اليمن.. مدنيون يعانون ظروفا قاسية جراء سكنهم بالقرب من خطوط التماس

أربيل (كوردستان24)- خلال سنوات الحرب الدائرة في اليمن بين الحكومة والحوثيين، اضطرت كثير من الأسر اليمنية للعيش في خطوط المواجهات المسلحة، بعد أن عجزت عن الحصول على مأوىً آمن، بفعل الظروف الإنسانية المعقدة، مراسلنا في اليمن، زار خطوط النار في مدينة تعز، ونقل جانبا من معاناة الأسر التي تعيش هناك.

بعد طول عناء، ورحلة نزوح شاقة، لم تجد هذه الأسرة خيارا آخر سوى السكن هنا في منزل بالإيجار، بالقرب من خطوط المواجهات العسكرية بين قوات الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثيين، شرقي مدينة تعز.

هنا، تواجه الأسرة، والتي من ضمنها امرأة معاقة، وطفلان اثنان خطرَ الموت، جراء القذائف التي تصل إلى الحي بين الحين والآخر.

وقالت فاطمة محمد وهي نازحة في تعز لكوردستان24 "أحيانا، يستمر القصف بالقذائف لساعتين متواصلتين، وهذا القصف يستهدف المنازل ويؤدي إلى احتراقها بالكامل. يزداد القصف في منتصف الليل، وحينها يصرخ أطفالنا بشدة. حياتنا صعبة".

مئات الأسر اليمنية وربما الآلاف منها، دفعتها ظروف الحرب للاستقرار في هذه المناطق الخطرة، لتعيش ما بقي من عمرها تراقب الموت الذي قد يخطئهم مرة، ويصيبهم مرات أكثر. قلقٌ مستمر، وعذابٌ نفسي لا يهدأ، وعيشٌ معلقٌ بين الحياة والموت، بعد أن حرمتهم الحربُ من نيل مأوى آمن، وخدمات ميسرة، وسلامٍ بات سرابا.

وقال صادق الهاشمي وهو ناشط إنساني في تعز لكوردستان24 "نطالب السلطة المحلية بدعوة الصليب الأحمر الدولي، بالتوجه السريع لزيارة سكان مناطق التماس، لصعوبة ظروفهم. هؤلاء الناس هم الأشد فقرا، ويتعرضون للقنص، ويعانون من الخوف الشديد".

أزمة السكن، وزحام المدن، وشدة الفقر، مشكلات ساهمت بدفع هؤلاء إلى البقاء في خطوط النار. حربٌ متعددة الجوانب، والضحايا هم المدنيون، من كل الفئات.

العيش بالقرب من موت قد يكون محققا، مجازفة لابد منها عند من أُلقت أمامهم كل أبواب الحياة. الهلاص من كل هذه الظروف المأساوية للحرب، لن يتحقق إلا بانتهاء الصراع، يقول السكان.

 

تقرير: أيمن قائد – مراسل كوردستان24 في اليمن