الجزء الثاني | رئيس حكومة إقليم كوردستان يعبر عن رؤيته خلال حوار مع المواطنين في السليمانية

أربيل (كوردستان24)- أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني خلال لقائه عدداً من مواطني محافظة السليمانية وإدارتي كرميان ورابرين المستقلتين، في جلسة حوارية مفتوحة، استمرار التشكيلة الحكومية التاسعة بتقديم الخدمات لكافة مواطني إقليم كوردستان.

وفيما يتعلق بمسألة رواتب موظفي إقليم كوردستان، أوضح رئيس حكومة إقليم كوردستان ان حكومة الاقليم بذلت كل الجهود للوصول الى تفاهم مشترك مع الحكومة الاتحادية لحل هذه القضية بشكل جذري.

سيادة القانون واستقلال المحاكم مسألة أخرى طرحها أحد المشاركين في اللقاء، وفي رده على هذا السؤال، قال رئيس حكومة إقليم كوردستان "ان المواطنين هم الحكام الاساسيين في هذا البلد، فإذا رأوا تدخلاً في شؤون القضاء أو في المحاكم، أو إذا رأوا أي ظلم أو أخطاء، عليهم أن يتخذوا موقفاً ولا يصمتوا، ويمكنهم معاقبة الجهات المخالفة في الانتخابات".

وكان الاهتمام بالقرى وإعادة الاعمار جزءاً آخر من النقاش بين رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني ومواطني محافظة السليمانية، حيث أشاد رئيس الحكومة بدور ونضال القرى وأهاليها، مضيفاً ان "كل الثورات الكوردية مدينة للقرى وأهاليها، وما وصلنا اليه اليوم هو نتاج نضال القرى الذي لولاه لما نجحت ثورات حركة التحرر الكوردية".

وأضاف رئيس الحكومة مسرور بارزاني "ان النظام السابق دمر 4500 قرية، مما دفع العديد من سكان القرى الى الانتقال الى البلدات والمدن، وبعد الانتفاضة لم يكن من الممكن إعادة بناء جميع القرى المدمرة لعدة أسباب، لكن التشكيلة الحكومية التاسعة اولت اهتماماً خاصا بالزراعة والبنية التحتية ومشاريع المياه، وكان هذا حافزاً لاحياء بعض القرى".

سوء حالة الطرق في كرميان ورابرين وحلبجة كانت إحدى محاور النقاش بين المواطنين ورئيس الحكومة، حيث أوضح رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني ان الازمة المالية وقطع ميزانية الاقليم من قبل بغداد وهبوط أسعار النفط ومن ثم توقف صادرات نفط كوردستان وانتشار فايروس كورونا، تسببت كلها في نقص واردات الحكومة وعدم القدرة على تنفيذ المشاريع، لكن مع ذلك بدأنا بتنفيذ المشاريع خلال فترة التشكيلة الحكومية التاسعة. 

وأشار رئيس الحكومة الى أنه "في أربيل ودهوك تحمّل بعض المستثمرين من القطاع الخاص المسؤولية المالية لتنفيذ مشاريع الطريق ولم تكن كافة المشاريع على عاتق الحكومة، أدعو المستثمرين في محافظة السليمانية الى اتخاذ نفس الخطوة لمساعدة أهالي السليمانية". 

حماية بيئة كوردستان وحب طبيعة كوردستان الجميلة كان جزءاً آخر من النقاش بين رئيس حكومة إقليم كوردستان ومواطني محافظة السليمانية، حيث دعا رئيس الحكومة "الجميع الى الاهتمام بالبيئة الكوردستانية التي هي البيت الكبير للجميع، ويحافظوا عليها كما يحافظون على منازلهم". 

الاهتمام بالعائلة والشباب وتكوين الاسرة كان أيضاً محوراً من محاور لقاء رئيس الحكومة بأهالي السليمانية، حيث أوضح رئيس الحكومة أنه "تقع على العائلات والمعلمين مسؤولية تعليم الشباب حتى لا يعيشوا حياة آلية ولا يؤدي تأثير التكنولوجيا الى إنحرافهم عن الثقافة والتقاليد والعادات الكوردية"، كما شجع العائلات على عدم السماح للمشاكل المالية بأن تمنعهم من الزواج وتكوين أسرة.

وأكد مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان "ان جزءاً من مشروع رقمنة اقتصاد كوردستان يهدف الى تمكين الشباب للحصول على قروض طويلة الاجل ليس فقط من الحكومة وانما من القطاع الخاص ايضا، والقدرة على تنفيذ مشاريعهم الخاصة".

وفيما يتعلق بمسألة إكمال التعليم وانتظار المتخرجين التوظيف في المؤسسات الحكومية، قال رئيس الحكومة ان "عدد الوظائف في القطاع محدود ولا تحتاج الحكومة إلا لعدد معين من الموظفين لتقديم الخدمات للمواطنين واتمام معاملاتهم في المؤسسات الحكومية، لذلك يجب خلق فرص عمل في القطاع الخاص، حتى يتمكن الشباب من العمل او الاعتماد على أنفسهم، ولن تتردد حكومة إقليم كوردستان في بذل ما بوسعها من أجلهم". 

وأضاف مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان خلال طرح الاسئلة عليه من قبل المواطنين المشاركين في اللقاء "اريد أن تكونوا راضين عني جميعاً، حتى يكون الله راضياً عني، وننظر الى كوردستان بعين واحدة ولا نميز بين مدنها". 

وحول إعادة رفات ضحايا الانفال في كرميان الى منطقتهم، قال رئيس الحكومة "ان حكومة إقليم كوردستان أعربت عن استعدادها لتقديم كافة التسهيلات والمساعدة في إعادة الرفات، ولكن شرط بغداد هو ضرورة إجراء فحص الحمض النووي ومن ثم الموافقة على إعادتها الى مناطقهم". 

وأضاف مسرور بارزاني "ان عمومتي وأبناء عمومتي أيضا من ضحايا الانفال، وعندما أقف على قبر أي ضحية من ضحايا الانفال، اعتبره قبر عمي أو أحد ابناء عمومتي المؤنفلين". 

وكان رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني قد أجرى مساء أمس الأحد 7 تموز (يوليو) 2024، جلسة حوارية مفتوحة مع ممثلي مختلف فئات المجتمع في محافظة السليمانية، للاستماع خلالها بعناية إلى رغبات وطلبات واحتياجات واقتراحات وتعليقات المواطنين.

وقال مسرور بارزاني خلال الحوار المفتوح "لقد شاركت عدة مرات في مثل هذه الحوارات المفتوحة بشكلٍ مباشر مع المواطنين الأعزاء، لمناقشة مجموعة من القضايا الهامة بالنسبة لهم وللبلاد، بالإضافة إلى طبيعة العلاقة بين المواطن والحكومة".

وأضاف رئيس الوزراء قائلاً "إنني هنا كممثل عن الحكومة وأيضاً نيابة عن نفسي لخدمتكم، عبر الاستماع إلى آرائكم، وللإجابة على أسئلتكم في حوار صريح وودي. أهلاً بكم جميعاً".

وقال رئيس حكومة إقليم كوردستان في الحوار المفتوح، فيما يتعلق بمسألة هجرة الشباب إلى أوروبا "إنه أمر محزن حقاً أن يفكر شبابنا في الهجرة. أرغب في أن أتحدث معكم بصراحة تامة حول هذا الموضوع. هل الشاب الذي يفكر في الهجرة يحتاج إلى المال ليهاجر؟ هل يجب عليه دفع مبالغ مالية أم لا؟".

وأضاف "أولاً، أعتقد أن المهربين والتجار السياسيين الذين جعلوا حياة المواطنين سلعة لتحقيق مكاسبهم الشخصية هم الجناة الرئيسيون، فهم يؤثرون على قرارات الشباب. وعندما يغادر هذا الشاب إلى الخارج، ولنفترض أنه تغلب على كل المخاطر ووصل إلى بلد آخر، هل ستوفر له الحكومة فرص عمل، أم سيضطر إلى البحث عن عمل بنفسه؟".

وأشار رئيس الحكومة إلى أن الشاب المهاجر هناك "يبحث عن عمل بنفسه، ويتوجه إلى العمل بلا تردد، وهو على استعداد لقبول أي نوع من العمل، لكن هل هو مستعد أيضاً للتأقلم مع أي نوع من العمل هنا؟".

وتابع "الشاب لا يعمل نفس الشيء هنا، والسبب؟ لأنه هنا تعرض لحملة دعاية سياسية سلبية، تروّج لفكرة أنه لا يجب أن يكون لدى الشباب حب لوطنهم، وأنهم لا ينبغي أن يبقوا هنا، وتصوّر لهم حياة غير واقعية".

وأكد أن "الشباب المهاجرين يفقدون أموالاً كبيرة في رحلات الهجرة، ويعرضون أنفسهم للخطر، وكثير منهم لا يصلون إلى أهدافهم، ويموت كثيرون منهم في منتصف الطريق. بعد ذلك، يندمون على قرارهم بالرحيل، ويتمنون العودة إلى ديارهم".

وأردف "هذا جزء من الموضوع، والمسألة الأخرى هي: ماذا يمكننا أن نفعل في الإقليم؟"، مضيفاً: "لقد بذلنا قصارى جهدنا للتركيز على التنويع الاقتصادي في كوردستان، لكي لا نعتمد بشكل كامل على الطاقة والنفط والغاز".

وشدد رئيس الوزراء على "أنهم أولوا اهتماماً كبيراً بقطاع الزراعة، وتنشيط السياحة، وتعزيز الصناعة، لكن هذه الجهود لا يمكن أن تتم بين عشيةٍ وضحاها. كان من الأفضل لو كان هناك برنامج مناسب في السنوات الماضية لنرى النتائج اليوم، ولكن لا يزال بإمكاننا القيام بالكثير، وما نقوم به يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح".

وأوضح أن مزارعي كوردستان "اتجهوا نحو تطوير القطاع الزراعي لتسويق منتجاتهم، بينما قامت مجموعة أخرى بالعمل في مجال التجارة، مع إنشاء شركات لصناعة الأغذية، مما ساهم في خلق فرص عمل جديدة".

وشدد على أن "بعضهم بحاجة إلى خبراء في إدارة الأعمال والمصانع، وهذا يعد جزءاً أساسياً من خلق فرص العمل، فتوفير هذه الفرص ليس مجرد شعار".

وأضاف "إذا كان الشاب يرغب في السفر إلى الخارج لإكمال دراسته أو لتحسين ظروف حياته، فهذا أمر طبيعي ويحدث في جميع أنحاء العالم. ولكن إذا كان مضطراً للسفر، فسيواجه العديد من التحديات. البقاء في كوردستان أفضل من الهجرة، حيث يمكن للإقليم أن يحتضن شبابه ويوفر لهم الفرص المناسبة".

رئيس الحكومة أكد أن "لديهم برامج لدعم الأشخاص الراغبين في بدء أعمال تجارية جديدة، حيث يساعدون الأفراد الطموحين والمبدعين الذين يمتلكون أفكاراً وشغفاً بالعمل على تحقيق أهدافهم".

وبخصوص مشروع "حسابي" المصرفي، أوضح رئيس حكومة إقليم كوردستان أن "هذا المشروع يهدف إلى خدمة المواطنين فقط، ومَنْ يعارضونه إما يقدمون ملاحظات بشأنه، أو لا يمتلكون معلومات كافية عنه، أو يعارضونه لأغراض سياسية".

وأشار إلى أن مشروع (حسابي)، "ليس مشروعاً شخصياً أو حزبياً، بل هو مشروع سيعزز القدرة المالية للمواطنين. أي مواطن يتقاضى راتباً سيحصل عليه من الحكومة مباشرة، وليس من مسؤول سياسي أو قائد عسكري، إذْ سيساهم هذا المشروع في استعادة القدرة المالية للمواطنين".

وأضاف، مشروع (حسابي) "سيجعل المواطن صاحب إرادته وحسابه المصرفي الخاص. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع العديد من الخدمات المقدمة للمواطنين، حيث يوفر حوالي 19 خدمة مختلفة، منها الحصول على قرض من المصرف، لتمكين المواطنين من إنشاء مشاريعهم الخاصة وتطويرها وتوسيعها بمرور الوقت".

وتابع "من ناحية أخرى، يمكن للمواطن استخدام الخدمات المصرفية مثل أي شخص آخر في الدول المتقدمة، والتعامل ببطاقات الائتمان بدلاً من النقد، سواء في كوردستان أو في الخارج".

وأردف "لذا أدعو جميع المواطنين، سواء كانوا موظفين في الحكومة أم مواطنين عاديين، إلى فتح حساب مصرفي والحصول على بطاقة ائتمانية من مشروع (حسابي)"، مؤكداً أن "هذا سيوّفر مساعدة كبيرة على المستوى الشخصي، وعلى المستوى الحكومي سيؤدي إلى انتعاش اقتصادي كبير في إقليم كوردستان".

 

الجزء الثاني | رئيس حكومة إقليم كوردستان يعبر عن رؤيته خلال حوار مع المواطنين في السليمانية