غانم العابد: النظام السياسي في العراق بات مهدداً والبلاد تتجه نحو مستقبلٍ مجهول

الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية غانم العابد
الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية غانم العابد

أربيل (كوردستان 24)- أكد الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية غانم العابد، اليوم السبت، أن النظام السياسي في العراق بات مهدداً، مؤكداً في الوقت نفسه أن البلاد تتجه نحو مستقبلٍ مجهول

وقال العابد في مقابلةٍ مع كوردستان24، بخصوص الاستهداف الأمريكيالذي طال مواقع المجاميع المسلحة في العراق وسوريا، إن "الولايات المتحدة وجهت رسائل عبر الاستهداف إلى حكومة محمد شياع السوداني".

وأضاف: "بعد هجوم واشنطن، خرج لدينا تصريحان للعلن، الحكومة الاتحادية تُندد بالهجوم، والبيت الأبيض يُعلن أنه أخبر بغداد بالهجوم"، مبيناً: "يجب أن تجيب حكومة السيد السوداني على هذا الغموض، لتكون كافة الأطراف على اطلاع بشأن ما حدث".

وأشار إلى أنه بعد الاستهداف الأمريكي، "لن تتوقف الميليشيات عن هجماتها، بل ستزيد من هذه الهجمات، وقد تذهب هذه الميليشيات نحو استهداف حلفاء أمريكا في المنطقة، بما في ذلك دول الخليج".

وبيّن أنه "بالتزامن مع الضربات الأمريكية لاحظنا وجود نشاطٍ لداعش في محافظة الأنبار العراقية، مما يعني أنه مثلما تقوم الولايات المتحدة بمحاولة تقليم أظافر هذه الميليشيات، فإن إيران أيضاً لديها نفوذ ومصالح تحاول الحفاظ عليها".

وتابع: "بالتحديد إيران تريد الحفاظ على نفوذها على الحدود العراقية - السورية، باعتبار أن تلك الحدود تمثل شريان اقتصادي كبير لطهران، وهي ليست مستعدة للتخلي عن هذا الشريان الاقتصادي، ولذلك هي عظّمت نفوذها بإنشاء نحو ثلاثة معسكرات على الحدود العراقية - السورية".

وشدد على أن "الوضع في العراق معقّد جداً، لا سيّما أنه لدينا سلطة سياسية هشة، والجميع يعرف مخرجات تشكيل حكومة السيد السوداني، إضافةً إلى أن إيران تود استخدام العراق كساحة صراع مع الولايات المتحدة، باعتبار أنه ليس هناك نفوذ أمريكي قوي في سوريا".

ولفت إلى "ضرورة إبعاد الميليشيات عن الحدود العراقية - السورية، وأن يتولى الجيش الاتحادي مهمة حراسة الحدود، لعدم إعطاء المبرر للولايات المتحدة الأمريكية لقصف هذه الميليشيات"، مشيراً إلى أن "إيران لن تسمح للعراق من القيام بذلك".

وأعلنت الولايات المتحدة أنها شنّت "بنجاح" ضربات انتقاميّة استهدفت في كلّ من العراق وسوريا قوّات إيرانيّة ومجموعات موالية لطهران.

وقال البيت الأبيض إنّ الضربات الأمريكيّة التي شُنّت ليل الجمعة السبت في العراق وسوريا استمرّت نحو ثلاثين دقيقة وكانت "ناجحة"، مكرّراً أنّه لا يريد "حرباً" مع إيران.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) أنّ العمليّة شاركت فيها مُقاتلات عدّة، بما فيها قاذفات بعيدة المدى، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.

وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافة إنّ المقاتلات الأمريكيّة المُشاركة في هذه العمليّة التي استهدفت في المجموع 85 هدفاً في سبعة مواقع مختلفة (3 في العراق و4 في سوريا)، قد أطلقت "أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه في نحو ثلاثين دقيقة".

وقُتل 18 مقاتلاً موالين لإيران على الأقلّ في الضربات الأمريكيّة الجمعة في شرق سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما استهدفت الضربات الأمريكيّة مواقع فصائل مسلّحة موالية لإيران في غرب العراق، خصوصاً في منطقة القائم الواقعة عند الحدود مع سوريا المُجاورة، وفق ما أعلنه مصدران أمنيّان عراقيّان.