الغرب يحضّ إيران على "التراجع" عن تهديدها بشن هجوم على إسرائيل
أربيل (كوردستان24)- حضّت الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيون الإثنين إيران على "التراجع" عن تهديدها بمهاجمة إسرائيل، مع تصاعد المخاوف من هجوم وشيك على الدولة العبرية من شأنه أن يشعل فتيل حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وتتصاعد التوترات في المنطقة حيث سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال غواصة قاذفة للصواريخ ومجموعة حاملة طائرات لإظهار دعمها لحليفتها الرئيسية.
وتوعّدت إيران وحليفها حزب الله بالانتقام لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية بضربة في طهران، نسبت إلى إسرائيل التي لم تعلّق عليها، بعد ساعات على مقتل القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية.
وتكثفت الجهود الدولية لتجنب هجوم إيراني، وقد وجه الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان مشترك مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، تحذيرا لطهران.
وقال القادة في البيان بعدما تحدثوا هاتفيا "دعونا إيران إلى التراجع عن تهديداتها المتواصلة بشن هجوم عسكري على إسرائيل وبحثنا العواقب الخطيرة على الأمن الإقليمي حال تنفيذ هجوم من هذا النوع".
وحذّر البيت الأبيض الإثنين من أن إيران قد تشن مع وكلائها "هجمات كبرى" على إسرائيل هذا الأسبوع، لافتا إلى أن التقييم الإسرائيلي مماثل.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاثنين على "أهمية مسؤولية العراق في حماية المستشارين العسكريين للتحالف من هجمات الميليشيات الموالية لإيران"، في أعقاب هجوم استهدف قاعدة عسكرية في العراق تضم قوات أميركية، وفقا لبيان صادر عن الخارجية الأميركية.
ومع تواصل المساعي الدبلوماسية لتجنيب المنطقة نزاعا أوسع نطاقا، أجرى كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني أولاف شولتس اتصالا بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لحض إيران على احتواء التصعيد.
لكن بزشكيان أكد أن لبلاده "حق الرد" على أي هجوم يستهدفها.
وكان هنية متواجدا في طهران لحضور مراسم تنصيب بزشكيان رئيسا الشهر الماضي حين قتل بهجوم اتّهمت إيران إسرائيل بشنه.
مقتل هنية جاء غداة اغتيال إسرائيل القيادي في حزب الله فؤاد شكر في تطور وضع المنطقة على فوهة بركان.
- "خيارات هجومية" -
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن بلاده "جاهزة لدرء أي تهديد في الوقت المناسب"، لكنه لفت إلى أنه "ليس مطّلعا" على تقارير تفيد بأن إيران تتهيأ لتوجيه ضربة في الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الاثنين إن البلاد عززت دفاعاتها ووضعت "خيارات هجومية" في وقت "يمكن أن تتجسّد التهديدات الصادرة عن طهران وبيروت".
والإثنين دار سجال بين غالانت ونتانياهو حول "تأخير" التوصل لاتفاق، إذ اتّهم الأول رئيس الوزراء بعرقلة أي صفقة. ورد رئيس الوزراء في بيان جاء فيه "عندما يتبنى غالانت الخطاب المعادي لإسرائيل، فإنه يقلل من فرص التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن".
في الأثناء كثّفت واشنطن والدول الأوروبية الأربع الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة.
وأيد القادة دعوة أطلقها بايدن ومصر وقطر لاستئناف مفاوضات التهدئة الخميس وشددوا على أن الوقت أصبح داهما.
كما دعوا إلى إتاحة وصول المساعدات إلى غزة المدمرة "من دون قيود".
وتأتي الضغوط من أجل وضع حد للحرب في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس في حين أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، الاثنين مقتل رهينة إسرائيلي وإصابة امرأتين رهينتين بجروح خطيرة في "حادثتين" منفصلين في قطاع غزة، قال إنه يجري التحقيق في ظروفهما.
وأوضح أبو عبيدة "في حادثتين منفصلتين قام مجندان من المكلفين بحراسة أسرى العدو بإطلاق النار على أسير صهيوني وقتله على الفور بالإضافة إلى إصابة أسيرتين بجراح خطيرة وتجري محاولات لإنقاذ حياتهن، وحكومة العدو تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر وما يترتب عليها من ردات الفعل التي تؤثر على أرواح الأسرى الصهاينة، وتم تشكيل لجنة لمعرفة التفاصيل وسيتم لاحقاً الإعلان عنها".
وحضّت حماس الوسطاء على تطبيق مقترح عرضه بايدن في نهاية أيار/مايو بدلا من إجراء مزيد من المفاوضات.
وقبلت إسرائيل دعوة الولايات المتحدة وقطر ومصر للمشاركة في جولة مفاوضات مقررة الخميس.
وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر في مؤتمر صحافي إن "السبب الذي يدفعنا للقيام بذلك هو وضع اللمسات النهائية على تفاصيل تطبيق الاتفاق الإطاري".
- "وقف هذه الحرب" -
وتكثف الضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعدما أفاد عناصر من الدفاع المدني في القطاع بأن ضربة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين السبت أودت بـ93 شخصا.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أن 31 مقاتلا فلسطينيا قتلوا في القصف على المدرسة ونشر قائمة بأسمائهم وصورهم.
والاثنين، قال شهود لفرانس برس إن إسرائيل شنت غارات على خان يونس ورفح.
وأفادت حركة الجهاد الإسلامي بأن عناصرها يقاتلون القوات الإسرائيلية في خان يونس.
وفي مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، قال سهيل أبو بطيحان إن القصف الإسرائيلي يتسبب بحالة "رعب" في أوساط السكان.
وأضاف "نطالب المفاوض الفلسطيني والعالم وقطر ومصر بالتدخل لوقف هذه الحرب".
واندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل أسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 111 منهم في غزة، وتوفي 39 منهم، حسب الجيش الإسرائيلي.
وبلغت حصيلة الضحايا في القطاع منذ بدء الحرب 39897 قتيلا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
AFP