بلينكن في رام الله مع استمرار القتال في غزة ودعوات لوقف إطلاق نار لا تلقى استجابة

بلينكن في رام الله
بلينكن في رام الله

أربيل (كوردستان 24)- عارض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد "التهجير القسري" للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خلال لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، فيما تواصل إسرائيل  منذ نحو شهر عملية عسكرية مدمرة في القطاع ردا على هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس.

وهذه أول زيارة لبلينكن إلى الضفة الغربية منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/اكتوبر الماضي.

وبحث الجانبان أيضا بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر "ضرورة وقف أعمال العنف التي ينفذها متطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية"، في إشارة إلى عنف المستوطنين

من جانبه، ندد عباس أمام بلينكن بـ"الإبادة الجماعية" في غزة قائلا "لا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، دون اعتبار لقواعد القانون الدولي"، وفق ما أوردت وكالة وفا للانباء.

طردت حماس السلطة الفلسطينية من قطاع غزة وسيطرت عليها في عام 2007.

وربط عباس عودة السلطة لإدارة القطاع ب "حل سياسي شامل" قائلا إن "قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملةً في إطار حل سياسيٍ شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة".

ميدانيا، يواصل الجيش الإسرائيلي التقدم في قطاع غزة حيث أفادت حكومة حركة حماس عن سقوط عشرات القتلى في ضربة إسرائيلية جديدة على مخيم للاجئين رغم الدعوات إلى هدنة  ويأس المدنيين الفلسطينيين مع مرور ثلاثين يوما على اندلاع الحرب.

وتتواصل المعارك البرية شمال القطاع، على الرغم من الدعوات لوقف إطلاق النار.

ونشر الجيش الإسرائيلي مشاهد ظهرت فيها قواته تخوض معارك من منزل إلى آخر، بينما تتحرك دبابات وجرافات عسكرية بهدف تشديد الطوق على مدينة غزة.

وتم إلقاء منشورات عسكرية تحث سكان مدينة غزة للانتقال جنوبا بين الساعة العاشرة صباحا والثانية بعد الظهر، بعد يوم من تقدير مسؤول اميركي وجود 350 ألف مدني على الأقل في المدينة وحولها.

وردد بلينكن سابقا دعوة واشنطن إلى "هدنات إنسانية" لإيصال المساعدات إلى سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة والخاضعين لحصار مطبق يحرمهم من المياه والمواد الغذائية والكهرباء

في الدوحة، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الاحد الى "هدنة انسانية فورية". وقالت بعد اجتماع مع نظيرها القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل الثاني "إن هدنة إنسانية فورية ومستدامة ودائمة ضرورية للغاية ويجب أن تكون قادرة على أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار.

وتوجه بلينكن بعد الضفة الغربية إلى قبرص التي تعد أقرب دولة عضو في الاتحاد الاوروبي لقطاع غزة. وكانت قبرص أعلنت الاسبوع الماضي أنها تعمل على إقامة ممر مائي لإيصال المساعدات إلى غزة.

ومن المتوقع أن يتوجه بلينكن لاحقا إلى تركيا.

وقتل في إسرائيل ما لا يقل عن 1400 شخص حسب السلطات منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، غالبيتهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من هجوم حماس التي احتجزت كذلك 241 رهينة، حسب الجيش.

وفي الجانب الفلسطيني، قتل حتى الآن جراء القصف الإسرائيلي على غزة 9770 شخصا، بينهم 4800 طفل، بحسب حصيلة جديدة أعلنتها الأحد وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وأعلن الجش الإسرائيلي "ضرب أكثر من 2500 هدف إرهابي" من قبل "القوات البرية والجوية والبحرية" منذ بدء العملية البرية شمال القطاع.

وذكر الجيش أن جنوده شاركوا في "قتال من مسافة قريبة" بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف أهدافا من بينها "مجمع عسكري لحماس" خلال الليل.

- "ازرعوا لي ساقيّ" -

كما أعلنت حماس أن صاروخا أصاب السبت مدرسة تابعة للأمم المتحدة لجأ إليها نازحون في مخيم جباليا، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا.

وقالت ساجدة معروف التي لجأت إلى مدرسة متوسلة "القنابل كانت تتساقط علينا، الناس تقطعوا أشلاء كلهم قتلوا أو جرحوا، نريد هدنة أرجوكم، إننا منهكون".

في مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة، تصرخ الطفلة الفلسطينية ليان الباز (13 عاما) مذعورة "ازرعوا لي ساقيّ"كلما يوقظها الألم الحاد بعدما بُترت ساقاها. وتقول والدتها لمياء الباز إن ابنتها أصيبت الأسبوع الماضي في قصف على حي القرارة أودى بحياة ابنتين أخريين من أولادها وحفيدين أحدهما رضيع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الجنود كثفوا العمليات البرية في شمال القطاع بدعم مدفعي سعيا لتدمير "معقل" حماس في مدينة غزة، مؤكدا أنهم تعرضوا لعدد من الهجمات وقتلوا "عشرات الإرهابيين"، كما نفذوا "غارة جوية" في جنوب القطاع أدت إلى مقتل "العشرات" من عناصر من حماس "أثناء خروجهم من نفق".

في المقابل، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام بلسان المتحدث باسمها أبو عبيدة "تدمير 24 آلية" إسرائيلية السبت في غزة، مؤكدة خوض معارك "في شمال مدينة غزة وجنوبها وفي بيت حانون".

وقتل 29 عسكريا إسرائيليا على الأقل منذ بداية العملية البرية في غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر، حسب الجيش.

للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، توجه رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي القوات إلى قطاع غزة حيث تفقد القوات التي تخوض معارك ضارية ضد مقاتلي حماس.

- "لم أعد أنام" -

قال يوني آشر (37 عاما) الذي احتجز مقاتلو حماس زوجته وابنتيه خلال الهجوم "أنام وآكل بالحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة"

وفي ظل تزايد المخاوف من اتساع النزاع، قالت اللفتنانت كولونيل في صفوف الاحتياط ساريت زيهافي، وهي أم لثلاثة أطفال لوكالة فرانس برس""لم أعد أنام" معربة عن خشيتها من أن يدخل عناصر حزب الله اللبناني المدعوم من إيران "البلدات والكيبوتسات في شمال إسرائيل للقتل وارتكاب مجزرة في حق السكان".

والتوتر مرتفع جدا في شمال إسرائيل حيث تشهد الحدود مع جنوب لبنان، معقل حزب الله،  تبادل إطلاق نار يوميا أسفر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر مقتل 74 شخصاً في لبنان، بينهم 56 مقاتلاً من حزب الله، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس. وأحصى الجيش الإسرائيلي مقتل ستة عسكريين على الأقل ومدني.

- دمار هائل -

خلال أربعة أسابيع، أدت الحرب إلى دمار هائل في قطاع غزة ونزوح 1,5 مليون شخص من منازلهم.

وبحسب مسؤول أميركي، لا يزال هناك 350 إلى 400 ألف شخص في شمال القطاع حيث يتركز القتال ويشتد القصف.

وأفادت الأمم المتحدة السبت عن دخول 450 شاحنة مساعدات إنسانية فقط منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر من معبر رفح (جنوب) على الحدود مع مصر.

وتمكن مئات الجرحى والأجانب وحاملي جنسيات أجنبية من الخروج من غزة خلال الفترة ذاتها من معبر رفح، مصر.

وبعد إجلاء مئات الجرحى والأجانب ومزدوجي الجنسية من غزة إلى مصر خلال الفترة ذاتها من معبر رفح، علقت حكومة حماس عمليات الإجلاء بسبب رفض إسرائيل السماح بنقل جرحى فلسطينيين إلى المستشفيات المصرية.

وقال مصدر مسؤول في هيئة المعابر لوكالة فرانس برس السبت "لن يتم سفر أي من حملة الجوازات الأجنبية من قطاع غزة إلا بعد تنسيق وخروج الجرحى من مستشفيات غزة والشمال باتجاه معبر رفح" بين القطاع المحاصر والأراضي المصرية.

وفي الضفة الغربية المحتلة، قتل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر أكثر من 150 فلسطينيا كما وينفذ الجيش الإسرائيلي منذ شهر حملات اعتقال واسعة في الضفة الغربية طالت أكثر من 2000 فلسطيني وفق ما أعلن نادي الأسير.

وإزاء رفض إسرائيل وقف إطلاق نار، أعلنت تركيا السبت استدعاء سفيرها في إسرائيل للتشاور.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت قطع اتصالاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو معتبرا أنه "لم يعد شخصًا يمكننا التحدث معه".

وفي الفاتيكان، جدد البابا فرنسيس الأحد دعوته لوقف الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين وإطلاق سراح الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة حيث الوضع "خطير للغاية".

وقال بعد صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس في روما "أتوسل إليكم باسم الله أن تتوقفوا، أوقفوا إطلاق النار. آمل أن تتم دراسة كافة الاحتمالات من أجل تفادي اتساع رقعة النزاع بشكل كامل واسعاف المصابين وإدخال المساعدات إلى غزة حيث الوضع الإنساني خطير للغاية والافراج عن الرهائن بشكل فوري".