الكنائس المسيحية في اليمن.. شواهد أثرية على حقب التنوع الديني في القدم

أربيل (كوردستان24)- منذ سنوات طويلة، تُغلق الكنائس المسيحية الموجودة في اليمن أبوابها بعد تلاشي أعداد معتنقي الديانة المسيحية، واعتناق الأغلبية الساحقة من اليمنيين للإسلام، إلا أن بقاء هذه الكنائس حتى اليوم يعد بمثابة شواهد أثرية على فترات التعايش الديني الذي شهده البلد في التاريخ القديم.

مثلت اليمن منذ القدم بموقعها الاستراتيجي، رمزا اقتصاديا في المنطقة العربية والعالم، ومحطة تجارية هامة، وهو ما جعل مدنها منفحتة على مختلف جنسيات البشر وديانتهم، إذ احتضنت على مدى قرون من الزمن، معابد لديانات متعددة، كالهندوسية، واليهودية، والمسيحية أيضا. ووسط هامش واسع من حرية المعتقد، كان الناس يعيشون، بعيدا عن أي حواجز تفرضها الديانة.

وقال مسؤول هيئة الاثار رمزي الدميني لكوردستان24 "دخلت الديانة المسيحية في اليمن بشكل كبير خلال القرن الخامس الميلادي، وهذا يدل على أن اليمن بيئة حاضنة للتعدد الديني والتعايش السلمي بين المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية".

حتى اليوم، ما تزال الكنائس المسيحية حاضرة في مدينة عدن جنوبي البلاد، رغم أنها موصدة الأبواب. مبانيها باقية كمعالم تاريخية، وشواهد حضارية، تعكس مدى الانفتاح الذي عاشته المدينة، آنذاك. ومع وصول الإسلام واعتناق اليمنيين له، تلاشت أعداد المسيحيين، حتى أصبحوا أقليات لا تكاد تذكر.

وقال استاذ التأريخ في جماعة تعز سعيد اسكندر لكوردستان24 "العدل والمساواة التي شعر بها كثير من أهل الذمة، جعلتهم يعتنقون الدين الإسلامي، والآخرين الذين تمسكوا بدياناتهم كاليهودية، كانوا ما يزالون يتواجدون في مناطق كثيرة في اليمن، إلى أن نزح معظمهم في القرن العشرين ضمن صفقة بساك الريح".

الحرب الأخيرة التي شهدتها اليمن منذ مطلع العام ألفين وخمسة عشر، خلفت آثارا كبيرة على كنائس المسيح، إذ تعرضت معظمها للقصف والإحراق، كما أن نشاط الجماعات المتطرفة نتيجة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، تسبب بفرار من بقي على ديانته المسيحية، وجعل من الصعب على معتنقي الديانات الأخرى غير الإسلام، ممن هم غير اليمنيين، أن يجاهروا بديانتهم، خوفا على حياتهم.

 

تقرير: أيمن قائد – مراسل كوردستان24 في اليمن