الذكرى السنوية العاشرة للابادة الجماعية بحق الايزيديين
أربيل (كوردستان24)- انطلقت في أربيل مراسم إحياء الذكرى السنوية العاشرة للابادة الجماعية بحق الايزيديين، بحضور رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني وممثل حكومة إقليم كوردستان ونائب رئيس حكومة إقليم كوردستان قوباد طالباني وأمير الديانة الايزيدية في العراق والعالم الامير حازم تحسين بيك وعدد كبير من المسؤولين الحكومين والحزبيين والشخصيات الاكاديمية وعدد من أهالي ضحايا الابادة الجماعية.
وقال نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان في كلمة له ألقاها في المراسم "كانت الإبادة العرقية للإيزديين في عصر الحداثة والتطور صدمة كبرى لا تصدق، هزت الإنسانية كلها في العالم أجمع. فباتت نقطة تحول في تاريخ كوردستان والعراق، كان يجدر الوقوف عليها بجدية أكبر، وأن يعمل المجتمع الدولي معاً لعدم تكرار تلك الجريمة أبداً في أي مكان آخر".
وأضاف "تحية وتقديراً للعوائل الجريحة ذوات الضحايا، نشعر بآلامهم وجراحهم عن قرب وبعمق. مطلعون ونعلم كيف يمضون أيامهم ولياليهم تغمرهم الحسرات والآهات والأحزان. متعاطفون معهم ونشاركهم أحزانهم ونساندهم دائماً".
وأشار نيجيرفان بارزاني في كلمته الى أنه "يجب أن تكون خدمة أهالي سنجار والمكون الإيزدي، أولوية عملنا جميعاً. يجب أن نعمل كلنا معاً لكي لا تكون سنجار والإيزديون أسرى لأجندات حزبية وسياسية ورهينة لمعادلات وقوى إقليمية. يجب أن يتولى السنجاريون إدارة شؤونهم بأنفسهم، ولا يبقوا أسرى لقوى من خارج الحدود، لهذا يجب أن يرحل PKK وكل قوة غير قانونية من سنجار، ليتمكن الجميع معاً من إعادة الأمن والحياة والعمران والأمل إلى سنجار، الوجود الفعال للمؤسسات وتطبيق الدستور، في عراق تعددي دينياً وعرقياً، يضمن حماية كل المكونات وحقوقهم وحاضرهم ومستقبلهم، إن هذا هو المفتاح لأمان واستقرار وتقدم البلد، ولهذا يجب أن نعمل كلنا معاً على تطبيق الدستور العراقي الدائم".
ودعا رئيس إقليم كوردستان الجامعات الى "تخصيص قسم من أطروحات الماجستير والدكتوراه للبحث في مسألة الإيزديين، وتناول جميع مناحي حياتهم. فبهذا سيتم تأمين منصة للإيزديين يعبرون فيها ويدافعون عن قضيتهم، ويحافظون على أصالتهم وتراثهم، وسيشكل هذا مرجعاً ومصدراً وثائقياً من الوثائق والمصادر العالمية".
وتابع قائلاً "نستذكر بمنتهى التقدير والعرفان البيشمركة الأبطال الذين كانوا تحت قيادة فخامة الرئيس مسعود بارزاني في عملية تحرير سنجار وضحّوا بأرواحهم خلالها. سلاماً لأرواحهم الطاهرة وطاب ذكرهم للأبد. تحية لعوائلهم وذويهم الشامخين، شكراً للتحالف الدولي الذي ساعد العراق وإقليم كوردستان في هزيمة داعش، وكما هزمنا داعش معاً، نستطيع من خلال التعاون المشترك في جميع المجالات أن نقضي على الفكر الظلامي للإرهاب والتطرف والعنف".
وفي كلمة له قال أمير الديانة الايزيدية في العراق والعالم الامير حازم تحسين بيك ألقاها خلال المراسم "أعرب عن خالص شكره لرئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني على دعمه المستمر لإيزيديي سنجار، من خلال تخصيص ميزانية لتقديم الدعم المالي للنساء والفتيات الإيزيديات الناجيات من قبضة تنظيم داعش"، مضيفاً "أنه رغم الأزمة المالية التي يعيشها إقليم كوردستان، فإن "موقف رئيس الحكومة يستحق الثناء الكبير، ويجعلنا أكثر إصراراً وتشبثاً بحقنا في العودة لمناطقنا".
وأضاف "إن مصير آلاف الإيزيديات لا يزال مجهولاً، كما لم يتم حفر جميع المقابر الجماعية ولم يتم دفن الضحايا وفق تعاليم الديانة الإيزيدية".
كما وأشاد أمير الإيزيديين بمواقف الرئيس بارزاني ودعمه المستمر منذ وقوع المأساة قبل عشر سنوات.
وأشار الى انه "نريد أن يعود المواطنون الإيزيديون إلى مناطقهم بكرامة، وليس بالخوف والقلق، لأننا لا نريد أن تحدث لنا مأساة أخرى، ويجب تزويدهم بالاحتياجات والخدمات الأساسية، أسوةً بجميع مكونات العراق".
وأكد انه يجب على الحكومة العراقية "أن تكون أكثر جدية تجاه قضية الإيزيديين وحل القضايا السياسية والأمنية لسنجار، لأن سنجار اليوم بحاجة إلى الاستقرار وإنهاء الصراعات الأمنية، حتى ينعم المواطنون بالثقة والأمن والعودة".
وتابع قائلاً "على بغداد تقديم الخدمات للمنطقة، وضرورة توظيف شباب سنجار في الشرطة، وتكون إدارة سنجار بالاتفاق، وتمثيل الإيزيديين في المفاوضات. كذلك على رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني توفير ميزانية لسنجار".
وقال الرئيس بارزاني في بيان له اليوم السبت 3 أغسطس 2024 "إن الإبادة الجماعية في سنجار والجرائم التي ارتكبها إرهابيو داعش قبل عشر سنوات من الآن بحق أخواتنا وإخواننا الإيزيديين جرحٌ غائرٌ في جسد شعب كوردستان، وهذه الجرائم ما هي إلا تكرار وامتداد للإبادات والمجازر الجماعية والجرائم التي ارتكبت طوال التاريخ ضد شعب كوردستان، فأخواتنا وإخواننا الإيزيديون ولمجرد كونهم كورداً وبسبب معتقداتهم الدينية رزحوا تحت موجات من الكراهية والوحشية وتعرضوا للإبادة الجماعية على أيدي مجرمي داعش".
وأضاف الرئيس بارزاني "في الذكرى السنوية العاشرة لهذه الفاجعة، نرسل تحية إجلال لأرواح الشهداء الأبرار وضحايا هذه الجرائم، كما نحيي أرواح البيشمركة البواسل الذين قدموا دماءهم من أجل كسر الحصار على جبل سنجار وتحرير مدينة سنجار ومرّغوا أنوف داعش الإرهابي تحت أقدام أخواتنا وإخواننا الإزيديين وثأروا منتقمين من الإرهابيين حيال ما ارتكبوه من فظائع وجرائم وظلم".
وأكد الرئيس بارزاني في بيانه انه "في هذه الذكرى الأليمة، نؤكد دعمنا الكامل لحقوق ومطالب الأخوات والإخوة الإزيديين وأهالي منطقة سنجار بكل ما يُمكن، ونشدد على ضرورة تنفيذ الاتفاقية المبرمة بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية بهدف تطبيع الأوضاع في سنجار وإنهاء الوضع غير المشروع وغير الطبيعي المفروض على أهالي هذه المنطقة منذ عقد من الزمان، ويجب وضع حد لقيام الأطراف باستغلال آلام ومعاناة ومآسي سنجار لمآرب سياسية بهدف فرض الذات وتأزيم الأوضاع في سنجار، ولا بد من السماح لأخواتنا وإخوتنا الإزيديين بالعودة إلى ديارهم ومناطقهم معزّزين مكرمين ليعيشوا بأمن وسلام".
بدوره قال مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان في بيان له اليوم السبت 3 اغسطس 2024 "تمر علينا اليوم الذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية التي ارتكبها إرهابيو داعش بحق الأخوات والإخوة الإيزيديين في سنجار والمناطق المحيطة بها، تلك الجريمة البشعة التي أباد الإرهابيون خلالها الآلاف من أهالي المنطقة، فضلاً عن فقدان وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء".
وأضاف رئيس الحكومة في بيانه "ورغم مضي عقد من الزمن على اقتراف تلك المجزرة، إلا أن جراح وآلام أخواتنا وإخوتنا الإيزيديين لم تندمل بعد، فما زال الكثير منهم مفقودين، كما لم تستتب أوضاع المنطقة إلى الآن، مما حال دون عودة النازحين إلى مساكنهم نتيجة تسلّط الميليشيات والمجاميع المسلحة الخارجة عن القانون في سنجار. وفي هذه الذكرى، نحيي ببالغ الاحترام والتقدير تضحيات قوات البيشمركة بقيادة الرئيس بارزاني في تحرير سنجار من براثن الإرهاب".
وأكد مسرور بارزاني ان حكومة إقليم كوردستان تجدد "التأكيد على مواصلة جهودها مع الحكومة الاتحادية لإعادة تطبيع الأوضاع المضطربة في سنجار وضواحيها، والسعي لإعادة إعمار المنطقة، والعمل على تأمين عودة طوعية لائقة وكريمة للأخوات والإخوة الإيزيديين النازحين إلى ديارهم، فإنها تشدد على ضرورة تنفيذ اتفاقية سنجار بحذافيرها كاملة، في سبيل إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة، وتسليم مسؤوليات ومهام الحماية والإدارة إلى أهلها الأصليين".
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان له اليوم "نستذكر في هذا اليوم، الثالث من آب، ما واجهه أبناء شعبنا الإيزيديون وباقي المكونات من انتهاكات سافرة وممارسات وحشية ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية بحقهم".
وأشار السوداني في بيانه الى أن حكومته "تواصل العمل على ضمان حقوق كلّ المكونات التي عانت من الإرهاب، والمتابعة الحثيثة لتنفيذ القوانين والتشريعات لإنصاف الضحايا، والاستمرار بإعمار مناطقهم من أجل عودة جميع النازحين، وما زالت قواتنا تلاحق فلول الإرهاب حيث لا مهرب لهم".
وقال رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم في بيان له "عقد كامل مر على ذكرى الإبادة التي تعرض لها أبناء الديانة الإيزيدية على يد عصابة داعش الإرهابية، عجزت السنون عن محو آثارها الأليمة التي توخز كل ضمير إنساني حي، لما تحمله من جرائم وحشية".
وأضاف الحكيم "نجدد تأكيدنا على أن استهدافهم يمثل استهدافا لكل العراق، وجريمة ألمت بكل عراقي وطني شريف".
ودعا الحكيم في بيانه الايزيديين الى "التمسك بوطنهم وأرضهم، كما ندعو الجهات المعنية إلى الإسراع بإعمار مناطقهم ومتابعة ملف المفقودات الإيزيديات والتركمانيات وتعويض ودعم ذوي الضحايا".
ويصادف اليوم السبت، الذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق إيزيديي سنجار.
وفي الـ 3 آب أغسطس 2014، اجتاح داعش جبل سنجار حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين العامين 2014 و2017.
ونفذ عناصر التنظيم أعمال عنف مروعة ضد هذه الأقلية فقتلوا المئات من رجالها وأطفالها وخطفوا نساءها.
كما استعبد التنظيم المتطرف سبعة آلاف امرأة وفتاة إيزيدية وشرد معظم أبناء الأقلية الذين يبلغ عددهم 550 ألفاً من موطنهم الأصلي في سنجار.
بينما اضطر عشرات الآلاف من أبناء المنطقة إلى النزوح عن ديارهم إلى مخيمات في إقليم كوردستان.
في وقت لا تزال عمليات البحث عن مفقودين وعن مقابر يعتقد بأنّها تضم رفاتهم تتواصل، بينما ما زالت المباني والمنازل مدمّرة وخالية من السكان الذين يقطنون منذ أعوام في مخيمات بإقليم كوردستان.
ورغم أن قوات البيشمركة تمكنت من طرد التنظيم من سنجار في 2015، إلا أن آلاف النازحين الإيزيديين لا يزالون يخشون العودة إلى مناطقهم بسبب المخاوف الأمنية وانتشار ميليشيات في سنجار، إضافة إلى الخراب وسوء الخدمات التي تعاني منها المنطقة.
ولاتزال قوات موالية لحزب العمال الكوردستاني وفصائل في الحشد الشعبي تنتشر في سنجار على الرغم من الاتفاقية التي وقعتها حكومة إقليم كوردستان مع الحكومة الاتحادية.