قتال عنيف في غزة.. وواشنطن تقول ينبغي ان يحكم الفلسطينيون القطاع بعد الحرب

وقال مسؤولون فلسطينيون إن 10569 شخصا قتلوا جراء القصف الإسرائيلي حتى يوم الأربعاء، 40 بالمئة منهم أطفال. وتقول إسرائيل إن 33 من جنودها قتلوا

أربيل (كوردستان24)- اندلعت معارك عنيفة في قطاع غزة بين مسلحي حماس والجيش الاسرائيلي، حيث استخدم مقاتلوا حماس أنفاقاً لنصب كمائن للقوات الاسرائيلية، بدورها قالت واشنطن ينبغي أن يحكم الفلسطينيون قطاع غزة بعد الحرب، وبدأت تناقش مع القادة الاسرائيليين والعرب مستقبل القطاع بدون حكم حماس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تقدمت إلى وسط مدينة غزة، المعقل الرئيسي لحماس وأكبر مدينة في القطاع الساحلي، في حين قالت الحركة إن مقاتليها كبدوا القوات الإسرائيلية خسائر فادحة.

ونشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، يوم الأربعاء مقطع فيديو يظهر على ما يبدو معارك ضارية في الشوارع وسط المباني التي تم قصفها في مدينة غزة.

وأفادت مصادر من حماس وحركة الجهاد الإسلامي بأن الدبابات الإسرائيلية واجهت مقاومة شرسة من مقاتلي حماس الذين يستخدمون الأنفاق لنصب الكمائن.

وتدك إسرائيل غزة ردا على هجوم شنه مقاتلو حماس عبر الحدود على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وقتلوا خلاله 1400 شخص معظمهم مدنيون واحتجزوا نحو 240 رهينة وفقا للإحصاء الإسرائيلي.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن 10569 شخصا قتلوا جراء القصف الإسرائيلي حتى يوم الأربعاء، 40 بالمئة منهم أطفال. وتقول إسرائيل إن 33 من جنودها قتلوا.

 

الفلسطينيون يحكمون غزة

مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الثاني، بدأت واشنطن تناقش مع القادة الإسرائيليين والعرب مستقبل قطاع غزة بدون حكم حماس.

وبينما لم تظهر خطة بعد، حدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن توقعات واشنطن بشأن المنطقة الساحلية المحاصرة.

وقال بلينكن أمس في مؤتمر صحفي في طوكيو "لا إعادة احتلال لغزة بعد انتهاء الصراع. لا محاولة للتضييق على غزة أو حصارها. لا تقليص لأراضي غزة".

وأضاف بلينكن أنه قد تكون هناك حاجة إلى "فترة انتقالية ما" في نهاية الصراع، لكن الحكم بعد انتهاء الأزمة في غزة يجب أن يشمل "حكما بقيادة فلسطينية واتحادا لغزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين لقناة إيه.بي.سي نيوز إن إسرائيل ستتولى مسؤولية الأمن في غزة بعد الحرب "إلى أجل غير مسمى".

وحاول مسؤولون إسرائيليون منذ ذلك الحين توضيح أنهم لا يعتزمون احتلال غزة بعد الحرب، لكنهم لم يوضحوا بعد كيف يمكنهم ضمان الأمن دون الحفاظ على وجود عسكري هناك. وسحبت إسرائيل قواتها من غزة عام 2005.

وقال خليل الحية، وهو أحد قادة حماس، لصحيفة نيويورك تايمز إن هجوم الحركة على إسرائيل كان يهدف للقضاء على الوضع الراهن وفتح فصل جديد في حربها مع إسرائيل.

ونقلت عنه الصحيفة قوله أمس الأربعاء "لقد نجحنا في إعادة القضية الفلسطينية إلى الطاولة، والآن لا أحد في المنطقة يشعر بالهدوء".

وقال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لتلفزيون الأقصى التابع لحماس أمس الأربعاء إن مقاتلي الحركة عازمون على إلحاق خسائر بالقوات الإسرائيلية في المعارك البرية في غزة.

وأضاف أنه "كلما زاد انتشار وتمدد الاحتلال على الأرض كلما زادت خسائره".

وأظهرت لقطات من مقطع نشرته حماس أمس مقاتلين في غزة يركضون وسط أكوام من الحطام ويتوقفون لإطلاق صواريخ من مدافع محمولة على الكتف نحو الدبابات الإسرائيلية.

وأظهرت لقطات أخرى إطلاقهم النار من بنادق من خلف المباني. ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة اللقطات.

 

سقطنا في الهاوية

ووصف المفوض الأممي ما شاهده في معبر رفح قائلا "رأيت البوابات المؤدية إلى ذلك الكابوس المستمر. كابوس يختنق خلاله الناس تحت القصف المتواصل، يبكون على فقدان أسَرِهم، ويكافحون بحثاً عن الماء والغذاء والكهرباء والوقود".

واعتبر فولكر تورك أن "العقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل على المدنيين الفلسطينيين يرقى هو أيضاً إلى جريمة حرب مثله مثل الإخلاء القسري غير القانوني للمدنيين"، مضيفا "لقد سقطنا في الهاوية. ولا يمكن لهذا الوضع أن يستمر".

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء الأربعاء أن 50 ألف فلسطيني غادروا شمال غزة خلال 24 ساعة، فيما قدر مسؤول أميركي قبل أيام أن نحو 350 ألف شخص ما زالوا في الشمال.

وأدت عمليات القصف العنيف إلى نزوح 1,5 مليون شخص داخل القطاع، وفق الأمم المتحدة.

واتهمت حركة حماس الأربعاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بـ"التواطؤ" مع إسرائيل في "النزوح القسري" لسكان غزة.

وقال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في بيان "نؤكد أن تخاذل وكالة الأونروا ومسؤوليها عن دورهم الواجب هو تواطؤ واضح مع الاحتلال ومخططاته بالتهجير القسري".

واستهدف القصف الإسرائيلي عددا هائلا من المباني في قطاع غزة، ما أدى إلى تدمير أو إلحاق أضرار ب45% من جميع الوحدات السكنية وفق المقرر الخاص في الأمم المتحدة المعني بالسكن اللائق بالاكريشنان راجاغوبال.

واعتبر المقرر الأممي أن "تنفيذ الأعمال القتالية مع العلم بأنها ستؤدي بشكل منهجي إلى تدمير وإتلاف المساكن المدنية والبنية التحتية، مما يجعل مدينة بأكملها - مثل مدينة غزة - غير صالحة للسكن للمدنيين هو جريمة حرب".

كذلك، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن "القصف المكثّف يدمّر البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء غزة، ويزرع بذور الشقاء لأجيال مقبلة".

 

حصيلة القتلى المدنيين

وقال السناتور الأميركي الديموقراطي كريس مورفي أمس الأربعاء أنّ حصيلة القتلى المدنيّين في غزة "كبيرة جداً" وأنّه يتعيّن على الجيش الإسرائيلي أن يكون "أكثر دقّة" في استهدافه مقاتلي حماس في القطاع.

وقال مورفي الذي يشغل خصوصاً عضوية لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ "أعتقد أنّ عدد المدنيين الذين قُتلوا كبير جداً وأنّه من المهمّ والحيوي شنّ هجوم أكثر دقة" في استهداف المقاتلين والمواقع العسكرية من أجل تجنّب وقوع خسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

وأضاف "أخشى أنّه إذا كانت استراتيجية إسرائيل وهدفها النهائي هو هزيمة حماس، فإنّ هذه الوتيرة من الخسائر المدنية، التي لها بالتأكيد تكلفة أخلاقية، ستترتّب عليها أيضاً تكلفة استراتيجية".

وفي قطاع غزة، قُتل جراء القصف الإسرائيلي 10,569 شخصاً، معظمهم من المدنيين وبينهم 4,324 طفلاً، وفقاً لأحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وكان ميرفي بعث الأربعاء، مع حوالى عشرين من زملائه، رسالة إلى الرئيس جو بايدن يحضّونه فيها على مطالبة إسرائيل بـ"احترام قوانين الحرب" و"التعلّم من الأخطاء" التي ارتكبتها الولايات المتّحدة في حربها ضدّ الإرهاب.

وأضاف السناتور الديموقراطي "ما تعلّمناه هو أنّه عندما تكون متساهلاً جداً بشأن الضحايا في صفوف المدنيين... ينتهي بك الأمر إلى قتل الكثير من الإرهابيين، لكن ينتهي بك الأمر أيضاً إلى خلق الكثير من الإرهابيين".

ودعا ميرفي الجيش الإسرائيلي إلى الاعتماد على وحداته البرّية أكثر من سلاح الجو في قصف الأهداف في غزة، معتبراً أنّ هذا هو أحد الحلول للحدّ من الخسائر المدنية.