لاستقطاب الدعم الدولي.. كوردستان تلجأ للغة الدبلوماسية ضد هجمات إيران العدوانية

أربيل(كوردستان24)- بدلاً من استخدام القوة ولغة التهديد، استخدمت حكومة إقليم كوردستان قوة الدبلوماسية ولغة الحوار والسلام رداً على هجمات إيران على أربيل.

بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على أربيل، جمعت حكومة إقليم كوردستان الكثير من الدعم الدبلوماسي لكوردستان، وكان هناك الكثير من الضغط على إيران على المستويين المحلي والدولي.

خلال تواجد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، في دافوس، كان أحد الموضوعات الرئيسية للقاءاته مع رؤساء الوزراء وكبار المسؤولين في العالم، في منتدى دافوس الـ54، هو مناقشة الهجوم الصاروخي على الأطفال الأبرياء والمدنيين.

وأدان جميع الرؤساء وقادة العالم الذين التقى بهم رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشدة، الهجمات الإيرانية على أربيل وأكدوا دعمهم لإقليم كوردستان، وقد أسقطت جميع التهم الموجهة من قبل إيران.

والمجتمع الدولي الآن على المحك ويدعو إيران إلى توضيح الهجوم غير المبرر على الأطفال الأبرياء.

وقالت وزارة الخارجية العراقية إنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية ضد هجمات إيران على أربيل، واحتجاجاً على هجمات الحرس الثوري، قدمت شكوتين إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

وضمن أهم ردود الأفعال، قال البيت الأبيض إنه يدين بشدة هجمات الحرس الثوري الإيراني على أربيل وقتل المدنيين، وكرر دعمه لإقليم كوردستان.

من جانبها، أشارت الأمم المتحدة إلى أنها تدين بشدة الهجمات على أربيل، وأن الهجمات تنتهك سيادة العراق ويجب وقفها، "يجب حل المخاوف الأمنية من خلال الحوار، وليس بالهجوم".

الجامعة العربية أدانت بشدة الهجوم الصاروخي الإيراني على إقليم كوردستان، وقالت: "إنه اعتداء واضح على سيادة العراق وأمنه". 

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مفتوحة حول الوضع في الشرق الأوسط في الـ 23 من الشهر الجاري، حيث سيلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خطاباً، مع احتمال كبير أن تتم مناقشة هجمات إيران على أربيل.

وتزامن القصف الإيراني الأخير على عاصمة إقليم كوردستان، والذي استهدف منزلاً لأحد كبار المستثمرين في أربيل، مع انطلاق منتدى دافوس في سويسرا بمشاركة كوردستانية مختلفة هذا العام.

مراقبون ومحللون سياسيون، وكبار المفكرين المعنيين بهذه الشؤون، يرون أن إيران بقصفها الأخير في استهداف شخصٍ بعينه، وهو المستثمر بيشرو دزيي، في محاولة منها لإيقاف عجلة النجاح والإعمار والتقدم في كوردستان. حيث تزامن توقيت القصف مع انطلاق منتدى اقتصادي عالمي شاركت فيه كوردستان بوفد حكومي كبير برئاسة مسرور بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان وعدد من كبار المستثمرين. 

يعتقد المحللون والمراقبون انه علی قادة إقليم كوردستان مواصلة جهودهم لبناء منطقة تتمتع بالسلم والامان والاستقرار، وعدم التورط في هذا الصراع، والاستمرار في عمليات البناء والاعمار.

وعوضاً عن ثني إقليم كوردستان عن تقدمها، وجلب المستثمرين إليها وفق خطة التشكيلة الحكومية التاسعة في دافوس، جاء توقيت القصف ليقلب الطاولة على خطط إيران المعادية لشعب كوردستان، لتحقق تضامنا دولياً حول أربيل التعايش والسلام، لتنهال الإدانات الدولية بالقصف الذي أجمع عليه العالم بأنه غير مبرر  ولا معنى له سوى العدائية والعدوان وتصعيد التوترات في الشرق الأوسط عبر استهداف المستثمرين, سيما ان القصف يأتي في وقت تتعرض السفن التجارية عبر البحر الأحمر الى قصف بالصواريخ والطائرات المسيرة وتٌتهم أيران بدعم جماعات تنفذ هذه العمليات ومن بينها جماعة الحوثيين في اليمن

بالمختصر .. قصف إيران لن يوقف تقدم الإعمار في أربيل

وأكد المتحدث السابق باسم التحالف الدولي ضد داعش، مايلز كاغينز،  لـ كوردستان 24، أن إيران نفذت الهجوم بينما يشارك إقليم كوردستان في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لإخافة المستثمرين الأجانب.

وقال كاغينز: "إيران لا تريد أن يكون لإقليم كوردستان قوة اقتصادية، وأعتقد أن إيران شنت الهجوم على أربيل، لأن رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني ووفد حكومة إقليم كوردستان في سويسرا هذا الأسبوع، لجعل إقليم كوردستان مكانا جيدا للاستثمار الأجنبي، لذلك تريد إيران تدمير الكورد من خلال هذه الهجمات وخلق الخوف لدى المستثمرين الأجانب".

وقال المستشار السياسي السابق للجنة الأمن والدفاع في الكونغرس، سكوت بيتس،  لكوردستان24 إن "إيران لا تتحمل رؤية نجاحات إقليم كوردستان، وإن أفضل ثأر لإقليم كوردستان هو الاستمرار في النجاح والتقدم".

وقال بيتس في خطابه: "أعتقد أن إيران تشعر بالغيرة من نجاح إقليم كوردستان، وأهم شيء يمكن أن يفعله قادة إقليم كوردستان هو مواصلة جهودهم لبناء منطقة جيدة كجزيرة سلام واستقرار، وعدم التورط في هذا الصراع، أكبر ثأر لإقليم كوردستان هو الاستمرار في النجاح وتعزيز وطنه".

وقال ريتشارد ويتز، وهو عضو بارز في معهد هدسون: "يريد الإيرانيون التأثير على الحكومة الاتحادية، بشكل أساسي، هذا الهجوم هو رسالة إلى شعبهم، ليقولوا إننا سنقاتل إسرائيل ونرد على الهجمات، وأننا لن نسمح لحماس والحوثيين والأطراف الأخرى بأن يكونوا في وضع محفوف بالمخاطر وسنقاتل، الكورد كانوا مجرد ضحايا ولم يكونوا جزءاً من الرسالة".

المحللون والخبراء الأمنيون في الولايات المتحدة بدورهم قالوا: إن "الوقت قد حان لكي توفر الولايات المتحدة أنظمة دفاع جوي لإقليم كوردستان للدفاع عن نفسه من هجمات المسيرات والصواريخ".