سوء خدمات ودمار ومصائر مجهولة رغم مرور 9 سنوات على فاجعة سنجار

أربيل (كوردستان 24)- رغم مرور تسع سنوات على اجتياح تنظيم داعش، لا تزال منطقة سنجار، تئن تحت وطأة سوء الخدمات، وعدم البدء بإعادة الإعمار، فيما لا تزال مصائر عدد كبير من المخطوفين الإيزيديين على يد التنظيم المتشدد، مجهولة.

وفي آب أغسطس 2014، اجتاح تنظيم داعش جبل سنجار حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين العامين 2014 و2017.

ونفذ عناصر تنظيم داعش أعمال عنف مروعة ضد هذه الأقلية فقتلوا مئات من رجالها وأطفالها، وخطفوا نساءها واتخذوهن سبايا واستعبدوهن جنسيا، وقتل عناصر "داعش" آلاف الإيزيديين واستعبد سبعة آلاف امرأة وفتاة منهم وشرد معظم أبناء الأقلية الذين يبلغ عددهم 550 ألفا من موطنهم الأصلي في سنجار، فيما اضطر عشرات الآلاف من ابناء المنطقة الى النزوح عن ديارهم الى مخيمات في اقليم كوردستان.

ي

ورغم أن قوات البيشمركة تمكنت من طرد تنظيم داعش من سنجار في 2015، إلا أن آلاف النازحين الايزيديين لا زالوا يخشون العودة الى مناطقهم بسبب المخاوف الأمنية وانتشار ميليشيات في سنجار، إضافة الى الخراب وسوء الخدمات التي تعاني منها المنطقة.

ولاتزال قوات موالية لحزب العمال الكوردستاني وفصائل في الحشد الشعبي تنتشر في سنجار على الرغم من الاتفاقية التي وقعتها حكومة اقليم كوردستان مع الحكومة الاتحادية.

وتوصلت الحكومة العراقية مع إقليم كوردستان في تشرين الأول أكتوبر 2020 إلى اتفاق يهدف لإعادة الاستقرار والنازحين إلى سنجار عبر إنهاء وجود حزب العمل الكوردستاني والحشد الشعبي والجماعات المرتبطة بهما في المدينة ونشر قوات اتحادية نظامية.

ي

وسبق أن قال مسؤولون في إقليم كوردستان إن تطبيق الاتفاقية لم يتم كما هو بل كان صورياً وهو ما يهدد بانهيار الاتفاق الذي وصف ذات مرة بالتاريخي.

وعلى الرغم من مرور 9 سنوات، فإن الوضع في سنجار لم يتطور من كافة النواحي منذ تحريرها عام 2015، وفق ما يؤكد مراقبون، في وقت لا تزال عمليات البحث عن مفقودين وعن مقابر يعتقد بأنّها تضم رفاتهم تتواصل، بينما ما تزال المباني والمنازل مدمّرة وخالية من السكان الذين يقطنون منذ أعوام في مخيمات النازحين.

ولم تبدأ عمليات إعادة الإعمار في سنجار رغم مرور كل هذه السنوات بسبب الصراعات السياسية والاقليمية والتوترات الامنية، في وقت لا يزال آلاف الإيزيديين في عداد المخطوفين والمفقودين، ومصائرهم مجهولة.

وبين 550 ألف إيزيدي كانوا يسكنون سنجار ومناطق أخرى قبل هجوم تنظيم داعش، ترك نحو مئة ألف منهم البلاد، فيما لجأ آخرون إلى إقليم كوردستان.

وفي عام 2019، صوّت برلمان كوردستان على اعتبار ما تعرض له الإيزيديون إبادة جماعية، وقرر اعتبار الثالث من كل آب يوماً لإحياء المناسبة المأساوية.

ي

واعترفت المانيا في 17 يناير 2023  ومن بعدها بريطانيا، بتعرض الإيزيديين لـ"ممارسات إبادة جماعية" على يد تنظيم داعش في سوريا والعراق.

وجاء هذا الاعتراف الرسمي بعد حكم صادر عن محكمة العدل الفدرالية الألمانية في 17 يناير 2023 يدين مقاتلا سابقا في "داعش" بتهم ارتكاب ممارسات تشكّل "إبادة جماعية" في العراق.

وأقر مجلس النواب العراقي في وقت سابق قانون الناجيات الخاص بالإيزيديات المخطوفات والذي من أهم بنوده منحهن امتيازات مالية ومعنوية لتسهيل إعادة اندماجهن في المجتمع، إلا أن رجال دين أيزيديين أكدوا أن القانون لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن.

ي

ويطالب الإيزيديون بالتنسيق بين حكومة اقليم كوردستان وبغداد لتهيئة بيئة ملائمة لعودة النازحين وإعمار المدينة والنهوض بالخدمات وتوفير فرص العمل لسكان المنطقة وإنهاء التوترات الأمنية والقضاء على خلايا تنظيم داعش التي لا تزال تتحرك في المنطقة.

ورغم مرور كل هذه السنوات على الكارثة التي حلت بسنجار، فلا حلول قريبة تلوح في الأفق للإيزيديين، خصوصا مع انشغال الحكومة العراقية بالصراعات السياسية الداخلية والقضايا الأمنية.