حملةٌ ضد فاغنر.. ما الذي حدث في سوريا عشية انقلاب "طباخ بوتين"؟

شملت الحملة، إصدار أوامر لمقاتلي فاغنر بتوقيع عقود جديدة مع وزارة الدفاع الروسية أو مغادرة سوريا على الفور
عناصر من مجموعة فاغنر الروسية
عناصر من مجموعة فاغنر الروسية

أربيل (كوردستان 24)- اتخذت السلطات في سوريا والقادة العسكريون الروس المتمركزون هناك تدابير سريعة ضد أفراد مجموعة فاغنر المنتشرين في سوريا؛ لمنع اتساع نطاق التمرد.

جاء ذلك، عشية الانقلاب الذي نفّذه زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين الملقب بـ "طباخ بوتين"، وتقدّمه باتجاه موسكو بعد سيطرته على مدينة روستوف التي تعدُّ غرفة عمليات الجيش الروسي لتنفيذ هجماته ضد أوكرانيا.

وشملت الحملة- وفق وكالة رويترز- قطع خطوط الاتصال الهاتفي واستدعاء نحو عشرة من قادة فاغنر إلى قاعدة عسكرية روسية، وإصدار أوامر لمقاتلي المجموعة بتوقيع عقود جديدة مع وزارة الدفاع الروسية أو مغادرة سوريا على الفور.

ومن بين المصادر التي كشفت النقاب عن هذه الأحداث، وطلبت عدم نشر أسمائها؛ نظرا لحساسية المعلومات العسكرية، مسؤولون أمنيون سوريون ومصادر متمركزة بالقرب من القوات الروسية المنتشرة في سوريا ومسؤولون إقليميون.

وتكشف هذه الإجراءات كيف تحركت السلطات السورية بسرعة للسيطرة على المقاتلين بدافع من الخوف من أن يتشتت تركيز موسكو، شريكة دمشق العسكرية الرئيسية، وسط الأحداث التي كانت تجري في الداخل الروسي، بحسب مصدرين سوريين مطلعين على العمليات.

ونقلت وكالة رويترز، أن ضابط كبير في الحرس الجمهوري السوري ومصدر سوري مطلع على التطورات أوضح أن عدد مقاتلي فاغنر في سوريا محدود نسبياً إذ يتراوح بين 250 و450 فرداً.

ووفقاً لمصدر عسكري إقليمي مقرب من دمشق ومصدرين سوريين مطلعين على الأحداث،  أُرسِلت مجموعة من الضباط العسكريين الروس على وجه السرعة إلى سوريا للمساعدة في السيطرة على قوات فاغنر هناك.

وأفادت المصادر الثلاثة بأن المخابرات العسكرية السورية قطعت خطوط الهواتف الأرضية والإنترنت، مساء الجمعة 23 يونيو حزيران، من المناطق التي تنتشر فيها قوات فاغنر الروسية لمنع المقاتلين من التواصل، سواء مع بعضهم البعض أو مع فاغنر في روسيا أو حتى مع أقاربهم في بلدهم.

وبحلول صباح السبت 24 يونيو حزيران، كان مسؤولون في المخابرات السورية ووزارة الدفاع الروسية ينسقون عن كثب لعزل عناصر فاغنر والسيطرة عليهم، بحسب الضابط الكبير في الحرس الجمهوري ومصدر أمني سوري ومصدرين سوريين مطلعين على التطورات.

واستُدعي نحو عشرة عناصر قيادية في فاغنر، كانوا منتشرين في محافظة حمص ومناطق أخرى، إلى قاعدة حميميم الروسية بمحافظة اللاذقية غربي البلاد، بحسب الضابط بالحرس الجمهوري ومصدر سوري مطلع على التطورات.