يكفي لملء محيطات.. الكوكب الأحمر يفاجئ العلماء بـ خزان مياه

ربيل (كوردستان24)- اكتشف باحثون دليلاً على وجود خزان كبير من الماء السائل تحت سطح المريخ، يكفي لملء محيطات على سطح الكوكب، وفق تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.

وباستخدام بيانات من المركبة "إنسايت" التابعة لوكالة "ناسا"، قدر العلماء أن كمية المياه الجوفية قد تكون كافية لتغطية كامل سطح المريخ بعمق يتراوح بين كيلومتر واحد واثنين، بحسب وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

ومع ذلك، يقول الخبراء إن الخزان من غير المحتمل أن يكون ذا فائدة كبيرة لأولئك الذين يسعون للاستفادة منه لتوفير المياه لمستعمرة مستقبلية على المريخ.

ويقع هذا الخزان في الشقوق الصغيرة والمسام بالصخور في وسط قشرة المريخ، على عمق يتراوح بين 11.5 و20 كيلومتراً تحت السطح. وحتى على الأرض، فإن حفر حفرة بعمق كيلومتر واحد يمثل تحدياً.

وقال فاشان رايت، زميل ما بعد الدكتوراه السابق بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، والذي يعمل الآن أستاذاً مساعداً في معهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو: "فهم دورة الماء على المريخ أمر حاسم"، ونقطة انطلاق مفيدة لتحديد مواقع المياه وكمية ما هو موجود منها.

وأرسل العلماء على الأرض كثيراً من المسبارات والمركبات الفضائية إلى المريخ، لاكتشاف ما حدث للماء الذي كان موجوداً على الكوكب قبل نحو 3 مليارات عام، وكذلك لمعرفة متى حدث ذلك، وما إذا كانت هناك حياة على الكوكب أو كانت موجودة في السابق.

ومنذ هبوطها على الكوكب الأحمر في عام 2018، جمعت مركبة "إنسايت" بيانات زلزالية، إذ رصدت المركبة الاهتزازات الناجمة عن الزلازل المريخية، مما مكّن العلماء من دراسة كيفية انتشار الموجات الزلزالية عبر طبقات هذا الكوكب والكشف عن طبيعة المواد والعناصر المتواجدة تحت سطح الكوكب الأحمر.

ورغم عدم توفر وسائل لفحص المياه مباشرة في أعماق تحت سطح المريخ، أكد الباحثون أن نتائج الدراسة "تقدم رؤى ثمينة لفهم دورة المياه بالمريخ وتساعد في تفسير مصير المسطحات المائية القديمة على هذا الكوكب كما أنها تعزز جهود البحث عن آثار حياة سابقة أو حتى حالية، وتوفر معلومات قيّمة لتخطيط استغلال الموارد المحلية في البعثات المستقبلية إلى المريخ"، وفقا لرويترز. 

وقالت صحيفة "الغارديان"، إن الدراسة الجديدة تكشف أيضا عن احتمالات أخرى مثيرة للاهتمام.

وصرحت أستاذة علوم الكواكب في معهد كيك لدراسات الفضاء،  بيثاني إهلمان، أن من الضروري الآن إجراء قياس قاطع يُظهر ما إذا كان هناك مياه سائلة عميقة على المريخ من عدمه، وإذا كان الأمر كذلك، فأين توجد بالضبط.

وأضافت "على الأرض، حيث توجد المياه السائلة، توجد الحياة، لذا إذا كانت طبقات المياه الجوفية السائلة متواجدة على المريخ الآن، فهي هدف رئيسي في البحث عن الحياة".

بدوره، يؤكد جون وايد، الدكتور بجامعة أكسفورد، أنه لن يتفاجأ بوجود حياة على المريخ، مضيفا "في بداية تاريخه، كان المريخ ملائما للحياة البسيطة مثل الأرض، إن لم يكن أكثر".

كما قال ستيفن بانهام من كلية إمبريال لندن، أن تحديد المياه السائلة في القشرة الوسطى سيساعد أيضا علماء الجيوفيزياء والجيولوجيا على فهم البنية الداخلية للمريخ وكيفية تشكيله.

ومع ذلك، أثار بانهام شكوكا حول ما إذا كان يمكن أن توفر هذه المياه موردا للبعثات المأهولة إلى المريخ.