قمة الرياض: القادة العرب والمسلمون يطالبون بـ "قرار ملزم" من مجلس الأمن لوقف الحرب في غزة

قمة الرياض
قمة الرياض

أربيل (كوردستان 24)- رفض قادة الدول العربية والإسلامية السبت توصيف حرب إسرائيل "الانتقامية" في غزة بأنها تأتي "دفاعاً عن النفس"، مطالبين مجلس الأمن الدوليّ بقرار" حاسم ملزم يفرض وقف الهجوم الإسرائيلي في غزة، خلال قمة مشتركة لزعماء الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض.

كما أكّدوا مطالبتهم بالتوصل إلى "حل شامل" يضمن وحدة غزة والضفة الغربية "أرضا لدولة فلسطينية"، على ما جاء في البيان الختامي المشترك.

وجاءت الاجتماعات الطارئة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من شهر بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق نفذته الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر داخل الدولة العبرية، أدى حسب إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص حسب حصيلة جديدة وخطف 239 رهينة.

وأدت حملة القصف العنيف والهجوم البري الإسرائيلي منذ ذلك التاريخ،  إلى مقتل أكثر من 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال، حسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الجمعة.

وجاء في البيان الختامي المشترك أنّ القمة "ترفض توصيف هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة".

وطالب القادة المشاركون "مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف الهجوم ويكبح جماح إسرائيل التي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية".

وأكدوا "رفض أي طروحات تكرس فصل غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية والتأكيد على أن أي مقاربة مستقبلية لغزة يجب أن تكون في سياق العمل على حل شامل يضمن وحدة غزة والضفة الغربية أرضا للدولة الفلسطينية".

وجاء في الإعلان النهائي أيضا "مطالبة جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر" إلى السلطات الإسرائيلية.

كما دعوا إلى "كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري".

وخلال مؤتمر صحافي مقتضب، اشاد الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط بـ"قوة" الموقف المدعوم من 57 دولة عربية وإسلامية.

وقال "هذا قرار جيد جدا .. ربع عضوية الامم المتحدة تقول لسياسات إسرائيل وأمريكا لا".

وقالت المحللة المصرية في مركز الاهرام للدراسات السياسية بالقاهرة رابحة سيف علام "هناك حالة من الاصطفاف المبدئي لكن هناك معسكرات مختلفة داخل العالم العربي وهي اختلافات لا يمكن محوها بين يوم وليلة".

وقالت إنّ القمة خرجت بـ"بيان جيد جدا وواقعي بالنظر لمعادلات القوة الراهنة"، من حيث التأكيد على الحل من خلال "إحياء السلام الشامل واعلان الدولة الفلسطينية وملاحقة قادة إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية".

لكن القمة عجزت عن اتخاذ قرارات مباشرة ضد إسرائيل مثل طرد السفراء او قطع النفط لتعكس الغضب الشعبي الكبير في العالمين العربي والإسلامي تجاه استمرار الحرب الدامية.

وقالت سيف علام "لا احد كان يتوقع فعلياً المساومة بورقة الغاز والنفط المصدر للغرب، هذه الورقة تم استخدامها مرة في 1973 كمفاجأة ومن ثم تم التأكد من إبطال استخدامها مرة اخرى".

"حرب إبادة"

وفي كلمته الافتتاحية، أكّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن بلاده "تؤكد تحميل" سلطات إسرائيل "مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني".

وتابع "نحن على يقين بأن السبيل الوحيد لتأمين الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الحصار والاستيطان".

أما الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي يقوم بأول زيارة إلى السعودية منذ توصل البلدين إلى اتفاق تقارب في آذار/مارس، فقد دعا الدول الإسلامية إلى تصنيف الجيش الإسرائيلي "منظمة إرهابية".

بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ما يتعرض له الفلسطينيون هو "حرب إبادة".

وأضاف أن "شعبنا يتعرض إلى حرب إبادة على يد آلة الحرب الإسرائيلية التي انتهكت الحرمات وتخطت الخطوط الحمراء في غزة".

واستنكر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معاناة سكان غزة من "ممارسات لاإنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى".

وحذّر من توسع نطاق الحرب "مهما كانت محاولات ضبط النفس فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها.. بين ليلة وضحاها".

وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "لا يجوز الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار بل علينا اتخاذ خطوات رادعة لوقف جريمة الحرب المتواصلة بحيث تظهر أيضا ثقل ووزن الدول الإسلامية". 

وطالبت حماس، في بيان صادر في غزة، الدول المشاركة في القمة بـ"طرد كل سفراء إسرائيل" وتشكيل "هيئة قانونية عربية إسلامية" من أجل ملاحقة "مجرمي الحرب الإسرائيليين". كما طالبت بإنشاء "صندوق من أجل إعادة إعمار قطاع غزة" بأسرع وقت ممكن.

قمة بدلاً من قمتين

وترفض إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة حتى الآن المطالبات بوقف إطلاق النار، وهو موقف كان موضع انتقادات شديدة خلال قمة السبت.

وأطلقت منظمات إغاثة دولية مناشدات عاجلة للتوصل لوقف إطلاق نار في غزة مع نفاد إمدادات الماء والغذاء والدواء وتعرض أقسام في المستشفيات التي ما زالت تعمل للقصف، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني وأطباء.

وكان من المفترض أن تعقد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قمتين منفصلتين، غير أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت باكرا السبت عقد "قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية" بشكل استثنائي السبت.

وأبلغ دبلوماسيان عربيان وكالة فرانس برس أن قرار الدمج جاء بعد عجز مندوبي دول الجامعة العربية عن التوصل لاتفاق حول بيان ختامي.

واقترحت بعض الدول، من بينها الجزائر ولبنان، مشروع قرار يتضمن تهديدا بقطع امدادات النفط عن اسرائيل وحلفائها الغربيين وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية التي تقيمها بعض الدول العربية مع اسرائيل، بحسب الدبلوماسيين.

لكن ثلاث دول عربية، من بينها الامارات والبحرين اللتان طبعتا علاقاتهما مع اسرائيل في 2020، رفضت المقترح.

 

المصدر: AFP