نازحون يتكيفون مع كركوك ومخاوف كوردية من "عواقب وخيمة"

قال نازحون عراقيون فروا من مناطقهم التي استولى عليها داعش قبل عامين إنهم تكيفوا مع الاوضاع شبه المستقرة في كركوك غير ان ذلك اثار قلقا كورديا من ان بقاءهم باعداد تقدر بمئات الآلاف ربما قد يسهم في "تغيير ديمغرافي" في المدينة المتنازع عليها.

K24 - اربيل

قال نازحون عراقيون فروا من مناطقهم التي استولى عليها داعش قبل عامين إنهم تكيفوا مع الاوضاع شبه المستقرة في كركوك غير ان ذلك اثار قلقا كورديا من ان بقاءهم باعداد تقدر بمئات الآلاف ربما قد يسهم في "تغيير ديمغرافي" في المدينة المتنازع عليها.

ويقدر عدد النازحين في كركوك بنحو نصف مليون شخص بعضهم سكن داخل المدينة فيما اسُكن الآخر في مخيمات للنازحين في اطراف المدينة التي يقطنها في الاساس خليط من الكورد والتركمان والعرب والمسيحيين وفئات دينية اخرى.

وقال نازح فر من اطراف الانبار لكوردستان24 دون ان يذكر اسمه "جئت لكركوك ورتبت وضعي وبنيت علاقات اجتماعية.. واتمنى ان يسمح لي بنقل نفوسي الى كركوك".

ويقول مسؤولو كركوك إن ملف النازحين يشكل عبئا على المحافظة التي تواجه تحديات اقتصادية وسياسية وتشكو كثيرا من الاهمال الحكومي من جانب بغداد فضلا عن شح الاموال وضعف الايرادات المالية.

وتريد كركوك من النازحين العودة الى مناطقهم التي حُررت مؤخرا من قبضة تنظيم داعش لاسيما من محافظتي صلاح الدين والانبار.

ويقول نازح آخر يدعى ابو محمد "لن نعود (الى مناطقنا) لأن ظروف العمل افضل في كركوك.. هنا الوضع ممتاز.. لا نتعرض لاي نوع من المضايقات".

ويخشى الكورد من ان يؤدي بقاء النازحين ومعظمهم من العرب في تغيير التركيبة السكانية لصالح  العرب في نهاية المطاف كواقع حال.

ويقول شوان معروف وهو كوردي من كركوك لكوردستان24 "على العرب أن يعودوا الى ديارهم لان اماكنهم تحررت.. تزايد اعدادهم يمكن أن يتسبب في عملية تعريب جديدة للمدينة".

وقال آخر "نضم صوتنا لصوت اقليم كوردستان للمطالبة بعودة العرب الى مناطقهم".

وكركوك الغنية بالنفط تعد بؤرة جوهورية للخلافات بين بغداد وكوردستان بوصفها واحدة من اهم المناطق المتنازع عليها بين الجانبين.

ويقول رئيس مجلس محافظة كركوك وكالة ريبوار طالباني لكوردستان24 إن التغيير الديمغرافي الذي قام به النظام السابق نفذ عبر مئة الف نسمة من العرب حينما تم استقدامهم للمدينة اما اليوم فيزيد عدد النازحين على 500 الف.

وتابع "اذا لم توضع خطط لتصحيح هذا الوضع فستكون العواقب وخيمة".

وطبقا للدستور العراقي كان يفترض البت في مستقبل كركوك على ثلاث مراحل تبدأ بالتطبيع ثم الاحصاء على ان يتبع ذلك استفتاء محلي بشأن عائديتها الا ان ذلك لم ينفذ.

وتعتزم هيئة المناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم عقد مؤتمر بشأن مستقبل كركوك وقالت إن واقعها الاداري بقضبة الكورد وان الجميع يرغب بضمها لكوردستان.

وفي اعقاب سقوط الموصل وانسحاب الجيش من كركوك ابقت قوات البيشمركة المدينة بعيدا عن خطر تنظيم داعش الذي احتل اجزاء قريبة من المحافظة لاسيما الحويجة والمناطق المحيطة بها وهي اراضي تقطنها اغلبية عربية.

وكان رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني قد اعلن قبل نحو عامين عن انتفاء الحاجة الى المادة 140 الدستورية المتعلقة بحسم عائدية الاراضي المتنازع عليها وذلك بعد انسحاب الجيش وانتشار البيشمركة وقال إن الكورد لن يتحدثوا في هذا الموضوع مجددا.

ت: س أ -  م ي