مسرور بارزاني: الولاء للوطن لا يمكن أن ينشأ عن طريق الترهيب والكراهية والظلم والتجويع

أربيل (كوردستان24)- أكد رئيس حكومة كوردستان ان عقلية بعض الاشخاص والاطراف السياسية في العراق بأن الولاء للوطن يتأتي بالترهيب، مشدداً على أنه لا يمكن خلق الولاء للوطن بالترهيب وسياسة الكراهية والترهيب والتجويع والظلم، وذلك على هامش مشاركته في مراسم حفل الاعلان عن مشروع الازدهار اليوم الاثنين 25 أيلول 2023 في أربيل.

 

وفيما يلي نص كلمة رئيس حكومة كوردستان:

شكراً لكم جميعاً على حضوركم، ويسعدني أن أكون بينكم اليوم للاعلان عن هذا المشروع المهم، وفي ذات الوقت اليوم هو يوم تأريخي بالنسبة لنا، إنها ذكرى إنتصار إرادة الشعب الكوردي على الظلم الذي تعرض له، والذي للاسف آثار ذلك الظلم مستمر حتى يومنا هذا، ولا يزال هناك بعض العقليات من سياسيين وأحزاب يعتقدون أنه يجب معاقبة الشعب الكوردي لمجرد تعبيره عن رغبته في الحصول على حق ما، الحق الذي تعتبره جميع الامم طبيعياً لنفسها، لكنه فقط محرم على شعب كوردستان.

لقد حاولنا دائماً أن نعيش معاً بسلام، وكانت كل جهودنا تهدف الى أن يعيش شعبنا بفخر وحرية، وسنواصل هذا التقليد وهذا النهج في احترام كافة القوميات، ومعاً يمكننا بناء البلد.

أثناء زيارتي الى بغداد قبل أيام سألني أحد الاشخاص هل ولائكم للعراق؟، فقلت له أن الامر يعتمد على سلوككم، فالولاء للوطن لا يمكن أن ينشأ عن طريق الترهيب والكراهية والظلم والتجويع، فالولاء للوطن يجب ان يرتكز على مبدأ المساواة والعدالة والمحبة وتصبح أساساً للتعايش في الوطن، ونحن ننادي بمبدأ ان جميع شعوب العراق يجب ان تكون متساوية ويجب إقامة العدل، وسياسة التنمية والتطور في منطقة معينة ينبغي اعتبارها سياسة ناجحة.

والان تسود أجواء ايجابية، وبالتعاون مع كل أولئك الذين يؤمنون بالسلام والديمقراطية والحرية والتقدم، نريد أن نبني بلداً أكثر تطوراً وازدهاراً.

ويسعدني أن أعلن اليوم عن مشروع مهم لحكومة كوردستان ألا وهو مشروع الازدهار، وهو عبارة عن تقديم قرض تجاري للشركات الصغيرة والمتوسطة في كوردستان للراغبين في تطوير أعمالهم من خلال القروض المصرفية من بنوك القطاع الخاص، ويأتي هذا المشروع ضمن خطط وأجندة حكومة كوردستان لتطوير الاعمال بالتعاون مع القطاع الخاص، وفي السنوات الاخيرة تكامل القطاعان العام والخاص في كوردستان وتعاونا معاً لتطوير البنية التحتية الاقتصادية لكوردستان التي تعتبر شرط أساسي للقوة الاقتصادية، كما نها إحدى الركائز الاساسية لنجاح القطاع الخاص.

وجود نظام مصرفي قوي وفعال يوفر بيئة للنمو الاقتصادي والتجارة في كوردستان، وفقاً للبحث العلمي، وتمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 50% من الانشطة التجارية والقوى العاملة في القطاع الخاص، وفي الوقت نفسه فان إحدى المشاكل والعقبات الرئيسية التي تواجه الاعمال الاتجارية في كوردستان هو نقص الدعم المالي، حيث لم يتمكن رواد الاعمال الكورد من توسيع أعمالهم بسبب نقص الدعم المالي.

في الدول المتقدمة يعد وجود نظام مصرفي حديث مساعداً قوياً للشركات ويوفر لهم العديد من الخدمات المالية.

منذ بداية تشكيل حكومة كوردستان "التشكيلة الحكومة التاسعة" أولينا اهتماماً كبيراً بتعزيز النظام المصرفي والشركات الصغيرة والمتوسطة في كوردستان، وذلك لضمان بيئة عمل ملائمة وتطوير خططنا الاقتصادية.

ويقدم مشروع الازدهار الذي تقوده وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة كوردستان، قروضاً تصل الى 150 مليون دينار للشركات ورجال الاعمال الذي يرغبون في توسيع أعمالهم، ويمكن لرواد الاعمال الان الاطلاع على ارشادات طلبات القروض من خلال البوابة الالكترونية وتقديم الطلبات.

هذه المرة الاولى التي تقدم فيها حكومة كوردستان قروضاً لرواد الاعمال لتوسيع أعمالهم من خلال منظمات رواد الاعمال والبنوك الخاصة، كما انها المرة الاولى التي ستكون فيها قوة الشركات هي المعيار للحصول على القروض دون الحاجة الى أي رهن، وهي محاولة جادة لتطوير القطاع الخاص.