عراب الذكاء الاصطناعي يحض الحكومات على مواجهة مخاطره

أربيل (كوردستان24)- حض جيفري هينتون الذي يوصف بأنه عراب الذكاء الاصطناعي، يوم الأربعاء الحكومات على التدخل لضمان ألا تسيطر الآلات على المجتمع.

وكان هينتون قد تصدر العناوين في أيار/مايو عندما أعلن استقالته من غوغل بعد عقد على انضمامه إليها، للتحدث بحرية أكبر عن مخاطر الذكاء الاصطناعي بعد فترة وجيزة من إطلاق برنامج الدردشة "تشات جي بي تي" الذي أسر مخيلة العالم.

وتحدث عالِم الذكاء الاصطناعي الذي يدرّس في جامعة تورنتو أمام جمهور حاشد خلال مؤتمر كوليجين للتكنولوجيا في المدينة الكندية.

واجتذب المؤتمر أكثر من 30 ألف من مؤسسي الشركات الناشئة والمستثمرين والعاملين في قطاع التكنولوجيا، ومعظمهم جاء متطلعا لتعلم كيفية ركوب موجة الذكاء الاصطناعي وليس سماع دروس حول مخاطره.

وقال هينتون "قبل أن يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً منا، أرى أنه ينبغي تشجيع الأشخاص الذين يطورونه على بذل الكثير من الجهد لفهم كيف يمكن أن يحاول سلبنا السيطرة".

أضاف "الآن هناك 99 شخصا يتمتعون بذكاء كبير يحاولون جعل الذكاء الاصطناعي أفضل، وشخص واحد ذكي جدا يحاول معرفة كيفية منعه من تولي السيطرة، وربما عليكم أن تكونوا أكثر توازنا".

وحذر هينتون من أن مخاطر الذكاء الاصطناعي يجب أن تؤخذ على محمل الجد، رغم منتقديه الذين يعتبرون أنه يضخّم المخاطر.

وتابع "أعتقد أنه من المهم جدا أن يدرك الناس أن هذا ليس خيالا علميا أو مجرد إثارة للمخاوف"، مشددا "إنها مخاطرة حقيقية يجب أن نفكر فيها مليا، وعلينا التوصل إلى معرفة كيفية التعامل معها مسبقا".

كذلك، أعرب هينتون عن قلقه من أن يعمّق الذكاء الاصطناعي انعدام المساواة، حيث المكاسب الهائلة من انتاجيته ستذهب للأثرياء وليس العمال.

وقال إن "الثروة لن تذهب إلى الأشخاص الذين يعملون، بل ستجعل الأثرياء أكثر ثراءً، وليس الفقراء، وهذا سيء جدا للمجتمع".

وأشار أيضا إلى خطر "الأخبار المضللة" التي يمكن تلفيقها بواسطة برامج الروبوتات على غرار "تشات جي بي تي"، معربا عن أمله بأن يتم وضع علامات على المحتوى الذي تولده برامج الذكاء الاصطناعي كما تضع البنوك المركزية دمغة مائية على العملات النقدية.

وأكد "من الأهمية بمكان أن نحاول، على سبيل المثال، تمييز كل ما هو مزيف على أنه مزيف. لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا فعل ذلك تقنيا أم لا".

ويدرس الاتحاد الأوروبي مثل تلك التقنية في قانونه المتعلق بالذكاء الاصطناعي، والذي سيحدد قواعد الذكاء الاصطناعي في أوروبا، ويناقشه حاليا مشرعون.