ملفات تهدد أمن العراق والشرق الأوسط وأوروبا

Kurd24

يعم الاستغراب بعض شعوب الشرق الأوسط عن مدى ادراك الشعب العراقي لخلفيات من يتحدثون باسمهم ويصدرون القرارات نيابة عنهم، وسادت مع الاستغراب تساؤلات كثيرة أهمها هل يدرك العراقيون من يقف وراء انهيار وطنهم ونهب ثرواته وامتلائه بالمخدرات والسلاح والميليشيات، هل يدركون أن عاصمتهم هي بغداد لكن القرارات من طهران؟

ربما لتوضيح الأمور أكثر للشعب العراقي لا يحتاج الأمر إلى التعمق في تجربة إقليم كوردستان وشرحها، فالعراقيون سكنوا في مختلف مدنها وهم على الدوام متنقلون بين محافظاته ويعيشون تفاصيل أمانه وازدهاره ومحبة شعبه، ويدركون جيداً أن إقليم كوردستان بقيادته الكوردية ضحى بالكثير في سبيل كرامته وأرضهم ومبادئه لينعم بالسلام والحرية، لم تُسلم القيادة البارزانية مصير شعبها لأية دولة في العالم، ومارست حقها الشرعي في أن تكون هي وشعبها جسداً واحداً متكاملاً لبناء الحضارة والديمقراطية. وضعت تلك القيادة الكورد في صفحات التاريخ المشرقة، وقدمت للعراقيين كل خبرتها ودعمها ليكون العراق خالياً من الحروب والكراهية والعنصرية ويعيش بسلام وينعم بالحرية والرخاء.

وكما هو معلوم، ينتهج النظام الحاكم في إيران منذ أعوام عديدة سياسة طمس الهويات القومية والوطنية لشعوب الشرق الأوسط، إلى جانب سعيه الدؤوب لإخضاعها والسيطرة عليها وفق أجنداته، تماماً كما يحصل في العراق من خلال افتعاله لصراعات داخلية، بسط من خلالها سيطرته على فئات من الشعب العراقي وتلاعب بالدستور ووضع العراقيل أمام تنفيذ بنوده، وسيطر على المحكمة الاتحادية، ويعمل على أن تصبح المحكمة مؤسسة إيرانية لها دستور خاص بها تنفذ ما يصدر من طهران، ضارباً بعرض الحائط الدستور الفيدرالي للعراق وعدم الاعتراف به، واستغلال المكون الشيعي تحديداً وتجريده من هويته العربية ووطنه العراق، وإلزامه بتنفيذ أجندات إيرانية سواء بالمال السياسي أو التهديد، رغم أن شيعة إيران هم أنفسهم كانوا ضحايا النهج والفكر الطائفييْن لسياسة النظام الإيراني الحاكم طوال عقود.

بكل تأكيد لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث لجأ هذا النظام للتدخل مباشرة في الشؤون الداخلية لبعض الدول الإقليمية والدولية من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، ضارباً بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية المتعلقة بالقيم والحريات والحقوق المشروعة للشعوب ومبادئ حقوق الإنسان، وحولها إلى ساحات لمعارك دموية، راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء من أبناء البلد الواحد، كانوا ضحايا القتل والتهجير والتشريد والفقر بالتزامن مع تدمير البنى التحتية والمرافق الحيوية.

في الحقيقة، إن لحظة مع الذات يحتاجها من تم التغرير بهم وتجنيدهم. قد تكون اللحظة كافية لكي يكتشفوا وبسهولة أن لا وجود لأي رابط قومي اجتماعي أو سياسي أو حتى إنساني مع ذلك النظام، وسيدركون أنهم ليسوا سوى أدوات رخيصة بيد سلطة تنتهج التطرف والعنف والكراهية، بحجة وذريعة الروابط الدينية والطائفية والمذهبية.

وبكل تأكيد يجب عليهم أن يسعوا جاهدين للتحرر من تلك العبودية والتبعية الفكرية والعصبية الطائفية. فالدين بجميع مذاهبه وطوائفه هو للسماء والإيمان بخالق الكون، أما الأرض فهي للعيش بحرية وكرامة والتمسك بالثوابت القومية والأخلاقية والإنسانية وبالمحبة.

يبدو أن النظام الإيراني يسعى إلى توسيع نفوذه في العراق وإقليم كوردستان، بهدف استخدامهما كأرضية لتنفيذ أجندته ضد الدول المتعارضة معه، وبالتالي اللجوء لابتزاز أمريكا والدول الأوروبية والعربية والمساومة وفق مصالحه وأجنداته على الشعب العراقي من جهة، وإقليم كوردستان من جهة أخرى، واستغلال ثروات البلد ونهبها وإصدار الأوامر لاتباعه ممن تم الإغراء بهم لتنفيذ أوامره متى ما شاء وكيفما أراد مقابل ملفاته العالقة في الدول الإقليمية والدولية.

وذاك الابتزاز تهديد خطير لأمن شعوب الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا، فهل سترضى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والدول العربية والخليجية الحاملة لفكر العروبة الوطني بهذا المخطط الذي يهدد سيادتها وأمن شعوبها؟.

هل حان الوقت لينتفض العراقيون بسنتهم وشيعتهم في وجه وكلاء إيران، ويستردوا كرامتهم ويحاسبوهم على ما ارتكبوه من مجازر ونهب وسرقة وتدمير وتهريب المخدرات والسلاح وتبييض الأموال على حساب بلدهم؟

ربما حان الوقت للحرية والعيش في أمان وتحقيق السلام للأجيال اللاحقة وهذا الأمر يستحق الوقوف واتخاذ مواقف ثابتة لأنهما الطريق الوحيد لضمان مستقبل مشرق.