الاتحاد الأوروبي يصادق على مساعدة مالية حاسمة لأوكرانيا ويبعث رسالة إلى بوتين

علم الاتحاد الأوروبي
علم الاتحاد الأوروبي

أربيل (كوردستان 24)- توصل القادة الأوروبيون الخميس إلى اتفاق بشأن مساعدة بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا، بعدما كان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يعرقلها، وهو إعلان أشادت به كييف على الفور ووصفته بأنه "انتصار مشترك" على روسيا.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "روسيا لا يمكنها أن تراهن على أي تخاذل أوروبي في دعم أوكرانيا". وعلقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالقول إنها "رسالة قوية" إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وهي أيضاً رسالة إلى الولايات المتحدة حيث لا تزال مساعدة مالية جديدة لأوكرانيا عالقة في الكونغرس. وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس "آمل في أن يساعد (ذلك) في تسهيل الأمور" حتى يتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن من المُضي قُدماً في خطته لمساعدة هذا البلد الذي يخوض حرباً.

واتصل بايدن بفون دير لايين شاكراً الاتحاد الأوروبي على المساعدة لأوكرانيا مؤكداً "أنها ستساهم كثيراً في مساعدة أوكرانيا في الوقت الذي تستمر فيه بالقتال في وجه العدوان الروسي".

وتحتاج كييف بشدة إلى المساعدة الغربية لدعم اقتصادها بعد عامين تقريباً من الغزو الروسي للبلاد.

في بروكسل حيث اجتمع الزعماء الأوروبيون في قمة استثنائية لكسر الجمود بسبب معارضة فيكتور أوربان - الوحيد بين القادة السبعة والعشرين الذي حافظ على علاقات وثيقة مع موسكو - لم يدم الغموض طويلاً.

في مستهل الاجتماع، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عبر موقع إكس "توصلنا إلى اتفاق". وأكد المسؤول أن "هذا الاتفاق يضمن تمويلاً مستقراً وطويل الأمد لأوكرانيا".

"جبهة موحدة"

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي ألقى كلمة أمام المشاركين في القمة عبر الفيديو أن هذا القرار "يثبت مرة أخرى الوحدة القوية للاتحاد الأوروبي".

المساعدات الأوروبية المخصصة لأوكرانيا (33 مليار دولار في هيئة قروض و17 مليار دولار في هيئة تبرعات على مدى أربع سنوات) مدرجة في ملحق لميزانية الاتحاد الأوروبي حتى عام 2027.

وسبق القمة اجتماع مع فيكتور أوربان شارك فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، وكذلك أورسولا فون دير لايين وشارل ميشال، لإيجاد حل وسط مع الزعيم القومي.

وتنص التسوية التي تم التوصل إليها على إعداد المفوضية الأوروبية تقريراً سنوياً حول استخدام أوكرانيا للتمويلات، وإمكانية قيام القادة خلال عامين، إذا لزم الأمر وبالإجماع، بطلب مراجعة المساعدة.

طالبت المجر بأن تكون قادرة على إجراء مراجعة سنوية لهذا الدعم، لكن دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لم ترغب في منحها مثل هذه الفرص المتكررة لاستخدام حق النقض.

وعلّق دبلوماسي أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته أن أوربان "تنازل (...) لقد رأى أن هناك انزعاجاً، وأن هناك حداً لا ينبغي تجاوزه".

"أنجزت المهمة"

لكن أوربان أبدى ارتياحه وكتب على منصة إكس "أنجزت المهمة" موضحاً أنه تلقى "ضمانات" بأن الأموال المخصصة للمجر والمجمدة حالياً من الاتحاد الأوروبي لن تذهب إلى "أوكرانيا". وأضاف "وموقفنا بشأن أوكرانيا يظل كما هو: نحتاج إلى وقف لإطلاق النار ومحادثات سلام".

وكان الزعيم المجري، الوحيد من بين قادة دول الاتحاد الذي حافظ على علاقات وثيقة مع موسكو بعد غزو أوكرانيا قبل عامين تقريباً، قد أثار غضب وسخط نظرائه المجتمعين في كانون الأول ديسمبر الماضي بمعارضة هذا الدعم المالي.

وقد اتُهم في بروكسل بابتزاز الاتحاد الأوروبي من أجل تأمين صرف تمويلات أوروبية مخصصة لبلاده جمدتها المفوضية الأوروبية على خلفية انتهاكات قانونية داخلية ارتكبتها بودابست.

في كانون الأول ديسمبر أفرجت المفوضية عن حوالى 10 مليارات يورو مبررة ذلك بتنفيذ المجر إصلاحات لتعزيز استقلال قضاتها.

ويتهم فيكتور أوربان بانتظام المفوضية بأن لديها دوافع سياسية، ويؤكد نص التسوية الذي تم التوصل إليه الخميس على الطبيعة "الموضوعية والعادلة والمحايدة" لأي قرار للاتحاد الأوروبي بشأن هذه الأموال.

ورداً على سؤال عما إذا كان فيكتور أوربان قد حصل على وعود بشأن الإفراج عن هذه الأموال، أجابت فون دير لايين "ببساطة: كلا".

وتعقد القمة الأوروبية في خضم تعبئة قوية للمزارعين، إذ تم إنزال أكثر من ألف جرار في شوارع بروكسل حتى مقر البرلمان الأوروبي قرب مكان اجتماع الزعماء.

 

المصدر: AFP