ قرابة منتصف الليل بالتوقيت المحلي في القصر الملكي واستمر ساعة وأربعين دقيقة سمح بالتوصل إلى عدد من نقاط "التلاقي ... مع اعترافنا بتلك التي نختلف حولها".

وتابع أنهما "ناقشا تطبيعاً محتملاً للعلاقات مع اسرائيل واتفقا على مواصلة الحوار في هذا الشأن".

تناولت المناقشات أيضاً النزاع في السودان حيث فشلت وساطة الولايات المتحدة والسعودية في فرض احترام هدنات بين القائدين العسكريين المتحاربين.

وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة لاستئناف المحادثات في جدة مع مبعوثين من الجانبين إذا كانوا "جديين" في رغبتهم في احترام وقف لإطلاق النار يساعد على إيصال المساعدات الإنسانية.

منذ 15 نيسان أبريل أدت الحرب في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة للفريق أول محمد حمدان دقلو إلى مقتل أكثر من 1800 شخص ونزوح أكثر من 1,5 مليون شخص.

وأكّد بلينكن ومحمد بن سلمان من جديد "التزامهما بالاستقرار والأمن والازدهار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها"، بما في ذلك من أجل إنهاء النزاع في اليمن، كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان.

وكتب بلينكن على تويتر أنه بحث مع ولي العهد "أولوياتنا المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب من خلال التحالف ضد داعش، وتحقيق السلام في اليمن، وتعميق التعاون الاقتصادي والعلمي".

 

المصدر: AFP