مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة بحاجة إلى 400 مليون حتى نهاية 2023 لمواجهة أزمة اللجوء العالمية

خيمات اللجوء التي تقدمها الأمم المتحدة للاجئين
خيمات اللجوء التي تقدمها الأمم المتحدة للاجئين

أربيل (كوردستان 24)- أكّدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين الأربعاء أنها بحاجة إلى 400 مليون دولار حتى نهاية العام 2023، مشددة على أن الأزمة في غزة يجب ألّا تحجب عشرات ملايين النازحين في مناطق أخرى من العالم.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في افتتاح المنتدى العالمي للاجئين الذي يستمر حتى 15 كانون الأول ديسمبر في جنيف "تواجه الكثير من المنظمات الإنسانية مشاكل تمويل خطرة".

وأضاف "المفوضية السامية وحدها بحاجة إلى 400 مليون دولار لإنهاء السنة مع حد أدنى من الموارد الضرورية وعجز لم نشهده منذ سنوات ونحن ننظر جميعاً بقلق كبير إلى العام 2024".

وتكثر الأزمات في العالم من الحرب في أوكرانيا إلى النزاع في السودان والأزمة الإنسانية في أفغانستان. وأكدت المفوضية أن ثمة أكثر من 114 مليون نازح في العالم حتى نهاية أيلول سبتمبر وهو عدد قياسي.

وتضاعف عدد اللاجئين في العالم خلال السنوات السبع الأخيرة ليصل إلى 36,4 مليوناً حتى منتصف العام 2023 وهو عدد قياسي أيضاً. ويشكل ذلك زيادة نسبتها 3% مقارنة بنهاية العام 2022.

وشدد غراندي على أن "كارثة إنسانية كبرى تحصل في قطاع غزة ولم ينجح مجلس الأمن الدولي حتى الآن في وضع حد للعنف"، متوقعاً "مزيداً من القتلى وتفاقم معاناة المدنيين فضلاً عن عمليات نزوح جديدة تهدد المنطقة".

وأضاف "فيما يبقى التركيز على غزة ويجب أن يبقى كذلك، لدي نداء أوجهه: لا تغفلوا أزمات إنسانية وأزمات لاجئين طارئة أخرى" ذاكراً السودان وأوكرانيا ومصير الروهينغا والوضع في سوريا وأفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وانعدام الأمن المتنامي في منطقة الساحل وتدفق المهاجرين في القارة الأمريكية والمتوسط".

ودعا غراندي إلى "التضامن" في مواجهة أزمات اللجوء.

لكن المسؤول ينتقد باستمرار الدول التي لا تفتح بنظره أبوابها بشكل كاف أمام اللاجئين.

في الأشهر الأخيرة، دانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشكل خاص خطة الحكومة البريطانية المثيرة للجدل لترحيل المهاجرين الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة، إلى رواندا.

في مقابلة مع وكالة فرانس برس الأربعاء، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون إفريقيا أندرو ميتشل إنه "فوجئ" بهذه الانتقادات، مشيراً إلى أن بلده سيواصل دعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي "نعتقد أنها تعمل لصالح القيم والمصالح التي يدعمها الشعب البريطاني".

"حلقة الصراعات التي لا معنى لها"

ويتوقع أن يكشف مندوبو الدول خلال المنتدى عن تعهدات جديدة لتقاسم "المهام والمسؤوليات" في مواجهة أزمة اللاجئين بما يشمل الدعم المالي والتقني.

وفي هذا الإطار، أعلنت فرنسا الأربعاء في جنيف أنها ستزيد مساهمتها لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في 2023، بالثلث لتصل إلى 120 مليون يورو.

وأوضحت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في جنيف أن فرنسا "ستسعى إلى الإبقاء على هذا المستوى في 2024". وكانت مساهمة فرنسا 91,6 مليوناً في 2022 بحسب أرقام الوزارة.

على غرار دول كثيرة أخرى مثل لبنان والأردن، دعت رئيسة الوزراء الأوغندية روبيناه نابانجا المجتمع الدولي إلى مساعدة الدول المضيفة.

لكنها دعت أيضاً إلى مزيد من "التكامل السياسي والاقتصادي" للقارة الإفريقية من أجل "وقف حلقة الصراعات التي لا معنى لها" والتي تغذي أزمة اللاجئين.

من جهتها، قالت المسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية أوزرا زيا إن الولايات المتحدة - وهي أكبر مساهم في المفوضية - ستواصل "تقديم تمويل إنساني قوي في ظلّ وجود مستويات غير مسبوقة من النزوح على المستوى العالمي". وأعلنت أن بلدها سيقدّم "26 تعهداً" لمساعدة اللاجئين.

وتتزايد أعداد النازحين واللاجئين من سنة إلى أخرى على وقع الأزمات الجديدة والمطولة ولكن أيضاً بسبب تغير المناخ.

وقالت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا إن مفوضية اللاجئين "يمكنها المساعدة في إنقاذ الأرواح وتخفيف بعض معاناتهم (...) لكنها لا تستطيع حل النزاعات".

 

المصدر: AFP