تصعيد البحر الأحمر.. ما تداعياته على الملاحة الدولية والمستقبل العسكري للمنطقة؟

أربيل (كوردستان24)- خلال الأيام القليلة الماضية شهد البحر الأحمر ومضيق باب المندب تصعيدا عسكريا من قبل الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية بحسب تصريحاتهم، وهو ما أثار تساؤلات ومخاوف عن مستقبل الملاحة الدولية والوضع العسكري في المنطقة.

تصعيد عسكري يشهده البحر الأحمر منذ منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، وتتبناه جماعة الحوثيين المسلحة في اليمن، ضد ما قالوا إنها سفن إسرائيلية أو مرتبطة بإسرائيل، في ما اعتبروه ردا على جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية خلال الأيام الماضية. آخر العمليات التي تم تنفيذها هي إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، ضد ثلاث سفن تجارية، بحسب القيادة المركزية الأمريكية. اقتصاديون قالوا إن هذه الهجمات تمثل تهديدا على الملاحة الدولية.

وقال وفيق صالح وهو صحفي مهتم بالشؤون الاقتصادية لكوردستان24 "لا أعتقد أن العالم يمكن أن يسمح باستمرار هذه الهجمات لأنها تهدد إمدادات الطاقة. الدول الكبرى في الوقت الحالي تسخر أساطيلها البحرية من أجل مواجهة أي عراقيل قد تعترض إمدادات الطاقة وإمدادات الملاحة الدولية.

اختطاف سفينة جلاكسي ليدر حادثة سبقت الاستهداف السفن الأخيرة، حيث أقدمت قوات بحرية تابعة للحوثيين، على احتجاز السفينة وطاقمها من البحر الأحمر واقتيادها إلى السواحل اليمنية. وقبل ذلك كانت الجماعة قد أعلنت إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية. التطورات المتسارعة في مياه البحر الأحمر وباب المندب، أثارت مخاوف من المستقبل السياسي والعسكري لليمن والمنطقة.

وقال المحلل السياسي عبدالواسع الفاتكي لكوردستان24 "هناك تعزيزات عسكرية لكثير من الأطراف الدولية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وهذا يعني بأن المياه الإقليمية اليمنية وجنوب البحر الأحمر وخليج عدن إلى ساحة صراع عسكري إقليمي ودولي، ولاشك بأن هذه المنطقة هامة جدا بالنسبة لأطراف كثيرة".

وللبحر الأحمر اهتمام دولي كبير، نتيجة حيويته في الملاحة الدولية، إذ يعد من أكثر المسطحات المائية أهمية في الشرق الأوسط، كما يعتبر باب المندب ثالث أهم الممرات المائية في العالم، وتمر عبره نحو عشرة بالمائة من إجمالي التجارة العالمية.

تتوالى التحذيرات الدولية من أن يُفَجّر تصعيد البحر الأحمر أزمة إقليمية ودولية كبرى، وعن ردود الفعل المحلية في اليمن تجاه عمليات الحوثيين، فإنها تتأرجح بين التأييد والرفض، لكن الأخيرة تبدو أكثر وزنا، لاعتبارات متعلقة بطبيعة علاقة الحوثيين بإيران، التي ترعى حربا في البلاد للعام التاسع على التوالي، يقول مراقبون.

 

تقرير: أيمن قائد – مراسل كوردستان24 في اليمن