ترامب يحضّ الأمريكيين على الوحدة بعد تعرّضه لمحاولة اغتيال
أربيل (كوردستان 24)- حضّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأمريكيين الأحد على الوحدة و"عدم السماح للشرّ بأن ينتصر"، بعد نجاته من محاولة اغتيال خلال تجمّع انتخابي في بنسلفانيا.
ومن شأن هذا الهجوم الذي أثار صدمة في مختلف أنحاء العالم، أن يضفي اضطراباً على حملة الانتخابات الرئاسية في بلد يشهد استقطاباً شديداً.
ووقع الحادث بينما كان الرئيس السابق يُلقي خطاباً أمام حشد من مؤيديه في تجمّع انتخابي في ولاية بنسلفانيا السبت، ما من شأنه أن يزيد حدّة التوتر السياسي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقام عناصر جهاز الخدمة السرية على الفور باصطحاب ترامب البالغ 78 عاماً إلى خارج موقع التجمّع، بينما كانت الدماء تسيل على وجهه.
وأثناء اخراجه، رفع المرشح الجمهوري قبضته أمام الحشد في إشارة تحدٍّ، وقال لاحقاً "أصبت برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى".
وقتل أحد الأشخاص الموجودين في الموقع، بينما أصيب اثنان من الحاضرين بجروح بالغة، فيما قُتل المشتبه به.
وبعد ساعات من الهجوم، أكّد ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، أنّ "الله وحده منع وقوع ما لا يمكن تصوّره".
وقال "في هذه اللحظة، من المهم أكثر من أيّ وقت مضى أن نقف متحدين، وأن نُظهر طبيعتنا الحقيقية كأمريكيين، ببقائنا أقوياء ومصمّمين وعدم السماح للشر بأن ينتصر"، مؤكداً أنّه سيحضر المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي يبدأ الإثنين في ميلووكي في ولاية ويسكونسن.
من جهتها، وصفت ميلانيا ترامب الأحد منفذ محاولة اغتيال زوجها الرئيس الأمريكي السابق بـ"الوحش"، وكتبت في بيان على إكس "حاول وحش اعتبر أن زوجي آلة سياسية غير إنسانية، أن يُطفئ شغف دونالد، ضحكته وإبداعه وحبّه للموسيقى وإلهامه.
وأعرب الرئيس جو بايدن الذي يُتوقّع أن يواجه ترامب في الانتخابات الرئاسية، عن شعوره بالارتياح لنجاة المرشّح الجمهوري. وقال "لا مكان لهذا النوع من العنف في أمريكا".
كذلك، أفاد البيت الأبيض بأنّ بايدن تحدث لاحقاً مع ترامب، في أول اتصال بينهما منذ المناظرة التلفزيونية التي جمعتهما في 27 حزيران/يونيو وقدّم فيها الرئيس أداءً كارثياً.
وقطع بايدن إجازة عطلة نهاية الأسبوع في ولاية ديلاوير ليعود إلى واشنطن، على أن يطلعه المسؤولون الأمنيون على المستجدات خلال النهار وفق البيت الأبيض.
في هذه الأثناء، حدّد مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في بيان هوية مطلق النار على أنه "توماس ماثيو كروكس (20 عاماً) من بيثيل في بنسلفانيا". ولا تزال دوافعه مجهولة.
وأكّد المكتب في مؤتمر صحافي سابق أنّ السلطات تحقق في إطلاق النار باعتباره محاولة اغتيال.
والأحد، أفادت وسائل إعلام أمريكية أن المسلّح الذي أطلق النار كان يحمل متفجرات في سيارته.
وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "سي إن إن" أنه عُثر على مواد متفجرة في سيارة تعود إلى مطلق النار توماس ماثيو كروكس، والتي كانت متوقفة قرب مكان انعقاد التجمع الانتخابي في ولاية بنسلفانيا.
رفع قبضته
ما إن بدأ المرشح الجمهوري خطابه متطرّقاً إلى قضية المهاجرين غير الشرعيين ومتهماً جو بايدن بالسماح لهم بالدخول إلى البلاد بشكل جماعي، حتى سُمع دوي إطلاق نار فانحنى على الأرض وهرع إليه عناصر الخدمة السرية.
بعد ذلك، ارتفعت صيحات هلع بين المشاركين في التجمّع والذين ألقوا أنفسهم على الأرض.
وشوهد الرئيس السابق يضع يده على أذنه فيما الدماء تسيل على خدّه. وانحنى وراء المنصة فيما اندفع عناصر جهاز الخدمة السرية نحوه وأحاطوا به قبل إجلائه إلى سيارة مجاورة.
وسُمع ترامب يقول على المذياع "دعوني أستعيد حذائي"، بينما كان رجال الأمن يساعدونه على الوقوف.
واستدار نحو الحشد ورفع قبضته مراراً ونطق بكلمات لم تُفهم على الفور، في صورة ستدخل التاريخ حتماً.
وسارع عناصر الأمن لمرافقة ترامب إلى سيارة رباعية الدفع (إس يو في) فيما رفع الرئيس السابق قبضته مجدداً.
وفي وقت لاحق، شوهد وهو يخرج من طائرته من دون مساعدة، بحسب مقطع مصوّر نشرته نائبة مدير الاتصالات في فريقه، ولم تظهر فيه أذنه المصابة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب سيمضي الليلة في نيوجيرزي.
وقال جهاز الخدمة السرية في بيان إن المشتبه به "أطلق النار مرات عدة باتجاه المنصة من موقع مرتفع خارج التجمّع" قبل أن يقوم عناصر الجهاز "بتحييده".
وبعدما أفاد عدة شهود عيان أنهم رأوا المسلّح قبل إطلاق النار وأبلغوا السلطات بالأمر، قالت شرطة باتلر إنها "استجابت لعدد من التقارير بشأن نشاط مشبوه" من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأظهر مقطع فيديو نشره موقع "تي ام زي" الأمريكي السبت، رجلاً مسلّحاً يشتبه بأنه مطلق النار متمركزاً على سطح مبنى مصوّباً بندقية، ثم صرخات تعلو فيما تسود بلبلة الحشد.
وأفاد الموقع بأنّ "الشاب شعره بنّي طويل، ويبدو أنّه يرتدي قميصاً رمادياً وسروالا كاكياً، وكما ترون، هو يحاول بعناية تحديد الهدف من بعيد قبل سحب الزناد".
وقال المدعي العام في باتلر ريتشارد غولدنغر لشبكة "إم إس إن بس سي"، "بكل صراحة، فوجئت بأنه (مطلق النار) تمكّن من الصعود إلى هذا السطح وإطلاق النار".
ويبدو أنّ مطلق النار تصرّف بمفرده. وأفادت وسائل إعلام بأنّه مسجّل كناخب جمهوري.
"صدمة دولية"
أثارت محاولة الاغتيال صدمة في أنحاء العالم. وعبّر قادة بريطانيا وفرنسا واليابان وكندا والمجر والهند وسواها من الدول عن الغضب والصدمة.
وكانت للهجوم تداعيات سياسية، إذ سارع عدد من الجمهوريين إلى إطلاق الاتهامات، فيما انتشرت نظريات المؤامرة اليمينية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وألقى السناتور جي دي فانس، أحد المرشحين المحتملين على البطاقة الانتخابية لترامب كنائب للرئيس، اللوم على "خطاب" بايدن.
من جهته، قال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الأحد إنه يرى أوجه تشابه كبيرة بين محاولة الاغتيال التي تعرّض لها ترامب والهجوم الذي تعرض له في أيار/مايو.
وكان فيكو (59 عاماً) أصيب بأربع رصاصات من مسافة قريبة عقب اجتماع للحكومة في وسط سلوفاكيا في 15 أيار/مايو.
وقال فيكو على موقعه الإلكتروني "السيناريو نسخة متطابقة" من الحادث الذي تعرّض له قبل شهرين.
بدوره، كتب نائب الرئيس السابق مايك بنس الأحد على إكس "لا يوجد في أمريكا مكان للعنف السياسي" مثل ذاك الذي استهدف ترامب.
وأضاف أن أعمال العنف المماثلة "يجب إدانتها عالمياً".
وفي سياق متصل، نفى جهاز الخدمة السرية أن يكون رفض توفير حماية إضافية لترامب قبل التجمّع الانتخابي في بنسلفانيا، وذلك بعدما طُرحت تساؤلات بشأن الجهاز الأمني المحيط بالرئيس السابق.
وأكدت الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري أنه سيحضر المؤتمر الجمهوري الذي يُعقد في ميلووكي الأسبوع المقبل، بعد تقارير أفادت بأنه أجرى فحوصاً طبية احترازية.
وقد تكون لمحاولة الاغتيال هذه تبعات كبرى على الحملة الانتخابية، كما ستهيمن على المؤتمر الجمهوري.
المصدر: AFP